حالة من الرعب انتابت المغرب بعد تعرضه لزلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، في الساعات الأولى من صباح السبت، خلف ما يزيد على ألفي قتيل ومثلهما من المصابين، في أحدث حصيلة لليوم الأحد.
حيث انهارت مباني عدة كان أكثرها في المناطق القديمة أو الأثرية في المملكة، والتي لم تتحمل قوة الزلزال الذي استمر لمدة دقيقتين، بحسب سكاي نيوز عربية.
فيما أعلن القصر الملكي المغربي، يوم السبت الحداد لمدة ثلاثة أيام على من قُضوا في الكارثة الزلزالية الأعنف في المملكة منذ وقت طويل، وسط مخاوف من هزات ارتدادية أخرى الأيام المقبلة.
تواصلت "الشروق" مع بعض المصريين المقيمين في مدن مختلفة بالمملكة المغربية؛ للاطمئنان على سلامتهم، ومن ناحية أخرى التأكد من احتمالية معرفتهم حول أي معلومات عن حدوث إصابات أو وفيات بين أبناء الجالية المصرية في المملكة.
• الجديدة أقدم مدن المملكة.. صوت قوي ذكرنا بزلزال 1992
"صوت قوي ذكرنا بزلزال ١٩٩٢ في مصر".. هكذا بدأ أحد أبناء الجالية المصرية الفنان التشكيلي شريف وجدي، وصفه للزلزال الذي أرعب المملكة.
يقول وجدى، في حديثه لـ"الشروق": "لحظة الزلزال كانت هزة خفيفة جداً، ولكن أخذت حوالي عشر ثوان، وبعدها زادت قوة الهزة وبدأ يظهر صوت قوي ذكرني بأحداث زلزال 1992 في مصر".
يعيش وجدي، 38 عاما، مع زوجته المغربية، بالقرب من مدينة الجديدة غرب المملكة، إحدى أقدم مدن المغرب التي كانت من المرجح بشدة دمارها نظرا لوضعها الأثري، إلا أنه لم يصب بمكروه: "الحمد لله لم تحدث أي إصابات في الجديدة كلها؛ نظراً لبعدها النسبي عن مركز الزلزال في مراكش".
يروي وجدي اللحظات الأولى للزلزال: "وقت الزلزال كنت باشتغل على إحدى اللوحات وأستمع للموسيقى مع زوجتى في ليلة هادئة، وفجأة شعرنا بهزة، ولما اشتدت اتجهنا للباب بذعر، ولكن توقفت الهزة فجأة، فظللنا متجمدين منتظرين انتهاءها".
وتابع: "قضينا الليل في بيتنا، ولكن زوجتي كانت نوعاً ما خائفة من تكرار الهزات، وكثير من الجيران بالحي قضوا ليلتهم في العراء خائفين من العودة لييوتهم، ولكن بقيت معها في المنزل".
استفاد وجدي من خبرته السابقة مع زلزال مصر الكارثي عام 1992، فاخذ إجراءاته الاحتياطية: "كان عندي خبرة سابقة مع زلزال ١٩٩٢ في مصر، فحضرت حقيبة للطوارئ بها مال وجواز السفر الخاص بي وطعام وماء ووضعتها بجوار باب الخروج تحسباً لأي طوارئ، مع وضع بعض الزجاجات مقلوبة داخل المنزل كنظام إنذار في حال حدوث أي هزة أخرى".
لم يتضرر عمل وجدي بسبب الزلزال نظراً لأنه يتم عبر شبكة النت، مشيرا إلى أنه لم يتمكن من المساهمة في أي أعمال إنقاذ للمصابين؛ نظرا لبعده عن مدينة مراكش المتضررة بحوالي ٢٠٠ كم.
* تازة.. لم نسمع عن إصابة أو وفاة مصري
من مدينة تازة، شمال شرق المملكة، يقول أحد أبناء الجالية المصرية السيد القليني، إن المدينة لم تتأثر بأى ضرر رغم شعور الناس بالهزة نظرا لبعدها عن مركز الزلزال.
يستقر القليني، 57 عاما، مع زوجته وابنته في المغرب، ويعمل في إدارة أحد المقاهي الخاصة هناك: "حدث الزلزال ليل السبت الساعة 11 ليلا بتوقيت المغرب، كنت جالسا على الأرض أتناول العشاء مع زوجتى التي شعرت بالهزة ونبهتني لكني لم أشعر بشيئ ونظرت لها باستغراب، حتى وقعت الهزة الثانية بعد أقل من دقيقة لكننا لم نصب بسوء".
وتابع: "نمت حتى الفجر وصحيت من نومى للذهاب لعملى فوجدت رسائل عديدة على فيسبوك وواتس آب عن ناس فرت للشوارع ومئات الضحايا والمصابين".
أكد القليني أنه لم يستمع لأي أخبار في محيطه عن إصابة أو وفاة أي مصري أو مصرية حتى اليوم الثاني للزلزال، من المجموعات الإلكترونية التي تجمع المصريين في المغرب: "عندي أصحاب مصريين متواصل معاهم عبر الفيس والحمد لله مفيش ولا واحد منهم حصله حاجة، لو كان في حاجة كنا عرفنا من الجروبات لأننا بنطمن على بعض".
يفسر القليني عدم تعرض المصريين للتضرر من الزلزال في مراكش بسبب استقرارهم فى المدينة نفسها وليس ريفها الذي تضرر بشكل كبير جدا، مشيرا إلى أن المناطق العتيقة هى اللى تضررت لاحتوائها على مبانى قديمة وضعيفة متهالكة في مناطق جبلية صعب الوصول إليها".
* الرشيدية.. كان زلزالا شديدا لكنا جميعا بخير
أما في مدينة الرشيدية، الواقعة شرق الممكلة، فيصف مهندس الإلكترونيات ماجد المصري، 40 عاما، لحظات الرعب التي خلفها الزلزال قائلا: "كانت لحظة عصيبة لأن الزلزال كان شديدا ومحسوسا، وبصراحة خفنا وخرجنا للشارع، وفيه ناس من الخوف ناموا في الشارع".
وتابع، لـ"الشروق": "الحمد لله لم نصب بأي ضرر، لكن قضينا الليل في قلق وترقب من هزات ارتدادية جديدة مع أفراد أسرتي الخمسة، ومعظم المحال أغلقت أبوابها بسبب الخوف والترقب".
واختتم حديثه قائلا: "أتواصل دائما مع مسئولي الجالية المصرية منذ انتقالي للمغرب عام 2015، ولم أسمع في محيطي عن أى إصابات أو وفيات بين المصريين".
* الجالية المصرية بخير ولا إصابات أو وفيات
وقالت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، إن المصريين في المغرب يتركزون في عدد من المدن تتصدرها الدار البيضاء باعتبارها العاصمة الاقتصادية وتتوافر بها فرص العمل، وفي طنجة حيث يوجد الميناء على البحر المتوسط، وفي الرباط والمدن المحيطة بها باعتبارها العاصمة السياسية، ويقيم عشرة أشخاص مصريين في مراكش تم الاطمئنان عليهم وجميعهم بخير حتى الآن، ولا توجد أى بلاغات عن ضحايا أو مصابين مصريين.
وأوضح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، أن السفارة المصرية فى الرباط شكلت خلية أزمة للتواصل مع الجمعيات والروابط الخاصة بأبناء الجالية المصرية فى مختلف المدن المغربية للاطمئنان على أوضاعهم.
كما تتابع وزارة الهجرة، من خلال غرفة عمليات الوزارة، على مدار الساعة الموقف للاطمئنان على المصريين في المغرب.