• الكرملين أكد عدم توقيع أي اتفاقيات خلال زيارة كيم جونج أون لروسيا
أثار اجتماع نادر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون في مركز إطلاق فضائي بالشرق الأقصى الروسي هذا الأسبوع قلق بعض الدول من كوريا الجنوبية واليابان إلى أوكرانيا، والولايات المتحدة وحلفاءها في أوروبا.
لكن الصين، أكبر شريان حياة اقتصادي لكل من موسكو وبيونج يانج، ربما لديها وجهة نظر مختلفة، بحسب تحليل نشرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
* فوائد أكبر من المخاطر بالنسبة لبكين
وقال محللون إنه بدلاً من التطلع إلى معارضة أو تقييد التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية، ربما ترى بكين فوائد أكثر من المخاطر لنفسها في هذا المحور الناشئ ، لا سيما فيما يتعلق بتنافسها مع الولايات المتحدة.
ورأى ألكسندر كوروليف، محاضر أول في السياسة والعلاقات الدولية بجامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا: "بالنظر إلى أهمية الدعم الذي تقدمه الصين لكلا البلدين، تلوح الصين بالطبع في الخلفية".
وأضاف: "الصين مهمة جداً لكل من كوريا الشمالية وروسيا، لذا بالنسبة إليهم سيكون من الحماقة فعل شيء دون الصين".
وبينما أكد الكرملين أن زيارة زعيم كوريا الشمالية لم تشهد توقيع أي اتفاقيات. لكن المراقبين يقولون إنه من الواضح ما يتطلع إليه كل منهما من الآخر، موضحين أن موسكو في أمس الحاجة إلى إمدادات جديدة من الذخيرة والقذائف لتغذية ما أصبح حرب استنزاف في أوكرانيا – وبيونج يانج يعتقد أن لديها مخزون.
كما أن بيونج يانج، بعد سنوات من العقوبات بسبب برنامج الأسلحة النووية والصواريخ الخاص بها، في حاجة إلى كل شيء من الطاقة إلى الغذاء إلى التكنولوجيا العسكرية وتمتلك روسيا كل ذلك.
وبحسب تحليل "سي إن إن"، من المؤكد أن احتمال ضخ كوريا الشمالية للذخيرة إلى روسيا قد يثير أوضاعاً محرجة للصين، التي تمثل الغالبية العظمى من تجارة كوريا الشمالية وتظل أقوى شريك تجاري لروسيا بعد حربها في أوكرانيا.
* ثقل موازن لمواجهة القيود الأمريكية والغربية
حافظت الصين، التي دعمت كوريا الشمالية في الحرب الكورية قبل حوالي 70 عاما، على علاقة معقدة مع بيونج يانج.
ومثل روسيا، دعمت عقوبات الأمم المتحدة السابقة ضد برامج الأسلحة في كوريا الشمالية، بالرغم من اتهامها بالتنفيذ التعسفي لتلك التدابير، وخلال السنوات الأخيرة منعت الجهود المبذولة لتشديد العقوبات وقادت الجهود لتخفيفها.
وقال محللون إن الصين تشعر الآن بقيود متزايدة من جانب أمريكا وحلفائها، ربما ترحب بتنسيق أقوى مع كل من روسيا وكوريا الشمالية كثقل موازن.
وأوضح تحليل "سي إن إن" أن للصين مصلحة في تجنب تصاعد التوترات بين كوريا الشمالية من جهة، وكوريا الجنوبية حليفة الولايات المتحدة من جهة أخرى، الأمر الذي قد يؤدي إلى تدفق اللاجئين عبر حدودها وكذلك استجابة عسكرية أمريكية.