صرح وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، بأن خطر التجسس والتخريب في ألمانيا ارتفع بشكل ملحوظ بعد اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا.
وفي أعقاب محادثات أجراها في المقر الرئيسي للمكتب الاتحادي لمكافحة التجسس العسكري (الاستخبارات العسكرية) والمعروف اختصارا بـ(إم ايه دي) في مدينة كولونيا، قال الوزير المنتمي إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي، اليوم الاثنين، إن هذا "شيء لم نشهده على الإطلاق أو شهدناه بشكل ضئيل للغاية خلال الـ 30 عاما الأخيرة".
وأعرب بيستوريوس عن اعتقاده بأن مثل هذا الخطر لا يمكن مواجهته إلا من خلال مزيج يجمع بين الوسائل الوقائية والوسائل العملياتية، مشيرا إلى أن مكافحة التجسس تمثل لب الوسائل الأخيرة (العملياتية).
ورأى بيستوريوس أن واقعة اكتشاف تورط موظف بهيئة مشتريات الجيش الألماني في كوبلنتس في نشاط تجسسي تعد شاهدا على نجاح الوسائل العملياتية؛ ويواجه هذا الموظف اتهاما بالتردد مرارا على القنصلية العامة الروسية في بون والسفارة الروسية في برلين ونقل معلومات ذات صلة بنشاطه المهني.
وأشار بيستوريوس إلى وجود قائمة طويلة من الفحوص الأمنية لدى جهاز (إم ايه دي) في ضوء ظهور حالات جديدة لكنها لا تتعلق بموظفين آخرين، وصرح بأن هذا الكم آخذ في التراجع من شهر لآخر.
وقال بيستوريوس إن مكافحة التطرف ستظل مهمة، مؤكدا أنه "لا مكان للتطرف داخل الجيش مهما كان شكل هذا التطرف".
كان بيستوريوس زار في وقت سابق من اليوم المكتب الاتحادي للبنية التحتية وحماية البيئة وخدمات الجيش في مدينة بون، العاصمة القديمة لألمانيا، وقال بيستوريوس إن البنية التحتية تلعب دورا محوريا إلى جانب التجهيزات والأفراد في تنفيذ التحول الزمني.
وكان المستشار الألماني أولاف شولتس ألقى خطابا في البرلمان بعد ثلاثة أيام من وقوع الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير 2022، وتحدث فيه عن إعادة تنظيم السياسة الأمنية لألمانيا وذلك في خطابه الشهير بـ "خطاب التحول الزمني".
وفي شهر مايو عام 2022، أعلن شولتس عن اتفاق بين أحزاب الائتلاف الحاكم وحزبي المعارضة الرئيسيين، على إنشاء صندوق برأسمال 100 مليار يورو لتطوير الجيش، وقال إن هذا هو الرد الصحيح على نقطة التحول التي بدأت مع هجوم روسيا على أوكرانيا".
واختتم بييتوريوس تصريحاته قائلا: "لدينا الكثير من العمل للقيام به وذلك بسبب التقشف على مدار عقود"، ولا سيما في مجال البنية التحتية للجيش الألماني، وذكر أن الشعار الآن يقول: "جميع المشاريع التي تخدم الدفاع على المستوى الوطني ومستوى الحلف، لها الأولوية على جميع المشاريع الأخرى".