أُقيمت أول بطولة كأس عالم في الأوروجواي عام 1930، حيث جمعت المباراة الأولى "الافتتاح" منتخبي فرنسا أمام المكسيك على ملعب ستاديو بوثيتوس بمونتفيديو، وفاز حينها الديوك الفرنسية بأربعة أهداف مقابل هدف.
البطولة التي فاز بها المنتخب الأوروجواياني في النهاية على حساب الأرجنتين، كانت أولى أهدافها في رباعية المنتخب الفرنسي في شباك المكسيك، والذي أحرزه اللاعب الفرنسي لوسيان لوران عبر تصويبة صاروخية من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 19 من عمر المباراة في شباك الحارس أوسكار بونفيجليو، بعد عرضية متقنة من إيمست ليبارتي صوبها لوران قبل أن تلمس الأرض.
اللاعب الفرنسي، لوسيان لوران لم يكن يدري أن هدفه في كأس عالم 1930 سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه، كأول هدف في البطولة الأعرق والأكبر في جميع مسابقات عالم كرة القدم، وذلك بسبب أن بطولة المونديال حينها لم تكن تحمل ثقل اسمها الحالي، باعتبارها بطولة جديدة وسط دول لا تعرف شيء عن كرة القدم من الأساس.
اللاعب لوران الذي سجل هدفين دوليين طوال مسيرته "كان الأول الذي نسرد قصته والثاني في مرمى المنتخب الإنجليزي بمباراة ودية"، أكد في تصريحات سابقة له أنه لم يشعر بقيمة "أول هدف في تاريخ المونديال"، مُشيراً إلى أن الأمر لم يبدو مميزاً حينها لإن البطولة كانت حديثة النشأة، ولم تأخذ الصيت الموجود بشأنها حالياً.
الطريف في الأمر، أن الصدفة هي من جعلت لوران يُشارك في المباراة، حيث دخل في القوام الأساسي للديوك الفرنسية بعد إصابة بعض اللاعبين في مركزه، ليُسطر بعدها كتابة التاريخ بالهدف الأول في بطولة كأس العالم، الذي در بعده 2378 هدف على مدار تاريخ البطولة.

من الواضح أن هدف القصير لوسيان لوران –البالغ طوله متراً و60 سم- لم يكن أمراً عادياً فقط، بل إنه أقل من العادي، فبعد مونديال 1930 تم استدعاؤه للخدمة في الجيش الفرنسي بالحرب العالمية الثانية عام 1939 ليتم أسره على يد الجنود الألمان، ويُطلق سراحه بعد ثلاث سنوات من الإعتقال.