شهد المركز الثقافي بطنطا، افتتاح معرض "تجربة شخصية"، والذي يعد رابع فعاليات مشروع المعارض الطوافة، التي تنظمها هيئة قصور الثقافة، في إطار خطة وزارة الثقافة لتنشيط الحركة التشكيلية بالأقاليم وتعزيز التفاعل بين الفنانين والجمهور.
وحضر الافتتاح، وائل شاهين مدير عام ثقافة الغربية، وعزة عادل مدير المركز الثقافي بطنطا، والفنان د. أحمد السيد رومية، ونخبة من الفنانين التشكيليين والإعلاميين.
ويقام المعرض، بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، ويضم 23 عملا إبداعيا لـ10 فنانين تشكيليين يعرضون تجاربهم الذاتية المتنوعة في الرؤية والتعبير، وهم: د. أماني حبيب، وسامي سعدة، وسماح الشامي، ووليد فرحات، وشيماء أبو الدهب، ونرمين فؤاد، ومريم غبريال، وويوستينا جورج، ورانيا أبو الفتوح، وسليمان بلال.
وقالت د. أماني حبيب، أستاذة الرسم والتصوير بكلية التربية النوعية جامعة طنطا، إنها شاركت بلوحتين بعنوان "في الملكوت"، تعكسان رؤية فنية تعتمد على التجريد والتأمل في الطبيعة من خلال علاقات خطية ولونية متناغمة، موضحة أن الأولى تصور حركة النسور في الفضاء، والثانية تجسد مشهد الغروب بتدرجات لونية تجمع بين الخطوط المستقيمة والمنحنية في تعبير صوفي عن جمال الخلق.
أما الفنانة سماح الشامي، فقد شاركت بلوحتين بعنوان "مشهد من الداخل"، تناولتا الحيرة والتناقض الإنساني بين الفكر والمشاعر، مستخدمة رموزا مثل الشجرة والمفتاح للدلالة على رحلة الإنسان في البحث عن ذاته، فيما استخدمت القطة كرمز للتناقض داخل النفس البشرية بين الحنان والحدة، منفذة أعمالها بألوان الأكريليك على الخشب MDF بتقنيات الميكس ميديا والتهشير بالقلم الجاف.
وذكرت الفنانة نرمين فؤاد فوزي، موجهة أولى التربية الفنية بوزارة التربية والتعليم، أنها شاركت بلوحة مرسومة بقلم الرصاص، تصور فتاة في مشهد ريفي بسيط يعبر عن هدوء الريف وجمال الحياة فيه.
وأوضح الفنان سامي سعدة، أنه شارك بعملين، أحدهما يصور فلاحا مسنا تملأ وجهه خطوط الزمن لكنه يبتسم ببساطة نابعة من القلب، والثاني بورتريه لفتاة تحمل زهوراً، اعتمد فيه على الإضاءة لإبراز تفاصيل الوجه وتنوع الألوان.
ومن جهتها، قالت الفنانة يوستينا جورج، إنها شاركت بثلاث لوحات عن الفن الإسلامي وما يحمله من رموز جمالية وروحانية، منفذة على الخشب بألوان الزيت وأسلوب الطباعة.
وأضافت أن إحدى اللوحات تضمنت آيات قرآنية مزخرفة بالأحجار باستخدام فن الريليف، بما يعكس جماليات الحروف العربية وتعدد أساليب الخط الإسلامي.
وأوضحت شيماء أبو الدهب، أنها شاركت بلوحتين خطيتين، الأولى بعنوان "ملكي وملكي ومملكتي"، بتصميم دائري للحروف يضم زخارف هندسية وإسلامية بخط كوفي فاطمي، أما الثانية "ضاد" فمزجت بين الخط الكوفي الفاطمي والقيرواني لتجسيد جمالية الحرف العربي.
وشاركت رانيا أبو الفتوح بأربع لوحات، اثنتان منهما بألوان الزيت تدوران حول فكرتي الازدهار والتواضع، تجسد إحداهما فتاة يحيط بها طاووس وساعة ترمز للجمال والدقة، بينما جسدت الأخريان شخصيات إنسانية بخامة السوفت باستيل مع لمسات من ورق الذهب لإضافة بعد بصري ولمسة فخمة.
أما مريم غبريال، معلمة أولى تربية فنية، فقد شاركت بلوحتين بأسلوب الديكوباج، استخدمت في الأولى ملامساً متنوعة، وفي الثانية دمجت الألوان مع عناصر الديكوباج لتحقيق تناغم بصري وجمالي خاص.
وقدم الفنان سليمان بلال، مؤسس صالون الدلتا للشباب، لوحتين من التصوير الزيتي تناولتا قضايا إنسانية واجتماعية، الأولى عن معاناة الإنسان المعاصر ورحلته بين الضغوط واليأس، والثانية عن مكانة المرأة بوصفها الركيزة الأساسية للمجتمع ومصدر الإلهام والعطاء.
كما عرض الفنان وليد فرحات عملين، الأول بعنوان "حرية معمية" يعبر عن مظاهر الحرية الزائفة من خلال شخصية معصوبة العينين محاطة برموز التحرر، منفذ بألوان الزيت على القماش بتباين الضوء والظل لتأكيد رمزية العمى أمام النور.
أما العمل الثاني "لايف بانوراما" فيتناول رحلة الإنسان من الطفولة إلى الكهولة، عبر شخصيات متتابعة يرافقها رمز الأرنب للدلالة على استمرار البراءة رغم قسوة الحياة، منفذ بخامة الأكريليك بأسلوب تعبيري يجمع بين الواقعية والرمزية.
وفي ختام الفعالية، جرى تكريم الفنانين المشاركين بمنحهم شهادات تقدير لمساهماتهم الإبداعية المتميزة.