أكاديمي فلسطيني لـ«الشروق»: تهجير الفلسطينيين من غزة مرفوض وسيواجه بأساليب عنيفة إلى أبعد الحدود - بوابة الشروق
الإثنين 3 يونيو 2024 10:34 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أكاديمي فلسطيني لـ«الشروق»: تهجير الفلسطينيين من غزة مرفوض وسيواجه بأساليب عنيفة إلى أبعد الحدود

منال الوراقي
نشر في: الأحد 15 أكتوبر 2023 - 12:45 م | آخر تحديث: الأحد 15 أكتوبر 2023 - 12:45 م

- المقاومة اختارت هذا التوقيت تحديدا لأن هناك تقديرات تقول إن إسرائيل ستشن حرباً على غزة بعد انتهاء فترة الأعياد اليهودية
- المقاومة الفلسطينية تسعى لتطهير غلاف غزة من الأوباش الصهاينة
- الاجتياح البري لغزة مستحيل
- الاجتياح البري سيكلف إسرائيل مقتل 30 ألف جندي على الأقل
- نطالب برفع الحصار عن غزة دون شروط مسبقة
- نطالب العرب بفك الحصار عن غزة وتخليصها من تبعاته التي أدت إلى رفع مستويات البطالة والفقر إلى مستويات لا تُذكر حتى في دول فقيرة
- نفضل الموت والدفن والتحلل في غزة على الترحيل لأي مكان في العالم ولو كان في واشنطن
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الغاشم ضد الشعب الفلسطيني من عمليات قصف مستمرة، بجانب فرضها لحصار قاسِ على أهالي القطاع، متمثل بقطع إمدادات الكهرباء، والوقود، والمياه، والغذاء عن أكثر من مليونين و300 ألف من المدنيين.

وفي حين نددت مصر بالعدوان الإسرائيلي والحصار المفروض على غزة ومحاولات التهجير، وشددت على أهمية تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني بشكل عاجل، ففي المقابل، جددت الولايات المتحدة الأمريكية دعمها لإسرائيل، من خلال زيارة لوزير خارجيتها أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، والذي قال في مستهلها إنه لم يأتِ لإسرائيل كونه وزيرا لخارجية الولايات المتحدة فقط، ولكن بصفته "يهوديا فرّ جده من القتل".

ولا تتوقف عقول الخبراء السياسيين عن الدوران في فلك تحليل الأمور الجارية، وتوقع ما سيسفر عنه مستقبل القضية الفلسطينية بعد تلك الضربة القوية والمحرجة التي نفذتها الفصائل الفلسطينية، والتي تبعها انتهاكات غير مسبوقة من الاحتلال الإسرائيلي.

وفي ذلك السياق، تحدث الدكتور أحمد دلول الأكاديمي والباحث الفلسطيني، عن الوضع الجاري في قطاع غزة إبان الحرب والعدوان الإسرائيلي عليها في حوار خاص لـ"الشروق"، من داخل الظلام الدامس في القطاع المحاصر، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا غذاء ولا وقود.

وإلى نص الحوار..

- ما هي الأسباب التي دفعت حركة المقاومة الفلسطينية لشن الحرب مع إسرائيل؟
إن وجود الاحتلال الإسرائيلي جاثماً على أرض فلسطين التاريخية هو مبرر وجود المقاومة الفلسطينية، وبالتالي فإن المقاومة موجودة وتمارس أدوارها وأنشطتها في أي وقت تعتقد أنه مناسب، ومن المتوقع أن المقاومة اختارت هذا التوقيت على وجه التحديد لأن هناك تقديرات لديها تقول إن إسرائيل ستشن حرباً على غزة بعد انتهاء فترة الأعياد اليهودية، علما أن الاحتلال كل يوم يفتك بالشعب الفلسطيني، ولاحظنا في العدوان الإسرائيلي على غزة في مايو 2023 كيف تمادت إسرائيل بالفتك بغزة.

- ما هي الأهداف التي تسعى حركة المقاومة لتحقيقها من خلال هذه الحرب؟
المقاومة في غزة اقتحمت منطقة غلاف غزة التي كانت جزءاً من أرض قطاع غزة قبل استيلاء الاحتلال عليها في خمسينات القرن الماضي، كما أنها اقتحمت هذه المنطقة التي يعيش فيها آلاف الجنود الذين يتخصصون بالفتك في غزة على مدار الساعة، وبالتالي يمكن اعتبار أن ما حدث هو محاولة من المقاومة الفلسطينية لتطهير الغلاف من الأوباش الصهاينة الذين يقضون مضاجع الغزيين على مدار الساعة.

"من تعرض للقتل في غلاف غزة من الصهاينة هم من بتروا أقدام أبناء غزة خلال مسيرات العودة عندما كانوا مدججين بالسلاح في مواجهة شعب أعزل لا يحمل في يده أكثر من حجر صغير أو قصاصة ورق مكتوب عليه "الحرية لغزة" أو "ارفعو الحصار عنا".

وقال: إن أهداف المعركة واضحة جدا، يأتي في مقدمتها الدفاع عن غزة وتفادي أي تصعيد إسرائيلي عليها وعلى والقدس، وكذلك الحال حماية القدس التي جاءت المعركة باسمها عندما حملت شعار "طوفان الأقصى".

- كيف تقيم نتائج الحرب بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال حتى الآن؟
النتائج كانت صادمة جدا، لم يكن أحد من عامة الناس أو المثقفين يتوقع أن تقوم المقاومة في غزة بفتح عشرات الثغرات في الجدار الحديدي الممتد على مسافة 46 كيلو مترا على طول قطاع غزة، ولم يكن من المتوقع الدخول مسافة تزيد عن 25 كيلو مترا، ولم يكن من المتوقع أسر الجنود والمستوطنين بالمئات أو قتل مئات منهم، ولم يكن من المتوقع أن تقوم المقاومة بشن عمليتها العسكرية على الاحتلال في الوقت الحالي، والمتابع لموقف حماس من عدوان مايو 2023 يدرك أن الحركة لن تدخل في اشتباك مسلح مع الاحتلال حتى نهاية العام الجاري.

وتابع، "أداء المقاومة الفلسطينية كان إيجابي إلى أبعد الحدود، وهذا ما يدفع الفلسطينيين في خضم العدوان على ابتلاع المشاهد المأساوية التي تقوم بها طائرات الاحتلال الصهيوني، وكذلك الوقوف مع المقاومة الفلسطينية ومساندتها.

- ما هي الإجراءات التي تتخذها المقاومة لحماية المدنيين في غزة خلال الحرب؟
الإجراءات التي تتخذها المقاومة في غزة لا يمكن التعرف عليها بسهولة، لأن الوضع في غزة لم يتحسن خلال السنتين الماضيتين، لكن من الملاحظ أن الحكومة في غزة قامت بالعديد من الإجراءات التي تهدف إلى تمكين الغزيين، مثل تخفيض العديد من الضرائب، وتخفيض الرسوم الحكومية، ومطالبة قطر بتقدير المنحة القطرية التي يستفيد منها نحو 110 آلاف أسرة في قطاع غزة.

- ما هي استراتيجية حركة حماس في مواجهة القوات الإسرائيلية؟
لم تكشف حماس عن استراتيجيتها، لكن من الواضح أنها تسير على استراتيجية قوية إلى حد كبير، تعتمد على القوات البرية والبحرية والجوية، بجانب سلاح الصواريخ، والبعد المعلوماتي، ومن المؤكد أنها استفادت من تجاربها السابقة مع إسرائيل، وقامت بمراكمة النجاحات، ومن الملاحظ أن عملية الاقتحام تمت بتضافر القوى الجوية والبرية والبحرية لدى حماس.

وقال، إن حركة المقاومة خططت جيدا للعملية، ربما استغرق التخطيط لها أكثر من 10 سنوات، ودرب مقاتليه بكفاءة عالية وجعلهم جاهزين للمعركة، كما لو لم تكن هذه أول تجربة لهم، واستهدف غلاف غزة بآلاف الصواريخ على دفعات متوازية في وقت قصير ومن أماكن متفرقة، ثم هاجم نقاط الرصد والرؤية للجيش الإسرائيلي تمكن من التعمية عليها، وتمكن من اختراق منظومة التكنولوجيا، واقتحم الجدار الحديد على شكل طوفان بشري ضم حوالي 1200 من عناصره ومئات من الأجنحة المسلحة الأخرى.

- كيف سيكون رد المقاومة الفلسطينية في حال نفذت إسرائيل تهديداتها بالهجوم البري؟
هناك نحو 400 ألف نسمة نزحت من غزة، أي ما يصل إلى نحو 16% من تعداد سكان قطاع غزة، لأن العديد منهم تعرض لتهديد من الاحتلال عندما طلبوا من بعض الأحياء السكانية والقرى بالانتقال إلى مركز المدينة، لكن هذا لا يعني أن الاحتلال ممكن أن يقوم بشن اجتياح بري على قطاع غزة.

نحن نعلم في العلوم العسكرية أن الطيران لا يحسم معركة، وأن الحسم يأتي على يد المشاة "الجيش"، ولكن أي مشاة يمكن أن يخترقوا مسافة 46 كيلو مترا برياً حتى يصلوا إلى مركز المدينة، الأمر صعب بالنسبة للاحتلال، بل الأمر مستحيل.

وكانت هناك فرصة للاحتياج البري لقطاع غزة قبل عام 2004، ولكن بعد تفجير ناقلة الجند الميركفاة في العام ذاته صار الأمر مستحيلاً، علما أن المقاومة في غزة جعلت من غزة مقبرة للغزاة، وبالتالي لن تخرج إسرائيل من غزة دون مقتل 30 ألف جندي على الأقل، وحتى الخبراء الإسرائيليين يقولون إن الاجتياح البري مستحيل.

- ما هي مطالب الشعب الفلسطيني لإنهاء الحصار وتحقيق العدالة للفلسطينيين في غزة؟
نحن نطالب برفع الحصار عن غزة دون شروط مسبقة، بما في ذلك شروط الرباعية الدولية التي تنص على الاعتراف بالكيان الصهيوني ونبذ العنف والإرهاب "أي التخلي عن المقاومة"، لأن التقيد بشروط الرباعية يعني تصفية القضية الفلسطينية من ناحية، واستقواء على الأمة العربية من ناحية أخرى، بمعنى أن وجود غزة المحاصرة بمقاومتها منع الاحتلال الإسرائيلي من أن يكون شرطياً في الشرق الأوسط.

ومن الملاحظ أن الحصار المفروض على غزة نتيجة اختيار الغزيين وممارستهم للديمقراطية قد أرجع غزة إلى عقود للخلف، وبالتزامن مع العدوان الصهيوني الكبير فإن غزة رجعت إلى العصر الحجري، وغزة تأمل اليوم أن يقوم الأشقاء العرب بفك الحصار عنها وتخليصها من تبعاته التي أدت إلى رفع مستويات البطالة والفقر إلى مستويات لا تُذكر حتى في دول فقيرة.

- كيف أصبح مصير المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية؟
الانقسام الفلسطيني جاء نتيجة وانعكاس مباشر لانقسام الأطراف الإقليمية والدولية التي يدين لها طرفا الانقسام في الأراضي الفلسطينية، ولو كان الانقسام فلسطينياً خالصاً لكانت المصالحة وشيكة، وليس بخاف أن الأطراف الخارجية هي التي تعطل المصالحة، وهذا الأمر يستلزم من طرفي الانقسام أن يغلبوا المصلحة الوطنية ويدخلوا في مصالحة وطنية حتى لو اضطروا لقطع العلاقات مع بعض الأطراف الخارجية.

وأنا أعتقد ان الأراضي الفلسطينية باتت مهيأة للمصالحة في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى، ويكفي القول إن هناك اتفاق بين طرفي المصالحة على العديد من الملفات، كما أن التراشق الإعلامي بين الطرفين انخفض إلى أدنى مستوى إن لم يكن انعدم بالكامل، ويمكن ملاحظة العديد من التصريحات الإيجابية لحركة فتح تجاه الموقف من العدوان على غزة والقتل العمد والإبادة الجماعية فيها على يد الاحتلال الصهيوني.

- ماذا عن خطط إسرائيل لترحيل سكان غزة إلى شبه جزيرة سيناء؟
سيناريو ترحيل الغزيين من غزة إلى سيناء كان موجوداً منذ فترة طويلة، وازداد الحديث عنه خلال الأيام الماضية بعد تصريح أحد المسئولين الإسرائيليين في غزة.

ولكن الشعب الفلسطيني في غزة بالكامل يرفض أي محاولات للتهجير، ويفضل الموت والدفن والتحلل في غزة على الترحيل على أي مكان في العالم ولو كان في واشنطن، لأن قبول الترحيل إلى سيناء مثلاً -وهي المكان المشار إليه عند ذكر الترحيل أو الوطن البديل- فهذا يعني وضع حد للقضية الفلسطينية وتفكيكها بالكامل في خطوة فشلت إسرائيل في إنجازها منذ 75 سنة، وبالتالي سيواجه هذا الأمر بأساليب عنيفة إلى أبعد الحدود، فالفلسطينيون يرفضون التجهير مرة أخرى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك