يظن العديد من الناس أن مشكلة الإصابة بالأرق تكمن بالأساس فقط في التأثير بالسلب على مدى الشعور بالنشاط خلال ممارسة الأنشطة اليومية، أو قلة التركيز أثناء الدراسة والعمل، مما يجعل البعض يهملون حل المشكلة ويتعايشون معها، خصوصا مع كون صعوبات النوم من أكثر الاضطرابات الشائعة والمنتشرة، فطبقا للأكاديمية الأمريكية لطب النوم، يعاني نحو 12% من الأمريكيين من الأرق المزمن.
ولكن هل فكرت يوما في ما قد يسببه الأرق لمستوى إداراكك مع التقدم في العمر؟
- الأرق يزيد من خطر ضعف الإدراك بنسبة 40%
استعرض تقرير حديث لشبكة CNN ما توصلت إليه أحدى الدراسات، والتي اعتمدت على تقييمات عصبية سنوية وتصوير دماغي ودراسة عادات النوم لـ2750 شخصا على مدار 5 سنوات، ووجدت الدراسة أن الأرق له تأثير على ضعف الإدراك بنسبة 40%، مؤكدة أن من حاولوا علاج المشكلة سواء بحصولهم على عدد ساعات أطول من النوم أو تناول الأدوية، قل لديهم خطر الإصابة بالخرف.
وعلى الرغم من أن القائمين على دراسة لا يستطيعون الجزم على أن علاج الأرق يقلل من التعرض للمشاكل الخاصة بضعف الإدراك إلا أنهم يرون أنه يجب وضع هذا العامل في الاعتبار، خاصة أن الأرق مشكلة يمكن حلها على عكس العوامل الوراثية.
- لماذا يؤثر الأرق على صحة الدماغ؟
وبحسب التقرير، فالنوم يساهم في تقوية الذاكرة وتنظيم العواطف، وبالإضافة إلى ذلك فنحن بحاجة إلى نوم منتظم وكافِ لكي تستطيع أدمغتنا الاستشفاء وتنظيف نفسها في نهاية كل يوم، فالنوم الجيد يساعد على تنظيف المشابك العصبية التي لم يعد الدماغ بحاجة لها والتي قد تسبب ألزهايمر عند تراكمها المستمر، كما أنه يمكن أن تؤدي جودة النوم السيئة إلى زيادة الالتهاب العصبي.
-كيف نتغلب على الأرق؟
شدد الأطباء على أن البداية تكمن في أن نقر بأن الأرق اضطراب يجب علاجه. ويعد العلاج السلوكي المعرفي من أبرز الطرق الفعالة لعلاج الأرق، حيث سيساعدك المختص من خلال مجموعة من الأدوات والتمارين على التغلب على مسببات الأرق.
ويوضح أخصائيو النوم أن النشاط أثناء ساعات النهار عبر ممارسة الرياضة وتجنب الجلوس في السرير بدون داع على مدار اليوم، يمكن أن يساعد في حل الأزمة، بالإضافة إلى أهمية وضع جدول وروتين ليلي ثابت يساعد على برمجة العقل وتهيئته للنوم عن طريق القيام بتمارين الاسترخاء وتهيئة الغرفة لتكون مريحة من ناحية الهدوء ودرجة الحرارة والحفاظ على أن تكون مظلمة، كما يفضل تقليل استخدام الشاشات قبل النوم قدر الإمكان وعدم تناول المنبهات، وفي حالة استمرار المشكلة لا تتردد في الحصول على مساعدة الطبيب.