بعد مغادرة البيت الأبيض.. كيف ستكون ملامح حياة دونالد ترامب؟ - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 9:14 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد مغادرة البيت الأبيض.. كيف ستكون ملامح حياة دونالد ترامب؟

منال الوراقي
نشر في: الإثنين 11 يناير 2021 - 4:56 م | آخر تحديث: الإثنين 11 يناير 2021 - 4:56 م

لم تكد المؤسسات الأمريكية الانتهاء من تبرئة دونالد ترامب في المحاكمة التي كادت تؤدي لعزله قبل أشهر في مجلس الشيوخ، حتى عادت الدولة لتخوض نفس الأزمة للمرة الثانية في أقل من عام، لعزل الرئيس الأمريكي الأكثر جدلا في تاريخها قبيل تسليمه السلطة بأيام قليلة، على خلفية تورطه في أعمال الشغب الدامية لأنصاره في مبنى الكونجرس.

ترامب، الذي عرف بأنه أكثر الرؤساء الأمريكيين إثارة للجدل خلال فترة حكمه، لا ينوي التنازل عن السلطة بسهولة، ولكن لابد أن ينتهي به المطاف خارج البيت الأبيض قبل 20 يناير المقبل، فعلى مدى تاريخ الولايات المتحدة، الممتد منذ 244 عاما، لم يسبق لرئيس أمريكي رفض مغادرة البيت الأبيض أو تسليم السلطة بعد خسارته الانتخابات، ولكن كيف سيخرج ترامب من البيت الأبيض، وكيف ستسير حياته بعد تركه المنصب؟

- المحاكمة والعزل

في الوقت الذي لم يسبق أن تمت محاكمة أي رئيس أمريكي مرتين في التاريخ، يعتزم الديمقراطيين على رأسهم رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، تقديم لائحة في الكونجرس لعزل ترامب بعد أن اتهموه بالتحريض على العنف الذي أفضى إلى أحداث اقتحام الكونجرس، التي شكلت زلزالا سياسيا غير مسبوق في البلاد، وأسفرت عن مقتل 5 أشخاص وإصابة العشرات.

وإذا استمرت بيلوسي في المضي قدما في مساءلة ترامب، يمكن أن يوافق مجلس النواب على الطلب في غضون أيام، وهذه المرة بدعم حتى من بعض الجمهوريين الساخطين، وإرساله إلى مجلس الشيوخ لإجراء محاكمة جديدة، يمكنها أن تطيح بترامب من منصبه وتجرده من سلطته دون الانتظار حتى تنتهي فترته في 20 يناير المقبل.

- إخراجه إجباريا

ولكن ووفقا لتقرير نشرته شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، فقد استبعد بعض الخبراء السياسيين الأمريكيين فكرة عزل ترامب، نظرا لضيق الوقت، ولكن إذا وصل القطار حتى يوم 20 يناير ولم يخضع ترامب ورفض تسليم السلطة سلميا والمغادرة فربما يتعين على أفراد الخدمة السرية اصطحابه لخارج البيت الأبيض.

وتُعد الخدمة السرية هيئة مدنية تتولى مسؤولية أمن الرئيس، كما أنها مُلزمة قانوناً بحماية الرؤساء السابقين، وستواصل حماية ترامب حتى بعد يوم 20 يناير.

- تسليم السلطة بهدوء

ولكن في حال خضع ترامب وسلم السلطة بسلمية، فعندها سينضم السياسي وقطب الأعمال الشهير ونجم تلفزيون الواقع، إلى نادي رؤساء الولايات المتحدة السابقين، ويكون له جانبا من المميزات التي يحظون بها، ليتابع حياته بعدها دون توقف.

ولكن ماذا سيفعل ترامب بعد تسليم السلطة خروجه من البيت الأبيض، فعلى سبيل المثال ولي الرئيس السابق جيمي كارتر اهتمامًا بالقضايا الإنسانية بعد تسليمه السلطة، أما جورج بوش فلجأ لتكريس وقته لفرشاة الرسم، لكن ترامب لم يكن يومًا سياسيًا تقليديا.

- الترشح لولاية ثانية

خروج ترامب من البيت الأبيض قد لا يكون نهاية طموحاته السياسية، فقد تكهن بعض الخبراء الأمريكيين سابقا، أن يعيد ترامب سابقة الرئيس الأمريكي الأسبق، جروفر كليفلاند، وهو الترشح لولاية ثانية كما فعل كليفلاند، وهو الرئيس الوحيد الذي غادر البيت الأبيض وعاد بعد أربع سنوات، حيث كانت بداية ولايته الأولى عام 1885 والثانية عام 1893.

وينص دستور الولايات المتحدة على أنه "لا يجوز انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس أكثر من مرتين"، ولكن لا يوجد أي شروط بخصوص أن تكون متتالية، لذلك أكد بعض مساعدي ترامب السابقين فكرة ترشحه للرئاسة مرة ثانية، فقال رئيس الأركان السابق، ميك مولفاني، خلال حديثه عن ترامب قبل شهرين، "بكل تأكيد، أضع ترامب على القائمة القصيرة للأشخاص المرشحين لخوض سباق الرئاسة عام 2024".

ووفقا لتقرير أعدته شبكة "بي بي سي" البريطانية، فإن مؤشرات التصويت لترامب خلال الانتخابات الرئاسية السابقة، تعزز أيضا من خطوة إقدامه على الترشح لولاية ثانية، خاصة وأنه قد حصل على 71.5 مليون صوت انتخابي، وهو رقم قياسي لمرشح خاسر، يُظهر بوضوح قاعدة دعمه الكبيرة بين الجمهور الأمريكي.

- ترشح ابنه للرئاسة

بعض الخبراء الأمريكيين كالبروفيسور تيم كالكينز، أستاذ التسويق بجامعة نورث ويسترن الأمريكية، توقعوا أن يغادر ترامب منصب الرئيس تاركا وراءه بصمة قوية كتلك التي جاء بها للمنصب، من شأنها أن تساعد ابنه الأكبر "دونالد ترامب جونيور" في الترشح لمنصب الرئاسة.

- الانشغال بالقضايا القانونية

نادرا ما يبتعد ترامب عن الخلافات القانونية، فهناك القليل من القضايا التي يمكن أن تبقيه مشغولا بمجرد تركه لمنصبه، فقد بدأت بالفعل عدة قضايا ضخمة وتحقيقات ضد منظمة ترامب، في ولاية نيويورك ومانهاتن وميراندا، تتعلق بتورط ترامب ومنظمته في التهرب الضريبي والاحتيال على التأمين وتضخيم الأصول بشكل غير قانوني.

وعلى صعيد موازي، يواجه ترامب اتهامات بالتحرش والاغتصاب كدعوى إليزابيث جون كارول والتي تزعم فيها أن ترامب اغتصبها في التسعينات، ودعوى سُمر زيرفوس، المتسابقة في إحدى برامج تلفزيون الواقع، والتي رفعتها ضد ترامب، تتهمه بالاعتداء عليها جنسيا في عام 2007، بالإضافة للتشهير بها، وهي القضايا التي تم تعليقها إلى حين ترك ترامب لمنصبه، وفقا لتقرير صادر عن شبكة "يورو نيوز" الأوروبية.

وعلى المستوى العائلي، رفعت ماري ترامب، ابنة أخت الرئيس، دعوى قضائية تتهمه هو واثنين من أفراد أسرته بالاحتيال والتآمر لمنعها من الحصول على نصيبها من تركة ترامب الأب، كل ذلك بالإضافة لقضايا على أصعدة أخرى يواجهها ترامب بمجرد خروجه من السلطة.

- إنقاذ إمبراطورية أعماله

قبل أن يصبح رئيسا، كان ترامب أحد أقطاب العقارات، يملك منظمته التي تحمل اسمه "منظمة ترامب"، والتي تضم عددا كبيرا من الفنادق وملاعب الجولف، في مومباي، واسطنبول، والفلبين، وواشنطن العاصمة، فضلا عن ملاعب الجولف في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والإمارات، وإندونيسيا، وربما يحرص ترامب على استعادة موقعه في مجال الأعمال بعد هجْره إياه لأربعة أعوام.

فوفقا لتقرير سابق نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إذا اختار ترامب العودة للمجال، فسيجد في انتظاره الكثير من الأعمال، خاصة بعد تضرر عدد من شركاته التي تعمل في مجال الرحلات والترفيه جرّاء وباء كورونا، والتي قدرت مؤسسة فوربس خسائرها بمقدار مليار دولار، بالإضافة لتراكم أكثر من 400 مليون دولار من القروض على منظمته، يحلّ موعد استحقاقها في السنوات القليلة المقبلة.

- العودة للتلفزيون

لا يعتبر الرئيس ترامب وجها غريبا على شاشة التلفزيون، بعد استمرار ظهوره لأربعة عشر موسما في برنامج كان يقدّمه على تليفزيون الواقع بعنوان "ذا أبرنتيس"، لذلك تثار تكهنات بأن طموح ترامب قد يتجه به إلى عالم الميديا، إمّا بتدشين قناة خاصة أو بالتعاون مع شبكة قائمة بالفعل.

فقد نقلت شبكة "بي بي سي" البريطانية، عن هنري شيفر، نائب الرئيس التنفيذي لشركة كيو سكورز، المتخصصة في تقييم المشاهير، قوله: "لا شك أن يكون له جمهوره العريض، فقد أحرز ترامب نجاحا في بناء اسم في عالم تليفزيون الواقع على غرار كيم كارداشيان وهوارد ستيرن"، متوقعا أن يستثمر ترامب في قدراته التي أثبتت نجاحا، وهي إثارة الموضوعات الجدلية.

وعلى رأس الشبكات الإعلامية التي قد يلجأ ترامب إلى التعاون معها، شبكة "نيوز ماكس" أو "أوه إيه إن إن" الإخبارية الأمريكية المفضلة لـترامب والتي تدعمه بقوة.

- مذكرات وعروض ترفيهية

غالبًا ما يوقع الرؤساء الأمريكيون صفقات لكتابة مذكراتهم، حيث حصل باراك وميشيل أوباما على صفقة مشتركة تبلغ قيمتها 65 مليون دولار لكتابة مذكراتهم، وصفقة إنتاج بملايين الدولارات مع نتفليكس، فيما حصل جورج بوش حصل 10 ملايين دولار كدفعة مقدمة لكتابة مذكراته، وهي الخطى التي قد يسير عليها ترامب أيضا.

- الالتحاق بنادي الرؤساء المتقاعدين

بعد مغادرته للبيت الأبيض، سيتقاضى ترامب معاشا رئاسيا، والعديد من الامتيازات الأخرى، حيث يؤكد قانون الرؤساء، الصادر في عام 1958، على صون كرامة الرؤساء السابقين، بتقديم مزايا بينها معاش سنوي، بلغت قيمته 208 ألف دولار في عام 2017، كما يحظى الرؤساء السابقون على مدى حياتهم بحماية أجهزة المخابرات، وبخدمات صحية، ونفقات السفر ونفقات الموظفين.

وعليه، فقد يقرر ترامب، البالغ من العمر 74 عاما، أن يتقاعد في هدوء، لكن بعض الخبراء الأمريكيين استبعدوا سيناريو لجوء ترامب إلى حياة الهدوء والقنوع بالتواري في الظل، وهو الذي قضى معظم حياته تحت الأضواء، فقد نقلت شبكة "بي بي سي" عن أستاذ جامعة نورث ويسترن الأمريكية قوله أن "شخصية مثل دونالد ترامب من المستبعد أن تقنع بالظل، وأغلب الظن أننا سنظل نشاهد بصمة ترامب على المسرح العالمي".

- مغادرة البلاد

أما قرار مغادرة البلاد، فيعد الاحتمال الأخير الذي قد يلجأ له ترامب، ففي أكتوبر الماضي، أكد الرئيس الأمريكي، في حوار له، أنه إذا خسر الانتخابات سيختبر شعورا فظيعا على نحوٍ قد يدفعه إلى مغادرة البلاد أو شيئا من هذا القبيل، على حد تعبيره.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك