قال المخرج مجدي أحمد علي، إن العمل الفني التاريخي لا يمكن أن يُقدّم بلا ضوابط مطلقة أمام المخرج أو الكاتب.
وأضاف خلال لقاء مع الإعلامي خالد عاشور في برنامج «جدل» على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن هناك قيودًا بديهية تتعلق بالدقة التاريخية، مثل الملابس والبيئة الزمنية، فلا يمكن تقديم شخصية من عصر المماليك بملابس عصرية.
وأوضح، أن هذه الحدود شكلية، لكن جوهر النقاش يتعلق برؤية الفنان للتاريخ، خاصة أن التاريخ «يكتبه المنتصرون»، لذلك لا توجد حقيقة مطلقة واحدة، بل هناك وجهات متعددة للحقيقة عبر الأزمنة.
وأشار إلى أن ما يقدمه الفنان ليس «الحقيقة المطلقة» -لأنها غير موجودة- بل «الحقيقة كما يراها»، مستندًا إلى ثقافته وقراءاته واهتمامه بالتفاصيل.
وأكد أن الفن بطبيعته يهدف إلى مساءلة المسلّمات وهزّ القناعات المستقرة لدى الناس بشأن شخصيات أو حقب تاريخية معينة، لأن المستقر قد يكون صوابًا أو خطأً.
وضرب مثالًا بفيلم «السادات»، موضحًا أنه استند إلى مذكرات الرئيس الراحل وزوجته، وهي بطبيعتها لا تحيط بكل جوانب الشخصية، إذ توجد آراء وشهادات أخرى -إيجابية وسلبية- تُكمل الصورة، مؤكّدًا أن الحقيقة في الفن ليست «كلامًا مرسلاً»، بل رؤية تتشكل من زوايا نظر متعددة.
وختم بأن على المخرج أو السيناريست أن يمتلك زاوية واضحة ينفذ منها إلى الشخصية، بينما يظل الخيال حاضرًا لملء الفجوات التي لا توفرها المصادر التاريخية، مشيرًا إلى أن بعض الشخصيات التاريخية تعامل معها الناس بدرجة من التقديس جعلتهم غير قادرين على تخيلها في حياتها اليومية العادية.