عملية تسعير عقبة أمام التأمين على اللاعبين فى مصر
يعد التأمين على لاعبى كرة القدم خاصة ولاعبى الرياضات الأخرى عامة، واحدا من أكثر قطاعات التأمين رواجا فى العالم أجمع وأصبح أول ما تقوم به الأندية الكبيرة فى أوروبا هو التأمين على لاعبيها ضد إصابات الملاعب حسب نسبة معينة قبل انتقال اللاعبين إليها.
ومنذ ما يقرب من الشهرين تعرض النجم الأرجنتينى الأشهر فى العالم ليونيل ميسى إلى إصابة مع ناديه الإسبانى برشلونة أبعدته عن الملاعب قرابة 8 أسابيع، وبالتالى أفتقد النادى جهود لاعبه خلال تلك الفترة مما عرض النادى الشهير إلى خسارة مادية وفنية كبيرة. وبينما لا يمكن تعويض الخسارة الفنية، إلا أن الخسائر المادية يمكن تعويضها، حيث يقوم النادى بالتأمين على لاعبيه ضد إصابات الملاعب.
ولكن حال التأمين على اللاعبين فى مصر مختلف قليلا، حيث تحول أخيرا لاعبو كرة القدم إلى أصول ثابتة يتم إدراجهم ضمن ميزانية النادى وكأحد مصادر الدخل المهمة لذا اتجهت أندية كرة القدم أخيرا إلى التأمين على لاعبيها خاصة بعد احتراف العديد من اللاعبين، وارتفاع أسعارهم عالميا ولكن وقفت عملية التسعير عقبة أمام الشركات نظرا لكونها نشاطا وليدا لا توجد له قاعدة بيانات تقيم حجم الأخطار.
يقول حمدى عبدالمولى من الوسط التأمينية إن نشاط التأمين على لاعبى كرة القدم مهم جدا بالنسبة لكل من القطاع الرياضى وقطاع التأمين، وهو ما يعد أرضا خصبة بالنسبة لها ومخاطرة آمنة وحجم أقساطه جيد. ويعد قطاع الرياضة فى مصر مهما وحيويا، وفقا لعبدالمولى، إلا أنه يواجه قصورا كبيرا من قبل شركات التأمين، التى غفلت عن تغطيته بالشكل المطلوب.
وأشار إلى أنه تم التعاقد مع كل من نادى الزمالك والإسماعيلى للتأمين على 27 لاعبا للنادى الأول و28 لاعبا للثانى بقيمة تأمينية تصل إلى 14 مليون جنيه على أن تكون مدة العقد عاما، وتوفى التغطية الازمة فى حالة الوفاة والعجز الكلى والجزئى، مشيرا إلى أنه تم إسناد هذه التغطية إلى الجمعية المصرية للتأمين التعاونى.
وتتضمن وثيقة الحوادث الشخصية المبرمة مع الناديين تغطية اللاعبين ضد مخاطر الوفاة بحادث، إضافة إلى العجز الكلى أو الجزئى المستديم، والمؤقت، ويعد التأمين على لاعبى كرة القدم خاصة ولاعبى الرياضات الأخرى واحدا من أكثر قطاعات التأمين رواجا فى العالم، وأصبح أول ما تقوم به الأندية الكبيرة فى أوروبا هو التأمين على لاعبيها ضد إصابات الملاعب حسب نسبة معينة قبل انتقال اللاعبين إليها، وإذا كان ذلك هو الحال فى ملاعب أوروبا فإن الحال مختلف قليلا فى مصر.
وأكد حمدى عبدالمولى، الوسيط التأمينية، أن 70% من شركات التأمين العاملة فى السوق المصرية تبتعد عن تغطية إصابات الملاعب خاصة الرباط الصليبى، نظرا لارتفاع المخاطر، كما أن الأقساط مرتفعة بجانب أن حالة الملاعب المصرية غير جيدة بعكس الحال فى الدول الغربية والعديد من الدول العربية.
وقال الوسيط التأمينية إنه تم اقتباس إحدى الوثائق الأجنبية بالتعاون مع شركة «GIG» لتوفير التغطيات التأمينية الكاملة التى يحتاجه لاعبو الأنشطة الرياضية المختلفة، وعلى رأسها كرة القدم، والتى من خلالها سيتم التأمين على اللاعبين بالقيمة الحقيقية لهم. ويتم حاليا المفاوضة مع كل من نادى سموحة والإنتاج الحربى للتامين على لاعبيه بالوثيقة الجديدة.
وأشار عبدالمولى إلى أن تغطية وثائق التأمين للاعبين حاليا تتم من خلال النادى الذى ينتمى إليه اللاعب، وتم خلال هذا العام التأمين على ما يقرب من 540 لاعبا بأندية الدورى الممتاز البالغ عددها 18 ناديا، والتى تضم كل واحد منهم 30 لاعبا، وبلغت قيمة الوثيقة 250 ألف جنيه عن كل لاعب، أى ما يبلغ إجماليا 135 مليون جنيه.
وحتى عام 2008 كان التأمين على اللاعبين فى مصر اختياريا وبمبالغ ضعيفة حتى جاء مجدى عبدالغنى رئيسا للجنة شئون اللاعبين باتحاد الكرة وجعل التغطية التأمينية للاعبين إجبارية من خلال الأندية، ولكن ذلك يكون على الإصابات خارج الملاعب، أما الإصابات داخل الملعب فيجرى حاليا التفاوض بشأنها بين عدد من شركات التأمين، والأندية لإصدار وثيقة فى هذا الشأن.