"الثقافة السائدة تدعم قهر الزوج لزوجته. إذا لم أكن قد شاهدت ذلك من قبل، مؤكد أنني شاهدته في تلك اللحظة".
تتذكرت أرونكي الأشخاص الذين قالوا لها إن تركيزها على وظيفتها هو الذي أدى إلى فشل زواجها. كانت تحاول في ذلك الوقت تجاهل الشائعات، ولكنها كانت مؤلمة.
عندما انفصل أبواها، اتجهت جميع الأنظار نحو أمها، وكانت هناك تساؤلات حول ما الذي كان يمكن أن تفعله للحيلولة دون نفور زوجها منها. كان المجتمع يطالب المرأة بأن تبقى في علاقة زوجية تعيسة، أو حتى مسيئة، ولا يمنحها أي إرشادات حول كيفية الخروج من تلك العلاقة والبدء في عيش حياة مزدهرة ومتزنة.
لذا، في ذلك اليوم، لدى مغادرتها قاعة المحكمة التي شهدت طلاق والدة ماري، اتخذت أرونكي قرارا بأن تساعد الناس في التكيف مع انتهاء علاقاتهم بصورة تحفظ لهم كرامتهم بأكبر قدر ممكن.
وعلى مدى الأعوام التالية، انكبت أرونكي على دراسة قانون الأحوال الشخصية وتدربت في مجال استشارات العلاقات.
وفي الوقت الحاضر، كل يوم يمر على أرونكي يكون مختلفا عن غيره. فالمحامية ومستشارة العلاقات التي تتمتع بخبرة 40 عاما في مجال القانون وأكثر من 10 سنوات كمستشارة معتمدة للعلاقات، تصحو في كل يوم لتجد العديد من الرسائل التي وصلتها عبر فيسبوك أو بريدها الإلكتروني - وغالبيتها من نساء - تطلب منها المساعدة في التكيف مع انتهاء العلاقات.
وأرونكي هي واحدة من مجموعة فرعية من مستشاري العلاقات يطلق عليهم لقب "مستشارو الانفصال" - وهم مرشدون مدربون على مساعدة الأشخاص على الخروج من دائرة الحزن والألم التي تعقب انتهاء علاقة ما.
تقول أرونكي: "مهمة مستشار الانفصال هي مساعدة الشخص في أن يتجاوز باعتزاز فترة حتمية ومؤلمة من فترات حياته..وبينما يساعد مستشار العلاقات الشخص على أن يصبح محبوبا من قبل شخص آخر، فإن مستشار الانفصال يساعده على أن يصبح من جديد محبوبا من ذاته".
هذه العملية تتم تحت غطاء من السرية.
تقول أرونكي: "أتلقى رسائل من أشخاص لا يتابعونني علنا على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يدلل على أنه لا يزال هناك شعور بالخزي والعار مرتبط بانتهاء العلاقات".
- قد يكون من المغري التهام أطعمة غير صحية والاستسلام للاكتئاب، لكن ذلك لن يجعلك سعيدا - تناول غذاء صحيا وتريض
- عادة ما يتشارك الزوجان في الأموال والموارد، لذا انظر إلى مصروفاتك وقم ببعض التعديلات إذا لزم الأمر
لكن بالتأكيد هناك سوق لاستشارات الانفصال.
تفرض أرونكي 150 ألف نيرة نيجيرية (حوالي 365 دولار أمريكي) مقابل ثلاث جلسات. تقول إنها تبدأ بوضع خطة لعملائها حول كيفية إعادة حياتهم إلى طبيعتها. وتضيف أن الأسبوعين الأولين في غاية الأهمية. تشجع أرونكي عملاءها على البكاء، وعلى الكف عن متابعة شركاء حياتهم السابقين على وسائل التواصل الاجتماعي، والطلب من صديق يثقون به أن يمنعهم إذا ما حاولوا الاتصال به.
تقول: "سيخدعك عقلك بذرائع تبرر حاجتك إلى الاتصال به. لا تستمع إليه، فإنه يكذب عليك. إذا لزم الأمر، اعط هاتفك لصديق".
الوقت كفيل بمداواة الجراح
""فقدان علاقة يتسبب في انكسار القلب، وهي تجربة صعبة للغاية، ولا سيما إذا لم تكن قد مررت بها من قبل. لست بحاجة إلى أن تقول أي شيء على الإطلاق - مجرد وجودك مع الأسرة والأصدقاء قد يساعدك. أهم شيئين يجب أن تتذكرهما، هما أنك لا ينبغي أن تمر بذلك وحدك، وأن القلب يشفى مع مرور الوقت. هذه الفترة العصيبة سوف تمر، فعشها دقيقة تلو الأخرى، وساعة تلو الأخرى، وبالتدريج سوف تندمل جراحك".
- هولي روبرتس، مستشارة لدى مؤسسة Relate الخيرية التي تقدم استشارات حول العلاقات الأسرية
من النصائح غير المعتادة التي تقدمها أرونكي هي تغيير اسم الشخص الذي انفصلت عند الإشارة إليه.
"إذا كان اسمه ستيفين، سمه روبرت عند الحديث عنه. فربما تصبح أقل غضبا وأكثر موضوعية تجاه روبرت".
ثم تنصح أرونكي عملائها بشأن وضع استراتيجيات للمدى البعيد.
"عادة ما تكون الأموال والممتلكات مشتركة ومختلطة في العلاقات، وتكون هناك حاجة لفصلها. إنه أمر معقد، والأشخاص بحاجة إلى الحصول على المساعدة للتعامل معه".
تساعد أرونكي النساء في ترتيب شؤونهن المالية وضبط ميزانياتهن للتأقلم مع العيش بمفردهن.
تقول أرونكي إنها تتلقى انتقادات عبر الإنترنت من أشخاص يقولون: "بالطبع هذه السيدة ترغب في تفكيك الأسر لأنها امرأة مطلقة". تضيف أن هذه التعليقات لا تضايقها، فلديها شريك في الحياة، وحتى لو كانت عزباء لم يكن ذلك ليؤثر عليها.
تقول: "أنا سعيدة في الحالتين. أوليس هذا هو المهم؟ هناك ضوء في نهاية النفق المظلم. أحيانا ما يكون انتهاء علاقة ما بمثابة جرس إنذار يجعلنا نتعلم كيف نقيم علاقات أفضل في المستقبل".