خلال العقود الماضية، ساد الاعتقاد بأن مستحضرات حماية البشرة من أشعة الشمس، هي مستحضرات حماية ظاهرية فقط، ولا يتعامل معها الجلد بالامتصاص، إلا أن دراسة جديدة كشفت أن واقيات الشمس «صن بلوك» قد تحمي البشرة من أشعة الشمس، إلا أنها تمتص من الجلد وتدخل إلى مجرى الدم.

ووجدت الدراسة التي نشرت بمجلة جاما التابعة للجمعية الطبية الأمريكية، أن العديد من المكونات النشطة المستخدمة في مستحضرات الوقاية من الشمس الشهيرة تدخل إلى مجرى دم الشخص خلال يوم واحد من الاستخدام.

وشارك في الدراسة التي أجرتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، ضمن 24 متطوعا، استخدم الباحثون معهم بشكل عشوائي أربعة من منتجات الوقاية من الشمس، على اختلاف أشكالها ما بين البخاخ والمرطب والكريم، على 75% من أجسامهم، وهي نفس المساحة التي يتم استخدام مستحضرات الوقاية عليها عادة.

وكان على المشاركين المتطوعين في الدراسة استعمال مستحضرات الوقاية أربع مرات يوميًا، لمدة أربعة أيام، باستخدام منتجات وقاية تحتوي على مكونات شائعة الاستخدام في تلك المنتجات مثل : «أفوبنزون-«avobenzone، «أوكسي بنزون-«oxybenzone، «إيكسمول- «ecamsuleو«أوكتوكريلين- «octocrylene.

وعلى مدار سبعة أيام أخذت عينات دم من كل مشارك ليتم فحصها، وأظهرت النتائج المبدئية أن جميع المكونات الأربعة دخلت إلى مجرى الدم، وتجاوزت الحد الأدنى من السمية(TTC) المسموح به من إدارة الغذاء والدواء.

وكتب مؤلفو الدراسة: "يدعم الامتصاص المنهجي لمكونات واقية من الشمس الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد الأهمية السريرية لهذه النتائج".

وفقا لمؤلفي الدراسة فإن هذا الامتصاص المنتظم لمكونات مستحضرات الوقاية من الشمس، يدعم الحاجة إلى تبني المزيد من الدراسات لتحديد الأهمية الإكلينيكية لهذه النتائج، وأن امتصاص الجلد لأحد مكونات المستحضر لا يعني أن المنتج غير آمن، إلا أن ما كشفت عنه الدراسة يستدعي إجراء مزيد من الاختبارات لتحديد سلامة هذا المكون للاستخدام المتكرر.

ووفقا لموقع WebMD الطبي، فإن جميع منتجات الوقاية من الشمس المعروضة ضمن أفضل 10 منتجات في تقارير المستهلك السنوية تحتوي على «أوكسي بنزون-«oxybenzone.

في وقت سابق من هذا العام، اقترحت إدارة الغذاء والدواء، قاعدة جديدة لتحديث متطلبات معظم منتجات واقية من الشمس. وكان الهدف من ذلك مطابقة المنتجات مع المعايير العلمية.

ودعمت إدارة الغذاء والدواء(FDA)، استخدام واقيات الشمس التي تكون فيها قيمة SPF)) لا تقل عن 15، للمساعدة في الوقاية من سرطان الجلد.

فيما أكد رئيس الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، جورج جروزا، على استمرار استخدام مستحضرات الوقاية من الشمس، مشيرا إلى أن "هذه المكونات الواقية من الشمس استخدمت لعدة عقود دون أي آثار جانبية داخلية على البشر."، وأن "سرطان الجلد هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا في الولايات المتحدة، ويرى أطباء الأمراض الجلدية تأثيره على حياة المرضى كل يوم. يعد التعرض غير المحمي لأشعة الشمس فوق البنفسجية أحد عوامل الخطر الرئيسية لسرطان الجلد".

اقرأ أيضا: من هنا