وزير الخارجية الفلسطينى: واشنطن تصوغ خطة استسلام لا اتفاق سلام.. ومبعوث ترامب: حماس والجهاد العقبة أمام التسوية وليس المستوطنات
آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة أول جمعة فى رمضان بالمسجد الأقصى.. وإسرائيل تعيد توسيع مساحة الصيد فى بحر غزة
شهد مجلس الأمن الدولى، أمس الأول، سجالا بين فلسطين والولايات المتحدة، بشأن خطة السلام الأمريكية بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة إعلاميا بـ«صفقة القرن» المرتقب إعلانها الشهر المقبل.
وقال وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى إن الولايات المتحدة تصوغ على ما يبدو خطة لاستسلام الفلسطينيين لإسرائيل وليس اتفاقا للسلام، وجاء ذلك خلال اجتماع غير رسمى للدول الأعضاء فى مجلس الأمن الدولى لمناقشة قضية المستوطنات الإسرائيلية على الأراضى الفلسطينية المحتلة، حضره جيسون جرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لعملية السلام فى الشرق الأوسط.
ويعد حضور المسئولين فى غرفة واحدة أمرا نادرا، وذلك فى وقت جمدت السلطة الفلسطينية منذ ديسمبر 2017 علاقتها مع الإدارة الأمريكية عقب اعتراف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف المالكى إن «الفلسطينيين لا يملكون رفاهية عدم الانخراط فى أى جهود للسلام لكن جهود الإدارة الأمريكية لا يمكن وصفها بجهود للسلام ولا ترقى إلى ذلك مع الأسف».
وتابع وزير الخارجية الفلسطينى أن كل شىء يشير حتى الآن إلى أنها ليست خطة للسلام لكنها شروط للاستسلام، مشيرا إلى أنه لا يوجد أى قدر من المال يمكنه أن يجعل هذا مقبولا، وفقا لوكالة رويترز.
ومضى المالكى قائلا إن هناك من يرى أن الأمريكيين ربما يقدمون ما يفاجئ الجانب الفلسطينى لكنه رد بالقول إن الفلسطينيين كانوا سيشعرون بتفاؤل أكبر ما لم يتجاهل الأمريكيون المطالب الفلسطينية وما لم يغضوا الطرف عن الانتهاكات الإسرائيلية وما لم يعملوا على إسكات أى حديث عن أساسيات السلام.
ورد المبعوث الأمريكى، جيسون جرينبلات، بالقول إن الرؤية التى سيتم اقتراحها «ستكون واقعية وقابلة للتحقيق»، مشيرا إلى أن الفريق الذى أعدها أراد أن تكون له «نظرة جديدة» على أسباب النزاع، ومطالبا بمساعدة طرفى النزاع على بحثها عندما يتم كشف النقاب عنها.
ويعمل جرينبلات على خطة السلام مع كل من جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكى، وديفيد فريدمان السفير الأمريكى فى إسرائيل.
وتخلل هذا الاجتماع غير الرسمى فى مجلس الأمن، الذى نظمته إندونيسيا والكويت العضوان غير الدائمين، عرض أشرطة فيديو ومداخلات لخبراء ينتقدون إسرائيل والدعم الأمريكى لها.
وندد جرينبلات بعدم دعوة إسرائيل إلى التعبير عن رأيها، وخصص معظم خطابه للتنديد بما تشهده الأمم المتحدة من «انحياز» ضد إسرائيل، على حد زعمه.
وقال المبعوث الأمريكى: «فلنكف عن الادعاء بأن المستوطنات هى التى تعوق التوصل إلى حل سياسى»، معتبرا أن «حركتى حماس والجهاد الإسلامى» هما «المشكلة».
غير أن وزير الخارجية الفلسطينى رد قائلا إنه عند توقيع اتفاقات أوسلو للسلام «كان هناك 100 ألف مستوطن إسرائيلى»، واليوم بعد 25 عاما «هناك أكثر من 600 ألف مستوطن فى الأراضى الفلسطينية بما فى ذلك القدس الشرقية».
وأضاف إن إسرائيل «لم تعد تسعى حتى إلى إخفاء الطبيعة الاستيطانية لأنشطة الاحتلال ولا نيتها فى ضم الأراضى الفلسطينية».
وعقب انتهاء الاجتماع، أوضح المالكى لوسائل إعلام أنه لم يتحدث مباشرة إلى المبعوث الأمريكى، قائلا «لم يكن هناك أى سبب للتحدث معه»، مضيفا: «لقد هاجم الفلسطينيين فقط»، معتبرا أن خطاب جرينبلات، الذى تجنب بدوره وسائل الإعلام، لا يبشر بالخير.
وبحسب تصريحات مسئولين الأمريكيين، تتضمن «صفقة القرن» شقان رئيسيان أولهما سياسى يتناول قضايا رئيسية مثل وضع القدس والآخر اقتصادى يهدف إلى تعزيز الاقتصاد الفلسطينى. وكان جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكى قد أعلن قبل أسبوع أن «صفقة القرن» تتجنب حل الدولتين نظرا لكونها مسألة خلافية.
وفى الأراضى المحتلة، أدى الآلاف من المصلين الفلسطينيين صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك فى المسجد الأقصى.
وشهدت الحواجز المؤدية إلى مدينة القدس المحتلة حركة نشطة، لآلاف المصلين الفلسطينيين القادمين من الضفة الغربية إلى الأقصى فى أول جمعة من شهر رمضان، وسط منع الرجال الذين تقل أعمارهم عن الـ40 عاما من الدخول إلى المدينة دون الحصول على تصاريح خاصة، وفقا لوكالة معا الفلسطينية.
وانتشرت شرطة الاحتلال منذ ساعات الصباح الأولى فى شوارع مدينة القدس والطرقات المؤدية إلى الأقصى وعلى أبوابه، فيما أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن سلطات الاحتلال استدعت الشيخ عمر الكسوانى مدير المسجد الأقصى للتحقيق معه، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وفى غزة، واصل الفلسطينيون فاعليات «مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار» على الحدود الشرقية للقطاع، فى الجمعة الـ 59 للمسيرات. وجاءت المسيرات تحت شعار «موحدون فى مواجهة الصفقة».
وقالت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة فى بيان إن مشاركة الفلسطينيون «تؤكد على رفضنا لكل المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية وفى مقدمتها صفقة القرن».
وفى سياق متصل، قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلى، أمس، إعادة توسعة مساحة الصيد فى سواحل غزة حتى 12 ميلا بعد منع استمر لنحو اسبوع على خلفية التصعيد العسكرى الإسرائيلى ضد فصائل المقاومة فى غزة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية (مكان)، أمس، إن القرار الإسرائيلى حول إعادة توسيع مساحة الصيد، يأتى فى إطار التفاهمات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، برعاية مصر والأمم المتحدة.
وقال نقيب الصيادين فى غزة نزار عياش فى بيان إن سلطات الاحتلال الإسرائيلى أبلغت الجانب الفلسطينى بقرارها إعادة توسعة مساحة الصيد»، موضحا أنه ستتم إعادة المساحة إلى 12 ميلا من ميناء غزة حتى رفح جنوبا و6 أميال حتى بيت لاهيا شمالا.