في ذكرى العدوان الثلاثي.. طاهر المعتز بالله يستعيد مشاهد من كتاب «حكاية مصري مع إسرائيل» - بوابة الشروق
الأربعاء 12 نوفمبر 2025 4:01 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

في ذكرى العدوان الثلاثي.. طاهر المعتز بالله يستعيد مشاهد من كتاب «حكاية مصري مع إسرائيل»

شيماء شناوي
نشر في: الإثنين 10 نوفمبر 2025 - 10:46 م | آخر تحديث: الإثنين 10 نوفمبر 2025 - 10:46 م

استعاد الكاتب طاهر المعتز بالله، عبر صفحته على موقع فيسبوك، مشاهد من كتاب «حكاية مصري مع إسرائيل» للدكتور إبراهيم البحراوي، الصادر عن دار الشروق، حيث يسرد المؤلف تفاصيل من ذكرياته في بورسعيد وقت العدوان الثلاثي، الذي تحل ذكراه هذه الأيام، كاشفًا عن بطولات صغيرة صنعتها أيدي الناس البسيطة، ونساء وقفن في وجه الغزو بأدوات المطبخ وإرادة لا تلين.

وكتب المعتز بالله يقول: «في كتاب حكاية مصري مع إسرائيل الصادر عن دار الشروق، يحكي الدكتور إبراهيم البحراوي عن ذكرياته في بورسعيد وقت العدوان الثلاثي».

ويقول: «كان سادة ذلك العصر وأباطرته الفرنسيون والبريطانيون، ومعهم تابعهم في المنطقة إسرائيل، قد تولوا خلال الأيام السبعة الأولى من نوفمبر إحراق مدينتنا بقنابل النابالم بمن فيها من مدنيين، وكنا قد اعتدنا على أمرين نحن من بقي من سكان المدينة: الأول بقايا رائحة الشياط والشواء البشري تملأ أنوفنا».

وتابع: «والثاني مشهد الدوريات البريطانية تتقدمها دبابة نُصب على مدفعها ميكروفون أسود، وهي تطوف كل يوم بعد صلاة العصر، وصوت كئيب يتصاعد من هذا الغراب الأسود ينادي بحروف عربية مكسّرة: يا أهالي بورسعيد.. ممنوع حد يمشي بعد الساعة خمسة مساء.. اللي يمشي بعد الساعة خمسة مساء قوات إنجليزية فرنسية مسلحة راح تطلق النيران عليه».

وواصل: «بعض الأولاد كانوا يتبارون: من سيبقى في الشارع أطول مدة بعد الساعة الخامسة؟ وكانت المدة لا تزيد عادة على دقيقة، فمع هذه الدقيقة الأولى بعد الخامسة يتدخل عاملان حاسمان: الأول زئير صوت الأب وهو يشخط من النافذة على ابنه آمرًا إياه بالصعود، والثاني صوت دوي القنابل اليدوية الآتي من حي الإفرنج إلى حينا، كان الدوي دائمًا مقدمةً؛ مجرد مقدمة سيمفونية يعزفها الفدائيون المصريون وقد خلت لهم الشوارع من المارة المصريين، ولم يبقَ فيها مارة سوى الفرنسيين والبريطانيين المسلحين».

وتابع: «حاول البريطانيون إنزال دفعة مظليين في منطقة الجميل على مدخل بورسعيد من ناحية دمياط والملاصقة لحي المناخ الشعبي، فتصدى لهم سكان الحي، وأظهرت السيدات شجاعة خارقة ومهارة تكتيكية؛ فقد كانت كل مجموعة سيدات تترقب اقتراب الجندي البريطاني من الأرض، ثم يقمن بسحبه من قدميه وهو معلق في الهواء قبل أن يرتكز على الأرض، فيسقط راقدًا ليعملن فيه أدوات المطبخ من سكاكين ويد الهون وأغطية الحلل النحاسية الثقيلة».

وأردف: «وفي اليوم التالي، جاء أبناء حي المناخ الأبطال إلى حي العرب، وهو حي الطبقة الوسطى الذي كان بيتنا واقعًا فيه عند تقاطع شارعي التجاري والأصمعي. جاءوا يوزعون علينا هدايا تذكارية عبارة عن قطع من المظلات البريطانية، التي قام بعض الناس بتفصيل قمصان منها للذكرى».

وواصل: «حتى وإن نسينا، فالأرض لا تنسى. المقاومة حق وفرض، وإن كانت بسكاكين وأغطية حلل وأيادي الهون».

جدير بالذكر أن كتاب حكاية مصري مع إسرائيل للدكتور إبراهيم البحراوي، يُقدم تجربة حياةٍ استثنائية لباحث مصري وجد نفسه، منذ سنٍّ مبكرة، يندمج في ملاحم النضال المصري من أجل التحرر والاستقلال، بدءًا من الاستعمار البريطاني في بداية الخمسينيات من القرن العشرين، وصولًا إلى الكفاح ضد العدوان الثلاثي عام 1956، إذ كان متواجدًا في بورسعيد مسقط رأسه وعمق المعركة، ثم من أجل تحرير سيناء بعد سقوطها تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.

ويمتزج في تلك التجربة الخاص بالعام، وتوضح كيف يمكن لعبارات مكتوبة بالعبرية على جدران بيوت بورسعيد في ذروة العدوان الثلاثي أن تُغيّر من مستقبل شاب يكتشف العالم من حوله في لحظة مُلتهبة.

كما تُبين الصراع النفسي القاسي الذي مر به الدكتور إبراهيم البحراوي وأبناء جيله تجاه معاهدة السلام عام 1979، وقد كان من قبل مقاتلًا في ساحات الحروب، حاضرًا لاستجواب الأسرى الإسرائيليين، ومطلعًا على الوثائق السرية الإسرائيلية عن حرب أكتوبر، إنها رحلة مليئة بالاكتشاف، تستعرض بعمق صفحات عصيبة وفارقة في التاريخ الوطني والإنساني.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك