محللون: فالس الاشتراكى بعيدًا عن الإليزيه واليسار لايزال منقسمًا.. واليمينيان فيون ولوبن يتصدران نوايا التصويت
بينما يصعد نجم الأحزاب والقوى اليمينية القومية فى أوروربا والولايات المتحدة، يجد الفرنسيون أنفسهم على أعتاب انتخابات رئاسية، المقررة مايو 2017، يسيطر عليها وجوه يمينية متطرفة ومحاولات مستميته من اليسار الاشتراكى بالفوز بمقعد الإليزيه.
فلم يأت إعلان رئيس الوزراء الفرنسى السابق مانويل فالس بجديد، فقد أعلن الأسبوع الماضى فى لقاء أجراه «جورنال دو ديمانش» الفرنسى أنه لا يستبعد ترشحه فى الانتخابات التمهيدية لليسار، وسرعان ما أعلن الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند عدم ترشحه لولاية ثانية، إلى أن أعلن مانويل فالس، الذى ينتمى الحزب الاشتراكى (الحاكم حاليا) رسميا استقالته طامحا فى الحصول على بطاقة اليسار لخوض الانتخابات الرئاسية.
وسيواجه فالس صعوبات أمام برنامج ليبرالى محافظ يدعو للتقشف أجمع عليه غلبية أصوات اليمين والوسط لمرشح اليمين فرنسوا فيون وفكر يمينى متطرف لزعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن، وذلك فى ظل تشتت قوى اليسار المتصارعة وانتقاد حزبه لسياسته الليبرالية، وانشقاق وزير الاقتصاد السابق إيمانويل ماكرون الذى أعلن عدم انضمامه للانتخابات التمهيدية والذى يمثل بحسب استطلاعات الرأى أحد أفضل ممثلى القوى اليسارية والصراعات الداخلية داخل قوى اليسار.
وحتى داخل قوى اليسار فإن فالس لم يحظَ بإجماع أعضاء الحزب ومن ثم فى حال فوزه فى الانتخابات التمهيدية، فهو لن يستفيد من الدعم «التلقائى» لأنصار فرانسوا أولاند، إذ إن شخصيته المتسلطة ومواقفه تتجاوز النهج الاشتراكى، بما فى ذلك خطابه الليبرالى، تثير مخاوف معسكره.
من جانبه قال النائب الاشتراكى البارز جيرار فيلوش «أن حكومة فالس تسببت فى عدة أزمات منها تطبيق قانون 49.3 للعمل الذى أقره وزير الاقتصاد السابق إيمانويل ماكرون، وعدة قضايا عليه مناقشاتها بشأن الحرمان من الجنسية، والعلمانية، ودعم مكافحة بوركينى، بحسب موقع «فرانس 24» الإخبارى.
ويرجح المحللون ضآلة فرص فالس فى الفوز، حتى فى حال حصوله على بطاقة ترشيح اليسار للانتخابات الرئاسية، وبحسب استطلاعات الرأى سيخرج من الجولة الأولى للانتخابات أمام المرشح اليمينى فرنسوا فيون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان الذى سيصلان إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية (بحسب الاستطلاع) مما يجعله بعيدا تماما عن الوصول إلى الإليزيه.
ونشرت صحيفة «لوفيجارو» استطلاعا آخر أجراه معهد «بى فى إيه» للدراسات، وأظهر أن نوايا التصويت لصالح فالس لن تتجاوز نسبة 21% فى الجولة الأولى، وذلك حال فوزه فى الانتخابات التمهيدية لليسار، وعلى الرغم من هذه النسبة المرتفعة فإنه لن يهدد مارين لوبن التى حصلت على نسبة 26% من نوايا التصويت، بينما تصدر فرنسوا فيون نوايا التصويت بنسبة 29%.
ومن ثم فإن فالس إن تخطى عقبة انشقاق اليسار فسيواجه منافسة شرسة من رئيس الوزراء الأسبق فرنسوا فيون الذى حاز على بطاقة ترشيح قوى اليمين والوسط فى انتخابات تمهيدية شارك فيها أكثرمن 4 ملايين فرنسى من التيارات المختلفة حتى اليسار حاصدا أصوات الأغلبية ببرنامج انتخابى ليبرالى محافظ يأمل إلى إصلاحات اقتصادية تقشفية، وتغيير جذرى فى السياسة الخارجية لباريس التى أتبعها أولاند طيلة السنوات الخمس والذى يعد فالس واحد منها، أوالمنافسة المتطرفة الأخرى مارين لوبن التى تصبو إلى الانفصال عن الاتحاد الأوروبى بحسب ما صرحت به بعد «البريكسيت».
فى المقابل فإن فالس رئيس وزراء أولاند المستقيل ليس لديه جديد يقدمه للفرنسيين بعد انهيار شعبية اليسار، خاصة بعد تصريحه بأنه سيدافع عن ولاية أولاند.