دور الأمن الداخلي في الاستقرار.. رسالة دكتوراه بجامعة القاهرة تتبع أول سلطنة إسلامية مستقلة بالهند - بوابة الشروق
الأربعاء 15 مايو 2024 8:31 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دور الأمن الداخلي في الاستقرار.. رسالة دكتوراه بجامعة القاهرة تتبع أول سلطنة إسلامية مستقلة بالهند


نشر في: الجمعة 15 مارس 2024 - 12:38 م | آخر تحديث: الجمعة 15 مارس 2024 - 12:41 م

حصل الباحث علاء محمد حسن إسماعيل، المدرس المساعد بكلية الآداب-جامعة القاهرة، على درجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي بتقدير مرتبة الشرف الأولى (A) مع التوصية بالتبادل مع الجامعات الأخرى، في رسالة الدكتوراه التي حملت عنوان "الأمن الداخلي في الهند في عصر سلطنة دهلي (602-816ه/1206-1414م)"، وهي أول سلطنة إسلامية مستقلة بالهند.

تعد الدراسات العلمية الخاصة بالأمن بشكل عام من الموضوعات المهمة والضرورية، ففي حقيقة الأمر أن البحث في الأمن الداخلى للدول موضوع في غاية الأهمية؛ فهو الأصل في تقدم المجتمعات وصنع الحضارة، وحاول الباحث تقديم دراسة تاريخية دقيقة تناقش موضوعًا هامًا يتعلق بحالة المجتمع والوقوف على أسباب تقدمه أو تعثره، من خلال الأمن الداخلي لتلك المجتمعات، وتم اختيار الهند كميدان للدراسة فكان ذلك لأهمية الهند التاريخية والحضارية في الحقبة الإسلامية من جهة، والتنوع الكبير التي تتمتع به الهند من ثقافات وأديان ومذاهب مختلفة من جهة أخرى، حيث كان ذلك سلاح ذو حدين وتحدي كبير لكثير من الحكام المسلمين المستنيرين الذين حاولوا أن يستفيدوا من هذا الاختلاف في خدمة العلوم والفنون والفكر الإنساني بشكل عام، وتجنب الخلافات والفتن الطائفية والاضطرابات الفكرية، ويظهر ذلك جليًا في اختيار عصر الرسالة، حيث تعتبر سلطنة دهلي (602-816ه/1206-1414م) أول سلطنة إسلامية مستقلة حكمت غالبية الهند لعدة قرون، فكان لابد من تتبع أثر نشأة دولة إسلامية حكمت المجتمع الهندي المتمسك على مدار تاريخه بدياناته وثقافاته وأعرافه وتقاليده، والدور التي قامت به لحفظ الأمن في مجتمع مليء بالاختلافات العرقية والدينية والثقافية.

فقد كان سلاطين دهلي منذ تأسيس سلطنتهم حريصين على حفظ الأمن والنظام داخل السلطنة، وخاصة وأن هذه السلطنة الوليدة كانت في محيط من الممالك الهندوسية، وعرفوا حقيقة هامة وهي أن البلاد لا تستطيع أبدا أن تدوم وتظل قوية بدون وجود أمن داخلي قوي، ولذلك فقد كان من أهم الواجبات الرئيسية للحكام المعينين من قبل السلاطين كان إقرار الأمن، واستطاعت السلطنة القضاء على أغلب الثورات، وإحكام قبضتها الأمنية بفضل مؤسساتها التي ساهمت في إقرار الأمن الداخلي كالجيش والكوتوال والحسبة والقضاء.

واعتمد السلاطين في نجاح سياستهم الأمنية على العيون والجواسيس، فقد شرعوا في أنشاء شبكة قوية من الجواسيس لتنقل إليهم أخبار الرعية، فضلًا عن التحصينات التي قاموا بإنشائها لحماية العاصمة ومدن السلطنة من الاعتداءات الداخلية سواء من جانب الهندوس أو الحكام المسلمين الطامعين في الاستقلال بولاياتهم وتجلت نتائج التحصينات في صد الاعتداءات الداخلية وكذلك الخارجية كصد غزوات المغول.

وقد عملت الدراسة على إبراز دور الأمن الداخلي وأثره على استقرار الدولة وسلامة المجتمع مما كان له آثار عظيمة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وبسبب الاستقرار الأمني في سلطنة دهلي ازدهرت العلوم والفنون، وحظي الشعب بالرفاهية، واتجه السلاطين لتوسيع رقعة دولتهم والقيام بفتوحات جديدة ونشر الإسلام في الهند، فكلما توطد الأمن الداخلي في البلاد كلما زاد الاستقرار وأصبحت البلاد مهيئة للتطور.

وقد ناقش الرسالة لجنة مكونة من عدد من أساتذة التاريخ والحضارة الإسلامية ، وهم الدكتور عطية أحمد محمود القوصي أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب جامعة القاهرة (مشرفا ورئيسا)، والدكتورة منى حسن أحمد أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب جامعة القاهرة (مناقشا)، والدكتورة يمنى رضوان أحمد أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية الآداب جامعة الفيوم (مناقشا).

استعان الباحث في هذه الدراسة بعدة مناهج بحثية، على رأسها المنهج التاريخي القائم على أساس تجميع النصوص والمادة العلمية من المصادر التاريخية والجغرافية والأدبية وغيرها ودراستها دراسة نقدية، كما اتبع المنهج الاستقرائي حيث تحليل النصوص وتفسيرها ومقارنتها بغيرها للوصول إلى الحقائق، إضافة إلى المنهج الوصفى في ذكر بعض الأحداث التي كانت في حاجة إلى وصف دقيق، كما احتاج الباحث المنهج الإحصائي الذي استفادت الدراسة منه في الوصول لبعض النتائج.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك