دماء شهداء البطرسية تنساب على اللوحة وحضور خاص لجوجان وهنرى متيس ومحمود سعيد
هى الجالسة محتضنة العود فى تناغم مع الطبيعة، وهى ابنة الحارة المصرية مرتدية الملاءة «اللف»، محاطة بالطيور والأسماك ذات الدلالات فى الثقافة المصرية الشعبية، وهى السيدة العذراء مريم تحمل ضحايا تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية، هذه هى المرأة المصرية فى أعمال «حلمى التونى».
أعمال معرض الفنان المصرى حلمى التونى، الذى يحمل عنوانه مطلع أغنية لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب: «عندما يأتى المساء.. ونجوم الليل تنثر»، وتستضيفه قاعة «بيكاسو» فى حى الزمالك، تتلخص فى المرأة المصرية بجميع صورها، الأم والفتاة وتحدياتها، وتمثل مصر الفتاة كما فى اللوحة التى ضمت أبياتا من شعر الأبنودى «عدى النهار»، وتجسد فترة نكسة عام 1967.
الجرأة فى معرض حلمى التونى أخذت شكلين متوازيين، يأتى الأول منهما فى طريقة تصوير المرأة كما فى لوحة الراقصة الشعبية، واستخدام الرموز المعبرة فى الثقافة الشعبية مثل الهدهد ورمز السمكة، فى حين يأتى الجانب الآخر فى بعض اللوحات المونوكرومية، التى تعتمد على استخدام اللونين الأبيض والأسود فقط مع حضور ضئيل للون الأحمر، مثلما برز فى لوحة «الكنيسة البطرسية».
الفتاة الممثلة لمصر حضرت فى عدد كبير من لوحات التونى، لتعكس انشغاله بالأحداث السياسية والاجتماعية التى تعيشها مصر فى الفترة الأخيرة، ومثال ذلك لوحة «الكنيسة البطرسية»، حيث جسّد التونى السيدة مريم العذراء بملامح ساكنة تحمل أطفالا يمثلون ضحايا التفجير الإرهابى للكنيسة فى لوحة «مونوكروم» استخدم فيه الأبيض والأسود أيضا.
وحرص التونى على تصوير الازدواجية من خلال لوحتين، صورت الأولى امرأة مستلقية إلى جانب امرأة أخرى تمثل نفسها، وفى لوحة لمهرجتين حملتا نفس ملامح الوجه.
كما حملت ثلاث لوحات فى معرضه، إهداءات لفنانين آخرين جاءت أسماؤهم بعد تحية يوجهها لهم حلمى التونى من خلال محاكاة لطريقة تصويرهم للمرأة، ففى لوحة لسيدة ممتلئة القوام تجلس أرضا، قدم تحية إلى جوجان، فى إشارة إلى بول جوجان الفنان التشكيلى الفرنسى، الذى رحل فى عام 1903، وأحد رواد المدرسة الانطباعية والذى اشتهر بتجسيد المرأة فى أعماله حاملة صفات أضفاها عليها بأسلوبه الذى حاول التونى محاكاته فى لوحته.
أما الإهداء الثانى، فقدمه التونى عبر لوحة مثلت سيدة مصرية مرتدية الملاءة اللف، فى إشارة للوحة «بنات بحرى» للفنان السكندرى الراحل محمود سعيد، فى حين جاء الإهداء الثالث للفنان الفرنسى هنرى متيس، أبرز فنانى القرن العشرين فى محاكاة للوحته التى تمثل امرأة مستلقية.
كما حضرت أمينة وسلمى عبدالحميد حفيدتا زوجة الفنان حلمى التونى بلوحة لكل منهما فى مقدمة المعرض إلى جانب الباب الرئيسى.