الاعتراض وحده لا يكفي.. نبيل فهمي: على الدول العربية أن تبادر وتقدّم البدائل العملية لحماية أمنها القومي - بوابة الشروق
الأحد 12 أكتوبر 2025 4:12 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

الاعتراض وحده لا يكفي.. نبيل فهمي: على الدول العربية أن تبادر وتقدّم البدائل العملية لحماية أمنها القومي


نشر في: الأحد 12 أكتوبر 2025 - 3:53 ص | آخر تحديث: الأحد 12 أكتوبر 2025 - 3:53 ص

قال السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، إن هناك مسعى ممنهجًا لتغيير هوية منطقة الشرق الأوسط، من خلال سياسات تتبناها بعض القوى الإقليمية غير العربية، مشيرًا إلى أن الثورة الإيرانية قامت على فكرة تصدير الثورات إلى دول المنطقة، بينما التحرك التركي يستند إلى رغبة في قيادة المنطقة من منطلق ديني لا وطني، في حين تسعى إسرائيل إلى هيمنة مالية وسياسية وعسكرية كاملة على الشرق الأوسط باعتبارها “بوابة العالم إلى المنطقة”.

وأضاف فهمي، خلال مشاركته في صالون ماسبيرو الثقافي الذي أذيع عبر شاشة القناة الأولى مساء السبت، أن هذا التوجه ترافق مع تراجع مصداقية الغطاء الأمني الخارجي الذي كانت تعتمد عليه بعض الدول العربية، موضحًا أن ارتباط هذه الدول بترتيبات أمنية خارجية كان مبررًا في زمن الحرب الباردة، لكن بعد انتهاء تلك المرحلة وتغيّر أولويات القوى الكبرى، لم تعد تلك الضمانات قائمة كما كانت في السابق.

وأشار إلى أن اهتمام الدول الكبرى بالشرق الأوسط تراجع بعد انتهاء الحرب الباردة وتحوّل سياساتها تجاه المنطقة، موضحًا أن التركيز الأمريكي سابقًا كان على المنافسة مع الاتحاد السوفيتي، ثم على الموارد الطبيعية كالنفط والغاز، إلا أن هذه الأولويات تراجعت مع تطور التكنولوجيا الأمريكية في مجال الطاقة والتنقيب الصخري، ما جعل الشرق الأوسط أقل أهمية في الاستراتيجية الأمريكية المباشرة.

وأكد فهمي أن هذا التحول ظهر بوضوح عندما لم ترد الولايات المتحدة على الاعتداءات الإيرانية ضد السعودية والإمارات خلال عهدي ترامب وبايدن، موضحًا أن ذلك “ليس مفاجئًا، بل يعكس تغييرًا فعليًا في أولويات السياسة الأمريكية تجاه المنطقة”.

وأضاف وزير الخارجية الأسبق أن القوى الثلاث — إيران وتركيا وإسرائيل — تختلف في أدواتها ومبرراتها، لكنها تتقاطع في رغبتها في أن تكون هوية المنطقة شرق أوسطية عامة لا عربية، في مقابل الدولة الوطنية العربية التي تمنح الأغلبية للعرب، بينما الهوية الشرق أوسطية تضع الأولوية للإمكانات المادية والسياسية والأمنية.

وشدد فهمي على أن الوضع الراهن، رغم تعقيداته، لا يعني أن الدول العربية عاجزة عن المبادرة أو التحرك الإقليمي، مستشهدًا بتجربة مصر في حرب أكتوبر التي خاضتها رغم اختلافها آنذاك مع الاتحاد السوفيتي، المصدر الرئيسي للسلاح، بهدف تغيير المعادلة السياسية وفتح الطريق نحو التفاوض والسلام.

وضرب مثالًا آخر على قدرة التحرك العربي المستقل بموقف مصر من خطة إدارة ترامب بشأن غزة، موضحًا أن القاهرة كانت الدولة الوحيدة التي قدّمت اقتراحًا واضحًا ومحددًا بديلاً لخطة التهجير، ونالت تأييدًا عربيًا وإسلاميًا وأوروبيًا واسعًا، إلى أن تحوّل الخطاب الدولي لاحقًا إلى رفض صريح للتهجير القسري.

وأكد أن الاعتراض وحده لا يكفي، وأن على الدول العربية أن تبادر وتقدّم البدائل العملية لحماية أمنها القومي وهويتها الإقليمية، مضيفًا: "علينا أن ندرك أننا قادرون على التحرك، ولدينا واجب حماية مصالحنا وأمننا القومي بأيدينا".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك