مى زايد: «عاش يا كابتن» يوثق حلم الوصول للعالمية من شوارع الإسكندرية - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 9:21 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مى زايد: «عاش يا كابتن» يوثق حلم الوصول للعالمية من شوارع الإسكندرية

حوار ــ أحمد فاروق:
نشر في: السبت 12 سبتمبر 2020 - 7:48 م | آخر تحديث: السبت 12 سبتمبر 2020 - 7:48 م

* المرأة فى أفلامى لن تكون أبدا مهمشة.. وشركتى تدعم السينما التى تصنعها النساء
* لست مقتنعة بضرورة الانتقال للقاهرة لأصنع فيلما.. وأبحث عن النجاح الفنى والجماهيرى مثل محمد خان
* مشاهدة الجمهور لفيلمى هى الجائزة التى أنتظرها من مهرجان القاهرة
* صورت 300 ساعة على مدار 4 سنوات والمونتاج استمر عاما ونصف العام
* الكابتن رمضان كان شخصية ملهمة.. ومؤمن بحق الفتيات فى ممارسة الرياضة

فتاة مصرية تبلغ من العمر 14 سنة، تسعى لتحقيق حلمها فى أن تكون بطلة العالم فى رياضة رفع الأثقال.. تلك هى «زبيبة» التى يتتبع رحلتها الفيلم الوثائقى «عاش يا كابتن» الذى يمثل السينما المصرية فى الدورة 45 لمهرجان تورنتو المقامة حاليا، كما يشارك أيضا فى المسابقة الدولية للدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائى.
فى هذا الحوار تتحدث مخرجة الفيلم مى زايد، عن سبب تفكيرها فى صناعة هذا الفيلم، وكواليس تصويره، ولماذا استغرق تنفيذه 6 سنوات، ولماذا تمسكت بأن تطلق تجربتها السينمائية من الإسكندرية؟

تقول مى زايد لـ«الشروق»: بدأت تنفيذ فيلم «عاش يا كابتن» عام 2014، وقمت بتصويره على مدار 4 سنوات كاملة، بمتوسط عدد ساعات يصل إلى 300 ساعة، وهو ما صعب عملية المونتاج التى استغرقت حوالى عام ونصف العام، قبل أن يدخل فى المراحل النهائية ليصبح جاهزا للعرض فى مهرجانى تورنتو والقاهرة.

* ما الذى حمسك لفكرة «عاش يا كابتن»؟
- كان عمرى 18 سنة، عندما حصلت نهلة رمضان على بطولة العالم فى رفع الأثقال، عام 2003، تأثرت جدا بحكايتها الملهمة جدا، لأنها كانت تتدرب فى الشارع مع والدها كابتن رمضان فى الإسكندرية.
وعندما دخلت مجال السينما، ذهبت لمكان تدريب نهلة رمضان بدافع الفضول، واكتشفت حينها أن والدها الكابتن رمضان يدرب فتيات كثيرات وليس فقط ابنته «نهلة»، ولأن هذا العالم كان مثيرا جدا لاهتمامى، وكنت أريد معرفة الكثير عنه، ومن أين تأتى البنات بهذه القوة، وينحتن فى الصخر ليصنعن أسماءهن ويحققن البطولات، فى رياضة لم يكن من المعتاد أن تمارسها السيدات، قررت أن أصنع هذا الفيلم.

* لماذا اخترت «زبيبة» بطلة لفيلمك؟
- فى البداية كنت أذهب إلى مكان التدريب بالكاميرا وأصور جميع الفتيات، ثم قررت متابعة 3 منهن فى مراحل عمرية مختلفة، الأولى طفلة، والثانية «زبيبة» بطلة الفيلم، و«أمل» كانت أكبرهن عمرا، والتى كانت بطلة الجمهورية وأفريقيا ومتحققة رياضيا.
مع الوقت، شعرت أن المتفرج سيكون مهتما أكثر بمتابعة حكاية بنت واحدة، وبالمصادفة كانت «زبيبة» لا تزال فى بداية مشوارها مع البطولات، فقررنا أن نتتبع حكايتها دون أن نتجاهل حكايات البنات اللاتى يتدربن معها.
والفيلم لا يركز على «زبيبة» فقط، فالكابتن رمضان أيضا شخصية محورية فى الأحداث، لأنه فى حد ذاته شخصية ملهمة جدا، لأنه مؤمن جدا بحق الفتيات فى ممارسة الرياضة، ولم يكن يمر يوم إلا ويذهب للتمرين مهما كانت الظروف صعبة، وكان هناك إصرار منه طول الوقت أن يقدم كل الممكن ليساعد البنات، ولأنه كان يصدق ومؤمنا بما يفعل، لم يكن ضعف الإمكانيات عائقا أمامه على الإطلاق.

* ولكن هل كان لديك سيناريو بديل اذا لم تستمر «زبيبة» فى ممارسة اللعبة؟
- الحقيقة أننا على مدار 4 سنوات كنا نذهب لمكان التصوير ونحن لا نعرف متى ننتهى، ورغم أنه لم يكن هناك سيناريو مسبق، لكننى كنت قد قررت أننى سأتابع «زبيبة» من أول الرحلة حتى بطولة العالم، فأنا كنت مهتمة بالرحلة حتى إذا حاولت وفشلت؛ لأن عملية إعداد بطل تأخذ وقتا طويلا، وهذا سيظهر فى الفيلم.
ورغم أن «زبيبة» لا تزال تتدرب، ووصلت لبطولة أفريقيا، لكنها لم تصل إلى بطولة العالم لأن منتخب مصر موقوف من المشاركة الدولية، وهذا واضح أيضا فى نهاية الفيلم.
الفيلم يتابع أيضا تطور مكان التصوير، الذى يتم فيه تدريب البنات، فهو فى البداية يكون أشبه بخرابة، ولكنه يتطور ويتم زراعة أشجار حتى يكون مكانا لائقا، وهذا التطور يستمر بعد وفاة الكابتن رمضان، حيث تتولى ابنته كابتن نهلة رمضان مهمة تدريب الفتيات، فى إشارة إلى أن الحياة مستمرة.

* ما هى الرسالة التى تقدمينها من خلال هذه التجربة؟
- الفيلم يتحدث عن فكرة «الحلم»، وكيف يسعى الإنسان لتحقيقه بكل الطرق الممكنة، فكل البنات اللاتى يظهرن فى الفيلم على الأقل فزن ببطولة الجمهورية، ومن بينهن أبطال أفريقيا، والبعض منهن أبطال عالم.
وتم تسمية الفيلم بـ«عاش يا كابتن»، لأن كلمة «عاش» هى طريقة تشجيع الرياضيين لبعضهم طوال الوقت، أما «كابتن» فتقال لكل من يمارس الرياضة سواء رجل أو امرأة، وبالتالى «عاش يا كابتن» تناسب جميع من يظهر بالفيلم، بدءا من الكابتن رمضان وحلمه الذى سعى لتحقيقه، وكذلك تناسب البنات اللاتى يتمرن فى ظروف صعبة وامكانيات بسيطة لتحقيق حلمهن.

* كيف ترين منافسة الفيلم فى مهرجانى تورنتو والقاهرة؟
- سعيدة جدا بمشاركة الفيلم فى الدورة الحالية لمهرجان تورنتو العريق، وفخورة بردود الأفعال واستقبال الفيلم، ولكنى بنفس القدر سعيدة ومتحمسة جدا لمشاركة الفيلم فى المسابقة الرسمية للدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائى، لأن الأهم بالنسبة لى أن يشاهد فيلمى الجمهور المصرى من خلال شاشة مهرجان القاهرة، وأتصور أن وجوده فى المسابقة الرسمية سيحمس أكبر عدد من الجمهور لمشاهدته، وهذا فى الحقيقة هدفى الأساسى من المشاركة، فالجائزة الأهم للفيلم هى أن يشاهده الجمهور، ويتفاعل معه.

* هل ترين السينما الوثائقية قادرة على جذب الجمهور مثل الروائية؟
- أنا سعيدة وفخورة بأن «عاش يا كابتن» ينافس أفلام روائية فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة، لأننى لا أحب التفرقة بين السينما الروائية والوثائقية، وبالتالى لم أكن أحب لفيلمى أن يحصر عرضه مع الأفلام الوثائقية، لأنه فى النهاية فيلم مثل الروائى، وهذا ربما يشجعنى للمطالبة بأن نعطى الأفلام الوثائقية فرصا أكبر ليشاهدها الجمهور، كما نمنح الفرص للسينما الروائية.
وأريد أن أوضح شيئا مهما، أن القصة التى يحكيها كل فيلم هى التى تحدد إذا كان يصنع بشكل وثائقى أو روائى، فمثلا إذا كنت قدمت «عاش يا كابتن» فيلما روائيا، ربما لا يتفاعل معه الجمهور بنفس القدر، ولا يصدق أحداثه، والصعوبات التى تواجه البطلة لكى تمارس هذه الرياضة فى الشارع، وتصبح بطلة الجمهورية وأفريقيا، فى حين سيصدق القصة بشكل أكبر عند تقديمها بشكل وثائقى، لأن المشاهد يستطيع أن يتأكد بكل سهولة أن «زبيبة» هى بطلة مصر وأفريقيا تحت وزن 53، ويعرف أيضا أن أحداث الفيلم التى يراها حقيقية.
فهناك بعض الحكايات تكون أقوى عند تقديمها فى فيلم روائى، وحكايات أخرى تكون أقوى عند تقديمها فى فيلم وثائقى.

* لماذا اخترت أن تقدمى مشروعك الفنى فى الاسكندرية ولم تنتقلى به إلى القاهرة؟
- أنا أحب الحياة فى الاسكندرية، ولست مقتنعة بأننى لابد أن أعيش فى القاهرة لكى أصنع فيلما، وهذا قرار اتخذته منذ البداية، عندما درست سينما فى ورشة الجزويت بالإسكندرية عام 2010، فقد لفت نظرى حينها أن معظم الدارسين ينتهون من الورشة ثم ينتقلون للإقامة فى القاهرة لممارسة المهنة، ولكنى كان لدى تصور مختلف، فقد قررت أن أستمر فى الإسكندرية من منطلق التجربة وأن أسعى لصناعة الأفلام، والحمد لله حتى الآن أرى أن التجربة ناجحة.
وهدفى من صناعة الأفلام، أن تجمع أعمالى بين النجاح الفنى والجماهيرى، وهى معادلة ليست مستحيلة، وقد حققتها من قبل أفلام المخرج الراحل محمد خان الذى أعتبره مثل أعلى فى صناعة السينما.

* لكن كيف كانت البداية؟
- البداية كانت مع المخرج ابراهيم البطوط، الذى كان يدرس لى فى ورشة الجزويت، وعملت معه فى فيلم «حاوى» مساعد مخرج تحت التمرين، وكان لافت بالنسبة لى أن مخرجا يقوم بتصوير فيلمه فى الإسكندرية بدون ميزانية تقريبا. هذه التجربة كانت مبهرة جدا وملهمة، وكشفت لى أننا يمكن أن نصور أفلامنا فى الإسكندرية، وليس بالضرورة أن نسافر للقاهرة لنقدم تجاربنا، زاد من هذا الحماس أن المخرج أحمد عبدالله جاء إلى الإسكندرية بعدها ليصور فيلمه «ميكروفون».
بالتوازى مع حالة الحراك السينمائى التى حدثت، بدأت العمل مع 5 مخرجين على فيلم «أوضة الفئران» الذى شارك فى مهرجان دبى عام 2013، حينها قررنا أن نكرر تجربة «البطوط» ونصنع فيلمنا من غير ميزانية، وعندما نجحنا قررنا أن نستمر فى صناعة السينما بالاسكندرية، ونؤسس لها.

* ما هى المشاكل التى تواجه المجتمع السينمائى بالإسكندرية؟
- المشاكل التى تواجه الذين يصنعون سينما بديلة فى الإسكندرية هى نفسها التى تواجه الذين يصنعون نفس النوع من الأفلام فى القاهرة، معظمها متعلق بالضغوط المادية، وعدم الحصول على فرصة فى العرض مثل السينما التجارية، لكن هذا لا ينفى أن التجربة تتطور، وهى حتى الآن إيجابية، والناس تستفيد من الأخطاء، بدليل أن معظم الأفلام التى تشارك فى مهرجانات دولية ومحلية تنتمى للسينما البديلة سواء صنعت فى القاهرة أو الإسكندرية.

* شاركت فى تأسيس شركة إنتاج.. فهل فعلت ذلك لتقديم أفلامك أم لمساعدة الآخرين؟
- كنت شريكة فى شركة أفلام «روف» حتى العام الماضى، قمت بعدها بتأسيس شركتى الخاصة «كليو ميديا»، والحقيقة الشركة الأولى والثانية تشاركان فى إنتاج أفلام لآخرين وليس أفلامى فقط، ولكن فى الشركة الجديدة مهتمة أكثر بالأفلام التى تصنعها النساء أو التى تدور أفكارها حول النساء، لأن هذا هو الأقرب لى، فأنا مهتمة بمساعدة مخرجات آخريات لتقديم حكايتهن.
ورغم أننى لا أرى النساء يتعرضن للظلم فى السينما كصناعة، ولكن مشكلتى فى شكل تقديم المرأة داخل العمل السينمائى، فتشعر أنها لا تقدم كشخصية حقيقة ودائما السينما تركز على الرجل كشخصية رئيسية، ولذلك شعرت أن دورى تقديم أفلام تركز على النساء كبطلات للأفلام، فالمرأة فى أفلامى لن تكون أبدا شخصية هامشية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك