دفع انهيار أسعار الوقود الخطوط الملاحية لتأجيل خططها للعمل بالغاز الطبيعى بدلا من الوقود بسبب تراجع العائد الاقتصادى والخسائر التى لحقت بهذه الشركات نتيجة تباطئ حركة التجارة العالمية.
قال مصدر مسئول فى خط cma العالمى إن الخط يمتلك خطة لتحويل 40 % من حجم أسطولة للعمل بالغاز الطبيعى حتى عام 2023 المقبل.
وأضاف أن الهدف من التحول تقليل حجم انبعثات الكربون المتصاعدة من السفن البحرية مما يخفض حجم التلوث التى يحدث من تشغيل السفن.
وذكر أن المنظمة البحرية العالمية طالبت بضرورة تحويل السفن للعمل بالغاز الطبيعى بهدف تقليل الأنبعثات الضارة التى تؤثر على البيئة.
وأكد أن تحويل السفن للعمل بالغاز الطبيعى سيقلل من تكلفة الرحلات البحرية مما يعود بالنفع على ملاك السفن البحرية.
ولفت إلى أن الخط الملاحى استغل تباطئ حركة التجارة العالمية بسبب انتشار مرض كورونا وتوقف عدد كبير من السفن عن العمل فى سرعة تنفيذ خطة تحويل السفن للعمل بالغاز الطبيعى خلال الفترة الراهنة.
وأكد محمد طه المدير الأقليمى لخط «apl« أن الخط لم يبدأ فى تعديل نظام تشغيل السفن للعمل بالغاز الطبيعى حتى الآن بسبب انهيار أسعار الوقود حاليا التى تجعل عمليات تحويل السفن للعمل بالغاز غير اقتصادية بسبب انهيار أسعار الوقود بصورة لم يسبق لها مثيل.
تابع: عملية تحويل السفن للعمل بالغاز الطبيعى مكلفة جدا مما يجعلها مرهقة لملاك السفن الذى يعانون من انخفاض حركة التجارة العالمية
اضاف ان الخط الملاحى اكتفى فقط بتركيب فلاتر بمحركات السفن التابعة بهدف تقليل الانبعثات الضارة وتخفيض حجم التلوث التى ينتج عنها.
وذكر أن تشغيل السفن بالغاز الطبيعى يقلل تكلفة الرحلات بواقع 30 % مما يخفض من قيمة البضائع التى يتم نقلها عبر البحر.
وأكد أن الخطوط الملاحية استفادت من تراجع أسعار الوقود بصورة كبيرة من خلال إبرام تعاقدات لمدة 6 شهور بشأن شراء الوقود بأسعاره الحالية مما يحميها من تقلبات أسعار الوقود عالميا فى حالة تعافى حركة التجارة العالمية.
واستغلت الخطوط الملاحية انهيار أسعار البترول عبر تغيير مسارات رحلاتها من شرق آسيا إلى أوروبا عبر طريق رأس الصالح بهدف تجنب العبور من قناة السويس لعدم دفع رسوم العبور التى تقترب من 500 ألف دولار على المركب التى تصل حمولتها 18 ألف حاوية.
وطالب بضرورة زيادة حجم التخفيضات التى تحصل عليها الخطوط من قناة السويس بهدف تجنب الاتجاه إلى مسارات ملاحية بديلة.
وأكد أن الخطوط الملاحية تتجه إلى طريق رأس الرجاء الصالح عندما يكون لديها بضائع لا يوجد عليها طلب سريع مما يمنح الخطوط فرصة للاتجاة إلى طرق ملاحية تستغرق وقتا أطول.
بينما تكون مضطرة للعبور من قناة السويس عندما يكون لديها تعاقدات مستعجلة بدول غرب أو شرق أوروبا.
وقال كريم سلامة رئيس مجموعة الشرق الأوسط إن المنظمة البحرية العالمية تستهدف فرض غرامات كبيرة على السفن التى تصدر نسبة انبعاثات عالية مما اضطر الخطوط الملاحية للاتجاه إلى تغيير أنظمة تشغيل المواتير للعمل بالغاز الطبيعى لتقليل الانبعاثات.
كما قامت بتغير الفلاتر التى تصدر منها الانبعاثات الضارة على البيئة لحين تعديل أنظمة التشغيل للعمل بالغاز الطبيعى.
وذكر أن خط هابج لويد الالمانى بدأ خطة تحويل السفن التابعة له للعمل بالغاز الطبيعى بهدف تقليل الانبعاثات.
وتمكن من تشغيل سفينه بالغاز الطبيعى خلال العام الجارى ضمن خطته لتحويل معظم الأسطول للعمل بالغاز الطبيعى.
كما أن خط ميرسك العالمى يعكف على تنفيذ خطة تحويل مواتير السفن البحرية للعمل بالغاز الطبيعى كبديل للوقود العادى.
وذكر أن صعوبة تحويل السفن للعمل بالغاز الطبيعى تكمن فى ارتفاع تكلفة التحويل بصورة كبيرة.
كما أن عمليات تحويل السفن تحدث فى موانئ سنغافورة، وكذلك هولندا فى ظل امتلاكها إمكانيات كبيرة لتنفيذ ذلك.
ولفت إلى أن مصر تمتلك فرصة كبيرة لإنشاء محطات لتموين الوقود سواء التقليدى أو بالغاز الطبيعى بهدف استغلال حجم السفن الكبير التى تعبر من قناة السويس مما يمكن مصر من منافسة منطقة الفجيرة فى الإمارات التى تستحوذ على حصة 18 % من حجم تموين السفن بالوقود.
واضاف مروان السماك نائب غرفه ملاحة الإسكندرية أن تحويل السفن للعمل بالغاز الطبيعى خطة طويلة المدى ولم تحدث فى القريب العاجل.
تابع ان انهيار أسعار الوقود حاليا يقلل الجدوى الاقتصادية من خطة تحويل السفن للعمل بالغاز الطبيعى.
واشترط حدوث تصاعد لأسعار البترول لكى يصبح التحول للغاز الطبيعى ذات جدوى اقتصادية للخطوط الملاحية لتنفيذها.
علاوة على تعافى حركة التجارة العالمية من أزمة انتشار مرض كورونا لكى يصبح هناك رواج فى حركة نقل البضائع لدى الخطوط الملاحية مما يمكنها من تحقيق عوائد تستغلها فى الإنفاق على عمليات التحويل.