بالفيديو والصور.. «حج الفقراء».. مريدو الحسين في ضيافة «النقشبندية» - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 3:05 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بالفيديو والصور.. «حج الفقراء».. مريدو الحسين في ضيافة «النقشبندية»

«حج الفقراء».. مريدو الحسين في ضيافة «النقشبندية»
«حج الفقراء».. مريدو الحسين في ضيافة «النقشبندية»
معتز سليمان ونجلاء سليمان
نشر في: الثلاثاء 9 فبراير 2016 - 6:38 م | آخر تحديث: الثلاثاء 9 فبراير 2016 - 6:38 م
«نحن في ساحة الحسين نزلنا.. في حمى الله من أتي لحسينا».. لسان حال المريدين أتباع الطرق الصوفية في مولد الإمام الحسين، من شعر الشيخ الصوفي سيد حجاج.

من بين الطرق الصوفية التي نصبت خيامها، وخصصت أماكنها منذ سنوات طويلة، هي الطريقة «النقشبندية» التي لها ملامح خاصة، فهي تابعة (لآل أبومعوض) وتتميز عن مثيلاتها في أن شيوخها هم علماء أنساب عربية، تتخذ هذه الطريقة من قرية بنيان بأسوان مقرا لها يقصدها الباحثين عن شجرة العائلة من مصر والسعودية والأردن وغيرها، حيث يمتلكون من الوثائق والمخطوطات والكتب القديمة ما جعلهم مرجعا وتصديقا معتمدا في بحور الأنساب.



تنتمي هذه الطريقة إلى الشريف إسماعيل النقشبندي والشريف موسى أبومعوض والأخير هو نقيب أشراف صعيد مصر، وقاضي قضاة مصر والسودان، توفي 1305 هجرية، وتتخذ الطريق الصوفية من التقويم الهجري دليلا لها.

الاحتفال القائم في محيط مسجد الحسين في منطقة مصر القديمة ليس احتفالا بمولد الإمام الحسين، لكنها ذكرى وصول رأس الإمام الحسين إلى القاهرة، بعد أن نقلت من عسقلان حيث كانت مدفونة هناك.

وجوه سمراء، هائمة في ملكوت الخالق، تجمع عددا من مريدي الطريقة النبقشبندية في شقة بعمارة مطلة على مسجد الحسين، يأخذون البركات ويتناولون الطعام ويمدحون الحسين ابن السيدة فاطمة الزهراء، وجده الرسول محمد «قمر.. قمر.. قمر سيدنا النبي.. قمر.. وجميل.. وجميل.. وجميل سيدنا النبي.. وجميل».

في مقر الخدمة والمديح تجد مسافرين متكئين على حقائبهم، نزلوا في ضيافة النقشبندية، يعلمون جيدا أن أمر الطعام والشراب والمسكن موفر في حماية الأشراف.

من مركز دراو بمحافظة أسوان أقبل الشيخ محمد الأنور موسى أبومعوض رئيس نقابة الأشراف ومدرس الفيزياء إلى جوار الحسين، كعادته في كل عام، لخدمة الحسين ومريديه، وأيضا يأتي مرة أخرى بعد أشهر قليلة لخدمة مريدي السيدة زينب في مولدها.

لأنه الشيخ الأكبر وتحل منه البركة، توجه المريدين بلهفة ونفس راضية إلى الشيخ محمد الأنور يقبلون رأسه ويديه، أثناء حديثه إلى «الشروق»، حيث قال إن "أبناء الطريقة النقشبندية يحتلفون كل عام مرتين الأولى بمولد السيدة زينب والثانية بمولد الحسين، ولكن الاحتفال الأبرز يكون مواكبا لتاريخ نقل رأس الحسين من عسقلان بفلسطين إلى المشهد الحسيني بمصر".

واصفا طقوس الاحتفاء بالحسين، قال نقيب الأشراف إن "الاحتفالات تعتمد على ترديد المداح للأنشودات الدينية، وحضور ندوات تثقيفية، وتقديم الوجبات للمريدين المتوافدين على المقر من جميع أنحاء الجمهورية".

أصل الطريقة النقشبندية راجع للشيخ الشريف موسى أبومعوض، تمركزهم الأساسي بقرية بمبان في أسوان، ولكنهم متواجدين في جميع أنحاء العالم، ويتم لقاء الأحبة كل عام بمولد الحسين، الذي يطلق عليه "حج الفقراء"، فجميع الناس لا يستطيعون تحمل نفقات الحج إلى الأراضي السعودية، "فيعوضون عنه بزيارة الحسين والاحتفاء بذكراه، ورمي حمولهم وشكوى أوجاعهم إليه"، كما يصف الشيخ محمد الأنور.

يحتاج المرء كما ينصح الشيخ محمد إلى تصفية روحه وتنقية نفسه من خلال زيارة أهل البيت النبوي، رافضا مقارنة الصوفية بالمنهج الشيعي لأن المناهج والطقوس الدينية مختلفة في المذهبين.

منشدا: "صلوات الله على طه ما سار الركب على الحج" اتكأ غانم عبدالمنعم الموظف في إحدى شركات المياه على الأرض، وهي إحدى قصائد الشريف إسماعيل النقشبندي كعادته في كل عام، وسط اندماج المريدين.

ووصف المداح غانم القصائد أنها ليست مجرد أشعار أو كلمات واهية، ولكنها تحمل معاني سامية، وتحث على التقرب إلى الله والصلاة على النبي محمد، وترديد الأذكار التي ترطب القلب، والاندماج مع روحانيات المولد.

وظيفة أخرى بين مريدين المولد في الطريقة النقشبندية وكل الطرق الأخر، هي اختصاص الخدمة وتحضير الطعام، شريف المصري يعمل صباحا موظفا حكوميا، وفي المساء يقوم بخدمة أهل المولد وتحضير الطعام وكل من يحضر للتبرك بالحسين، ومنذ سنوات طويلة حرص شريف على حضور الموالد وتقديم الخدمة دون أن يكل وبكل رضاء، خاصة في موالد الحسين لأن لها مذاق خاص بحسب وصفه.

قدم لنا نقيب الأشراف زائر على الطريقة لكنه صديق محبب إلى قلوبهم، وهو الشيخ عبد الحميد سالم محب النقشبندية، قائلا أن الطرق الصوفية تستغل الموالد مثل مولد لحسين والسيدة وينب للترابط وتبادل الزيارات ، فهو ابن من أبناء الطريقة الشاذلية، يحضر لوصل صلة الأرحام بين الطريق الصوفية التي تربطهم رابطة نسب أخوة.

ووصف ابن الطريقة الشاذلية الشعر النقشبندي بأنه مختلف عن الطرق الأخرى، وتنبأ فيه الشيوخ بأحداث سابقة لأوانها مثل حدث بناء السد العالي، نبه له أحد الشيوخ قبل التفكير في بنائه بسنوات.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك