قال الدكتور علي أبو سنة رئيس جهاز شئون البيئة، إن الحكومة المصرية اتخذت مجموعة من الإجراءات؛ لتفعيل مفهوم المدن المستدامة بشرم الشيخ، بالتوازي مع تطوير فكرة مشروع "جرين شرم" لتحويل شرم الشيخ لمدينة خضراء، خاصة خلال الفترة التحضيرية لمؤتمر المناخ "COP27"، سواء من خلال بعض مشروعات البنية التحتية والخدمية التي تم تخطيطها وتنفيذها على أسس مستدامة، وتنفيذ إجراءات الحفاظ على التنوع البيولوجي.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها رئيس جهاز شئون البيئة نيابة عن الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، في افتتاح ورشة العمل التمهيدية لمشروع تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة الخضراء "جرين شرم"، والتي تعد الإطلاق الرسمي للمشروع والمنفذ من قبل وزارة البيئة، بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وأوضح أبو سنة، أن الورشة تهدف لإطلاق مشروع مدينة شرم الشيخ إلى مدينة الخضراء رسميا، ومناقشة القضايا الرئيسية للمشروع، والإطار العام والاستراتيجية وخطة تنفيذ الخاصة به، وسبل التعاون بين جميع أصحاب المصلحة؛ لضمان تحقيق الأهداف الرئيسية، وعلى رأسها تحويل مدينة شرم الشيخ أول مدينة سياحية خضراء ومستدامة في مصر والمنطقة العربية، من خلال تحقيق الاستدامة بالقطاع السياحي وضمان نموه بشكل لا يهدد الموارد الطبيعية.
وأشار إلى استمرار البناء على استراتيجية تحويل مدينة شرم الشيخ لمدينة مستدامة، ووضع الأولويات ورسم خارطة الطريق لتنفيذها، بالتعاون مع المحافظة والوزارات المختلفة، والقطاع الخاص والمجتمع المدني والسكان المحليين، لوضع شرم الشيخ على الخريطة العالمية للمدن المستدامة والتي سيكون لها مردود اقتصادي واجتماعي كبير، ناهيك عن استدامة الموارد الطبيعية واستدامة المنتج السياحي.
ولفت أبو سنة، إلى أن وزارة البيئة بدأت خطوات طويلة لدمج البعد البيئي بقطاع السياحة من عام 2018، من خلال مشروع دمج التنوع البيولوجي في السياحة، بالتعاون الوثيق مع وزارة السياحة وهيئة التنمية السياحية والقطاع الخاص، بدءا من وضع معايير التنمية السياحية المستدامة لتحديث استراتيجية السياحة المستدامة.
وأوضح أنه إضافة إلى وضع الدلائل الإرشادية للممارسات المستدامة بالفنادق والمطاعم لدعم علامة جرين ستار، وإدخال علامة جرين فينز، أما علي مستوى المحميات والسياحة البيئية، وضعت خطط الإدارة لساحل شرم الشيخ ومحمية رأس محمد، وإطلاق حملة إيكو إيجبت، ودمج المجتمعات المحلية في قطاع السياحة البيئية.
وأشاد أبو سنة، بقرار اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء بتشكيل لجنة على مستوى المحافظة؛ لمتابعة ودعم وتذليل العقبات التي قد تواجه المشروع والتي تضم جميع أصحاب المصلحة والسكان المحليين.
ومن جانبه، أكد اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، مبادرة المحافظة في تنفيذ مجموعة من الإجراءات، بالتعاون مع الوزارات المعنية لتفعيل مفهوم المدن المستدامة بشرم الشيخ، خاصة خلال الإعداد لمؤتمر المناخ "COP27" بالعديد من المشروعات على أسس مستدامة، ووضع استراتيجية واضحة وخطة تنفيذية من خلال مشروع جرين شرم، ووضع مؤشرات نجاح وربطها بمؤشرات التنمية المعدة من قبل المحافظة باستخدام "GIS"، والدعم الفني والمالي للقطاع الخاص ومجلس المدينة لتجربة التكنولوجيات الحديثة قليلة الانبعاثات، والتأكيد علي دعم المجتمعات المحلية والتنمية الشاملة لقاطني المحميات الطبيعية.
وأوضح المهندس محمد عليوة مدير مشروع دمج التنوع البيولوجي في السياحة البيئية بوزارة البيئة، أن مشروع جرين شرم المنفذ من قبل وزارة البيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومحافظة جنوب سيناء والممول من مرفق البيئة العالمي بمنحة قدرها 7 ملايين دولار ولمدة 6 سنوات، يهدف إلى تحويل مدينة شرم الشيخ إلى نموذج متكامل لمدينة سياحية مستدامة بأهمية إقليمية وعالمية.
وبين أن ذلك من خلال وضع استراتيجية لتحقيق هذا الهدف وتنفيذها من خلال عدة محاور، ومنها تطبيق مجموعة متكاملة من السياسات والإجراءات الفاعلة لتبيني والدعم الفني والمالي للتكنولوجيات منخفضة الانبعاثات في مجالات الطاقة، المواصلات، والمياه، وتفعيل خطة متكاملة لإدارة المخلفات الصلبة والخطرة، ووضع وتطبيق إجراءات فاعلة لتحسين منظومة إدارة الموارد الطبيعية سواء بالمدينة أو6 بالمحميات المتاخمة لها "رأس محمد، نبق، وأبو جالوم"، مع التركيز على التنمية المتكاملة لسكان هذه المحميات، وخلق فرص لدمجهم سواء بمنظومة حماية الموارد الطبيعية أو السياحة البيئية داخل هذه المحميات.