وزير السياحة التونسي: أنا لست وزير خارجية لأقود تطبيعا مع إسرائيل - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 8:31 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وزير السياحة التونسي: أنا لست وزير خارجية لأقود تطبيعا مع إسرائيل

د.ب.ا - جاكلين زاهر
نشر في: الأربعاء 12 ديسمبر 2018 - 2:29 م | آخر تحديث: الأربعاء 12 ديسمبر 2018 - 5:02 م

استبعد وزير السياحة التونسي رونيه الطرابلسي تأثر قطاع السياحة ببلاده بدعوات الإضراب العام والتظاهر التي كثُرت في الشارع التونسي في الآونة الأخيرة، معربا عن أمله في احتواء الأزمات عبر الحوار بين الحكومة وممثلي النقابات والمجتمع المدني.

وقال الطرابلسي، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، :"لست متخوفا من تداعيات أي دعوات للتظاهر والإضراب على مستقبل قطاع السياحة رغم أننا مقبلون على موسم عطلات عيد الميلاد ورأس السنة ... فبلدنا يعيش اليوم في مناخ من الحرية والديمقراطية، ومن الطبيعي جدا أن تدعو النقابات للإضراب وأن تكون هناك دعوات للتظاهر والاحتجاج، إلا أن ما يميز تجربتنا هو اعتمادنا سياسة الحوار، وأعتقد أنها ستتغلب بالنهاية وسيتم التوصل لحلول".

وشدد :"لا يزال من المبكر الحديث عن مخاوف ... فلا تزال هناك مقترحات يتم طرحها للتفاوض ... وقد تكلمنا مع عدد من مسؤولي وممثلي النقابات، بالطبع هم أحرار في دعواتهم، ولكن باعتقادي أنهم يعرفون أهمية السياحة كقطاع وصناعة ضخمة وحيوية ومصدر رئيسي للدخل العام ... وكما قلت، نأمل أن تتغلب لغة الحوار، وهذا ما سبق أن حدث في الماضي كثيرا".

يذكر أن الاتحاد التونسي للشغل (أكبر نقابة عمالية في البلاد) قد أقر الدعوة إلى إضراب وطني في السابع عشر من كانون ثان/يناير المقبل يشمل موظفي الدولة وشركاتها سعيا للضغط على الحكومة لرفع الأجور. كما أعلنت مجموعة من الشباب التونسي إطلاق حملة "السترات الحمراء" كحركة احتجاج سلمية على غرار "السترات الصفراء" في فرنسا. وقال الشباب إن الحملة ستكون ردا على "الفشل والفساد وغلاء المعيشة والبطالة وسوء الإدارة والهيمنة على مفاصل الدولة واستمرار سياسات التفقير الممنهج".

واستبعد الطرابلسي تأثر عمل وزارته بالاضطرابات السياسية التي تعيشها البلاد وأبرزها الخلافات العلنية بين الرئيس الباجي قائد السبسي ورئيس الوزراء يوسف الشاهد، وقال :"لا أعتقد أن الخلافات ستؤثر على عملنا، فمجال عمل وزارة السياحة بعيد عن الأمور السياسية، كما أنه ليس لي أنا شخصيا أي انتماءات سياسية ولست مدعوما من أي حزب، وبالتالي ستظل الوزارة تركز على الشأن المهني ولن نضيع وقتنا بالسياسة ولن ننغمس في أية خلافات ... وإن كنت أرى أن تلك الخلافات هي نتيجة طبيعية للحرية والديمقراطية التي تعيشها تونس، فقد أصبح من حق الجميع التعبير عن رأيه بوضوح".

وفيما يتعلق بالتحقيقات القضائية التي بدأت مؤخرا حول دور حركة النهضة في قضايا إرهابية، ألمح الوزير لعدم إمكانية فصل كل ما تشهده الساحة السياسية عن أجواء الحرب الدعائية قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية العام المقبل.

وأضاف الطرابلسي /56 عاما/ :"بعيدا عن السياسة والتدخل في شؤون القضاء ... النهضة موجودة على الساحة السياسية إلى جانب أحزاب أخرى كالنداء ... ولها 68 نائبا بالبرلمان، وهذا يعني أن ناخبين تونسيين اختاروا هؤلاء الممثلين التابعين للنهضة ليعبروا عن آرائهم بالحياة السياسية".

واستطرد :"على أي حال، السائح لا يركز على تفاصيل الأحداث الداخلية، وإنما يهتم بالأمن وجودة المنتج السياحي المقدم له ... والحمد لله، الأمن موجود ويقوم بدوره بأعلى جهد ممكن ... وبالطبع لا نستطيع القول إننا صرنا محصنين بشكل كامل، فالإرهاب وباء عالمي لم يعد أحد بمنأى عن خطره، ولكننا نقول إن الجهود الأمنية مستمرة، والله هو الحافظ".

وعما إذا كان ينوي الانضمام لأي حزب سياسي قد يؤسسه الشاهد في المستقبل، اكتفى بالقول :"تونس بلادي هي حزبي الوحيد".

وبعد مرور نحو شهر على توليه منصبه، بدا الطرابلسي واثقا ومتجاوزا بدرجة كبيرة للتحديات والاعتراضات التي برزت عند الإعلان عن تكليفه الوزاري وركزت كثيرا على ديانته اليهودية.

وحول ما أثير من أن قرار تعيينه في حكومة الشاهد هدفه التطبيع مع إسرائيل أو أنه مراوغة من جانب حركة النهضة الداعمة لها لاسترضاء المؤسسات الأمريكية حتى لا يتم تصنيفها دوليا كمنظمة إرهابية في ظل تكاثر الاتهامات ضدها، أجاب الطرابلسي :"هذه أطروحات كبيرة جدا ... وعلى أي حال، أنا لست وزير خارجية لأقود عملية تطبيع مع إسرائيل، كما أني كررت مرارا أن عملي الخاص بقطاع السياحة لم يكن له أي علاقة مع مسؤولين إسرائيليين ... ومجددا أقول: ليس لي صلة أو علاقة بأي حزب، ولست مدعوما لا من النهضة ولا غيرها ... أنا قادم من المجتمع المدني، ولم يكن لي أي اتصال عند تكليفي إلا مع رئاسة الحكومة".

وفيما يتعلق بالجدل المتصاعد حول صورة عرضها الإعلامي راشد الخياري وتجمع الوزير بسيدة يهودية تدعى أليس كوهين، ويشتبه في وقوفها وراء اغتيال التونسي محمد الزواري عضو كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس نهاية عام 2016 ، قال الطرابلسي :"سمعت بهذه القصة من الإعلام ... تونس دولة بها مؤسسات قضائية عديدة، وإذا كان هذا الإعلامي لديه وثائق تثبت حديثه فليقدمها لهذه المؤسسات لتتولى التحقيق وكشف الحقائق، ولكن أن يُترك الأمر ليختلق أي شخص رواية ثم يقوم آخرون بتضخيمها وتصويرها كقضية عامة لتكون دليلا دامغا على فكرة بعينها، فهذا لا وصف له عندي إلا أنه أشبه بمسلسلات الدراما المسلية".

وتابع :"كما قلت، البعض ركز على موضوع الديانة وربط الأمر بترحيب الصحافة الإسرائيلية بقرار تعييني ... رغم أن الجميع يعلمون جيدا أن الصحافة الإسرائيلية تحتفي بدرجة كبيرة جدا بأي يهودي ينجح أو يصبح له شأن في أي دولة بالعالم، وليس في تونس فحسب".

ومضى يقول :"البعض ذهبوا بعيدا في التركيز على عامل الديانة وقالوا إنه سيكون عائقا في تعاملاتي وتحديدا مع الدول العربية والخليجية، ولكني أؤكد أن الديانة شيء منفصل ... وأنا قبل كل شيء مواطن ووزير تونسي ... ولم أشعر إلا بكل ترحاب من جميع ممثلي الدول العربية. وكان آخر سفير استقبلته بالوزارة هو السفير القطري، ولم أجد منه إلا كل مودة وتقدير، حتى أنه قدم لي دعوة لزيارة بلاده. وكذلك تلقيت دعوة لزيارة مملكة البحرين. ومؤخرا جمعتني ندوة بالسفير الفلسطيني بتونس ودار بيننا حديث ودي طويل ... لا أشعر في تعاملاتي أن مسألة الدين تمثل عقبة. وبالنهاية، أنا وزير سياحة، ولست وزير شؤون الأوقاف الدينية".

وعن خطط عمل وزارته، قال الطرابلسي :"هدفنا هو الوصول لتسعة ملايين سائح في 2019 ، وسنعمل من أجل استقطابهم من كل دول العالم. ولكن، وكما هو معروف، فإن السوق الجزائرية هي السوق الأكبر لنا من حيث الاستهداف، ولذا قررت أن تكون الجزائر في طليعة زياراتي للدول العربية".

وأكد الوزير حرصه على النهوض بالمنتج السياحي وتنويعه بحيث لا يتم التركيز فقط على السياحة الشاطئية، بل أن يمتد الاهتمام لقطاعات أخرى كالسياحة الصحراوية والعلاجية والثقافية، وكذلك سياحة المهرجانات الجهوية والسياحة الرياضية، معربا عن أمله في أن تشهد تونس موسما سياحيا جيدا خلال موسم الأعياد والعطلات المقبل.

وأكد الطرابلسي، في الختام، على أن قراره التخلي عن عمله الخاص، رغم نجاحه، من أجل الانضمام للتشكيلة الوزارية، رغم تعقيدات العمل الحكومي والسياسي، مرجعه الوحيد هو حبه الشديد لبلده ورغبته في خدمتها من خلال ما لديه من أفكار ورؤى ما كان له أن ينفذها خلال عمله كرجل أعمال.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك