محلل هندي: قادة العالم الشعبويون يهتمون بالمصالح الشخصية.. وقد يندمون على احتضان ترامب - بوابة الشروق
الإثنين 12 مايو 2025 10:42 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

محلل هندي: قادة العالم الشعبويون يهتمون بالمصالح الشخصية.. وقد يندمون على احتضان ترامب

(د ب أ)
نشر في: الخميس 12 نوفمبر 2020 - 11:20 ص | آخر تحديث: الخميس 12 نوفمبر 2020 - 11:20 ص

كان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، يتسم باللطف على نحو معروف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما استقبل رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، الذي يتصف بكرهه للأجانب، في واشنطن وقال إنه فعل "الصواب"، بما قام به للحد من الهجرة. كما اتضح أن ترامب ينسجم على نحو أفضل مع زعماء العالم "كلما كانوا أكثر غلظة وقسوة"، وكان يعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو "الأكثر غلظة وقوة" بين الرؤساء.

وقال الكاتب الهندي ميهير شارما، في تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء، إن ترامب يحب "الأقوياء من القادة"، وإنهم بادلوه حبا بحب. فقد كتب أوربان مقال رأي في خضم حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية أعرب فيه عن أمله في أن ينتصر ترامب على الديمقراطيين، الذين قال عنهم رئيس الوزراء المجري إنهم "فرضوا إمبريالية أخلاقية" على العالم، يرفضها القادة غير الليبراليين أمثاله.

كما أعرب الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو عن أمله "من القلب" في إعادة انتخاب ترامب. ولجأ رئيس وزراء سلوفينيا جانيز جانزا إلى العديد من نظريات المؤامرة لتبرير دعوة إلى تهنئة ترامب على فوزه بالانتخابات.

وقد لا يكون من قبيل الدهشة أن الرجال الأقوياء من التيار اليميني، الشعبوي، قد انسجموا تماما مع بعضهم البعض. ولكن روح الصداقة الحميمة تلك تقدم المزيد من البراهين على كيف يضع هؤلاء الذي يعتقدون أنهم زعماء قوميون، مصالحهم الشخصية فوق مصالح دولهم.

وسيتعين على الكثير من هؤلاء خلال الأسابيع المقبلة، التراجع، على نحو غريب، عن احتضانهم لترامب. وقد بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي ذلك بالفعل حتى قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث تحاشى في سلاسة محاولة ترامب لدفعه خلال محادثة هاتفية إلى انتقاد خصمه الديمقراطي جو بايدن. ثم جاء ما أطلق عليه صحفي إسرائيل، "الحل الذي لجأ إليه نتنياهو عبر تغريدتين"، حيث رحب رئيس الوزراء في تغريدة بفوز بايدن، وأعرب في أخرى عن شكره لترامب لما قدمه من دعم لإسرائيل.

أما رئيس الوزاء الهندي، ناريندرا مودي، فقد وضع لنفسه مهمة أكثر صعوبة، فقد خاطب ترامب ومودي تجمعا كبيرا حضره حوالي خمسين ألفا من الأمريكيين من أصول هندية في مدينة هيوستن بولاية تكساس العام الماضي. وخلال الفعالية، اقتبس مودي باستحسان أحد شعارات حملته الانتخابية، وحوله إلى "حكومة ترامب-مرة ثانية"، وهو ما رآه العديد من المحللين موافقة صريحة على إعادة انتخاب الرئيس.

وكان سفير الهند السابق لدى واشنطن، سوبرامانيام جايشانكار، والذي يشغل الآن منصب وزير الخارجية الهندي، التقى مساعد ترامب السابق ستيف بانون ووصفه في تغريدة، جرى حذفها في وقت لاحق، بأنه "محارب من أجل الدهارما" (القانون والنظام في الكون). وعقب تعرضه لانتقاد لاذع من النائبة الديمقراطية براميلا جايابال، ألغى الوزير لقاء كان مقررا مع عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي. كما حذر الأمين العام لحزب مودي، الديمقراطيين في أمريكا من أن الحزب الهندي "مضطر... للقيام بدور في الانتخابات الرئاسية الأمريكية"، عقب تغريدة من السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز انتقد فيها موافقة ترامب الضمنية على أعمال شغب ضد المسلمين في نيودلهي.

ولم يكن لأي من هذه الأمور مغزى كبير آنذاك، ولكن يبدو الآن أنها كانت جميعا تتسم بقصر نظر على نحو لا يصدق. ومثل نظرائهم في بلدان مماثلة، تراجع الحال بالمسؤولين الهنود إلى مجرد الأمل في ألا يرتكب بايدن نفس الأخطاء التي وقعوا فيها، وبعبارة أخرى، هم يأملون أن تنظر إدارة بايدن إلى أبعد من فكرة من الموجود في سدة الحكم في هذه اللحظة، وأن تركز على العلاقات طويلة الأمد.

ويًذكِّرُ المسؤولون في نيودلهي أنفسهم، وكل شخص آخر يستمع إليهم، بقوة، أن بايدن كان ضمن أشد مؤيدي الهند داخل الكونجرس الأمريكي، وأنه تحدث حديثا حسنا عنها في الوقت الذي كانت تواجه فيه البلاد إدانة دولية في أعقاب التجارب النووية التي أجرتها نيودلهي في عام 1998، وأن بايدن كذلك ضمن قادة المهمة المشتركة للحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات الاستراتيجية مع الهند، عبر الاتفاق النووي المدني بين الجانبين خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وهناك دول أخرى يقودها شعبويون يتسمون بالاندفاع، وهم مجبرون حاليا على أن يكيلوا المديح لحقبة قد ولت من الدبلوماسية الحزبية، حيث قال وزير الخارجية البرازيلي إرنستو آرايجو لوكالة بلومبرج للأنباء، إن دفء العلاقات "قد دب في أوصال العلاقات بين البرازيل والولاىات المتحدة، وليس بين رئيسي البلدين". كذلك تحدث رئيس وزراء بريطانيا عن "الأولويات المشتركة" بين بلاده وأمريكا.

ويقول المحلل شارما إن المرء قد يبذل جهدا كبيرا من أجل العثور على أحد في هذه الدول يختلف على أن "اندفاع" زعمائها "خلال السنوات القليلة الماضية، سوف يشكل عقبة خلال السنوات الأربع المقبلة".

وسيكون عليهم التعامل هذه المرة مع بايدن، الذي من المرجح أن يتبنى نظرة براجماتية طويلة- حتى مع بوريس جونسون الذي آثار استياء بايدن، والسيناتور كامالا هاريس- نائبة الرئيس المنتخب الآن- قبل بضع سنوات بتعليقات عن الرئيس السابق باراك أوباما، تتعلق بجذوره الكينية.

ويتساءل المحلل شارما: هل من الحكمة لأي حليف أو صديق للولايات المتحدة أن يثير حنق قادة أمريكيين محتملين إلى هذه الدرجة؟

ويقول إن هذه هي المشكلة، مع النوعية الجديدة من القوميين، فهم ليسوا بالفعل معنيين بالمصالح الوطنية، على الإطلاق. ودون استثناء، فهم يقيمون الأفعال على أساس ما إذا كانت ستجلب مكاسب سياسية فورية، أو، في أغلب الأحيان، تعظيما مؤقتا لـ "الأنا".

ويرى شارما أن من الرائع الحديث عن فوائد "الدبلوماسية الشخصية"، فالأمر في معظم الأحيان، يتخلص في أن رجلا قويا يسعى بقوة للحصول على "تأكيد" لقوته، من شخص قوي آخر.

ويخلص المحلل في النهاية إلى أن ذلك لا يمكن أن يؤسس لشراكات استراتيجية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك