كيف يرى الإعلام قمة آلاسكا بين بوتين وترامب؟ - بوابة الشروق
الأحد 17 أغسطس 2025 6:31 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

كيف يرى الإعلام قمة آلاسكا بين بوتين وترامب؟

هايدي صبري
نشر في: السبت 16 أغسطس 2025 - 2:53 م | آخر تحديث: السبت 16 أغسطس 2025 - 2:54 م

اجتمعت وسائل الإعلام الفرنسية على توصيف القمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في آلاسكا، بـ"الفاشلة من حيث النتائج الملموسة"، و"الناجحة بالنسبة لبوتين من حيث الرمزية السياسية".

فقد رأت مجلة لوبوان أن "ترامب منح السجادة الحمراء للمعتدي الروسي"، ومكن بوتين من كسر عزلته وإبراز نفسه كمنتصر في حرب المعلومات، فيما وصفت صحيفة لوموند القمة بأنها "إخفاق واضح" لترامب الذي لم ينجح في انتزاع وقف لإطلاق النار وظل غامضاً في تصريحاته، بينما اكتفى بزيادة الضغوط على الأوكرانيين والأوروبيين.

أما "لوفيجارو" فاعتبرت اللقاء مكسباً سياسياً لبوتين الذي عاد إلى المسرح الدولي رغم المذكرات القضائية بحقه، مقابل فشل ترامب في تحقيق أي اختراق حقيقي.

هكذا رسم الإعلام الفرنسي صورة متشائمة للحدث، حيث بدا ترامب خاسراً دبلوماسياً، فيما استفاد بوتين من مجرد جلوسه على الطاولة واستقباله بحفاوة في "بلاد الحرية".

- لوبوان: بوتين بعث رسالة للعالم بأنه لم يعد معزولاً

من جهتها، قالت مجلة "لوبوان" الفرنسية، إن دونالد ترامب فشل في مواجهة بوتين وغادر ألاسكا من دون اتفاق سلام بشأن أوكرانيا"، مضيفة أن ترامب "فرش السجاد الأحمر للمعتدي الروسي ومنحه فرصة للعودة إلى الساحة الدبلوماسية".

وأضافت المجلة أن بوتين، بالنسبة لأوكرانيا، كسب حرب المعلومات".

وأوضحت المجلة أن السجاد الأحمر فُرش على مدرج قاعدة جوية أمريكية لبوتين، الذي وبعد ثلاث سنوات من العزلة وصدور مذكرة توقيف بحقه من المحكمة الجنائية الدولية عام 2023، استقبل بحرارة من جانب ترامب.

وتابعت أن الرئيس الأمريكي، بابتسامته الواضحة وحماسه الكبير، صافح نظيره الروسي وتبادل معه بعض الكلمات قبل أن يصعدا معاً إلى سيارة الليموزين الخاصة بترامب متوجهين إلى مكان القمة التاريخية، حيث كان الأخير يأمل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وإلا فستكون هناك "عواقب جدية"، على حد تعبيره.

وأضافت "لوبوان" أن صحيفة "نيويورك تايمز" علّقت على المشهد بالقول إنه من غير المعتاد أن يسافر زعيما قوتين عظميين، وخصوصاً عندما يكونان خصمين، في السيارة نفسها.

وقد زاد من الشكوك غياب المترجمين عن موكب السيارة، إذ يقال إن بوتين يتحدث الإنجليزية بما يكفي لخوض محادثة مباشرة، ما أثار تساؤلات حول نوايا ترامب غير المتوقعة.

وتابعت المجلة أن ترامب عاد إلى واشنطن "خالي الوفاض"، بعد نحو ثلاث ساعات من الاجتماع الذي وصفه بوتين بـ"البنّاء" وترامب بـ"المثمر للغاية"، لكن من دون أي اتفاق حول وقف إطلاق النار.

وأكد بوتين في المؤتمر الصحفي المشترك أن "السلام الدائم لا يمكن أن يتحقق إلا بأخذ جميع المخاوف المشروعة لروسيا في الاعتبار".

وأضاف قائلاً: "آمل أن يمهد الاتفاق الذي توصلنا إليه الطريق إلى السلام، ونأمل أن لا تستخدم أوروبا الاستفزازات لإفشاله"، من دون إعطاء تفاصيل إضافية.

وأشارت "لوبوان" إلى أن ترامب تحدث عن "تقدم مهم"، لكنه بقي غامضاً، مكتفياً بالقول إنه سيلتقي مجدداً ببوتين قريباً.

وصرّح: "لقد اتفقنا على العديد من النقاط، معظمها، باستثناء بعض القضايا المهمة التي لم نتوصل فيها إلى اتفاق بعد". لكن الصحافة الأمريكية وصفت القمة بأنها "مخيبة للآمال"، معتبرة أن ترامب لم يحقق الهدف الذي حدده لنفسه.

ولفتت القناة الأمريكية ABC News إلى أنه "من الغريب والنادر أن لا يجيب الرئيس ترامب عن أسئلة الصحافة في ختام المؤتمر الصحفي"، فيما تساءلت صحفية أخرى عن ماهية "التقدم المهم" الذي تحدث عنه ترامب.

وأضافت المجلة أن الرسالة الأبرز لبوتين كانت "إظهار أنه لم يعد معزولاً". فقد أكد أولكسندر ميريژكو، رئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان الأوكراني، أن بوتين "نجح في الخروج من عزلته الدبلوماسية" وأنه "استغل ترامب لإثبات أنه ليس معزولاً".

كما ذكرّت صحيفة نيويورك تايمز بتصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التي حذر فيها من محاولة بوتين "خداع أمريكا".

وأشارت الصحيفة إلى أن "خروج ترامب من الاجتماع من دون تفاصيل بينما كان لبوتين الكثير ليقوله، يعبّر عن الكثير"، مذكّرة بأن روسيا قصفت عدة مناطق أوكرانية قبل القمة بساعة واحدة فقط.

وختمت "لوبوان" بالقول إن بوتين استغل المؤتمر الصحفي ليبعث برسالة قوية إلى العالم، إذ تحدث أولاً بالروسية مؤكداً على "العلاقات الممتازة" التي تجمعه بترامب والولايات المتحدة، وهو ما لم يتردد ترامب في تأكيده، مُظهراً نفسه بشكل ساذج "كصديق للمعتدي الروسي"، بل "كضحية تُستَخدم لصالحه".

- لوموند: ترامب فشل في انتزاع وقف لإطلاق النار من فلاديمير بوتين

من جهتها، قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "فشل في انتزاع وقف لإطلاق النار من فلاديمير بوتين"، مشيرة إلى أنه "لا أحد يعرف ما الذي جرى التفاوض بشأنه في ألاسكا، ولم يتم الكشف عن أي اتفاق".

وأضافت الصحيفة أن عجز ترامب عن الضغط على نظيره الروسي دفعه إلى تكثيف الضغوط على الأوكرانيين والأوروبيين في مسار تسوية النزاع.

وأوضحت الصحيفة أن شعار اللقاء الذي جرى يوم الجمعة 15 أغسطس في مدينة أنكوراج بولاية ألاسكا كان "في سبيل السلام، حيث كان من المفترض أن ينجح ترامب في انتزاع اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وتهيئة الأرضية لاجتماع ثلاثي يضم الرئيس الأمريكي ونظيريه الروسي والأوكراني، فولوديمير زيلينسكي".

وأضافت "لوموند" أن كثيرين تخوّفوا من أن تتحول هذه القمّة إلى "ميونيخ جديدة"، حيث تتخلى الولايات المتحدة عن أوكرانيا المعتدى عليها، ولكن غير المدعوة، لصالح روسيا، على غرار ما جرى عام 1938 عندما تُركت تشيكوسلوفاكيا لمصيرها أمام هتلر.

كما أشارت إلى المقارنة مع "يالطا" في فبراير 1945، حين جرى تقسيم أوروبا بين ستالين والقوى الأنجلو-أمريكية. لكن الواقع، بحسب الصحيفة، أن ما جرى التفاوض عليه في أنكوراج ظل غامضاً، فيما بات مؤكداً أن القمة مثلت إخفاقاً واضحاً للرئيس الأمريكي.

وتابعت الصحيفة أن ترامب، قبل الاجتماع، شدّد على مطلبه قائلاً: "أريد وقفاً سريعاً لإطلاق النار. لا أعرف إن كان ذلك سيتحقق اليوم، لكنني لن أكون سعيداً إذا لم يحدث... أريد أن تتوقف المجازر. أنا هنا من أجل إنهائها". غير أن شيئاً من هذا لم يتحقق، إذ لم يُعلن عن أي اتفاق، حتى وإن كان لا يمكن استبعاد أن المفاوضات قد أحرزت بعض التقدم. وعلى المدى القصير، تؤكد "لوموند"، أن السلام ما زال مؤجلاً.

من جهتها، قالت محطة "فرانس إنفو" الفرنسية إن اللقاء بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين حمل طابعاً ودياً اتسم بالمصافحات والابتسامات، لكنه لم يسفر عن أي إعلان ملموس بشأن مستقبل الحرب في أوكرانيا.

وأشارت القناة إلى اكتفاء ترامب بالقول إن "عدداً قليلاً من المسائل لا يزال بحاجة إلى تسوية، بينها واحدة هي الأهم"، من دون الكشف عنها. فيما أعرب بوتين عن أمله في أن تفتح "التفاهمات" التي جرت في ألاسكا الطريق نحو السلام، لكنه أيضاً لم يقدم أي توضيحات إضافية.

وأضافت "فرانس إنفو" أن ترامب حمل زيلينسكي مسئولية كبرى في تقرير مصير الحرب، مؤكداً في مقابلة لاحقة مع قناة فوكس نيوز أن وقف النزاع "يعتمد فعلياً" على موقفه، في وقت كان زيلينسكي الغائب الأبرز عن هذا اللقاء.

وأوضحت أن ترامب أطلعه هاتفياً على أبرز محاور النقاش، قبل أن ينضم لاحقاً قادة أوروبيون عبر الاتصال المرئي، بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إضافة إلى الأمين العام لحلف الناتو مارك روتّه. وقد أكد زيلينسكي أنه تلقى "إشارات إيجابية" من واشنطن بشأن مشاركة أمريكية في ضمان أمن بلاده، معلناً عن زيارته القريبة إلى العاصمة الأمريكية بدعوة من ترامب.

ولفتت القناة إلى أن ترامب بدا متراجعاً عن لهجته الحادة السابقة ضد موسكو، إذ لم يعد يتحدث عن فرض عقوبات جديدة أو "عواقب وخيمة" كما كان يهدد من قبل، بل صرّح قائلاً: "بالنظر إلى ما جرى اليوم، لا أرى أن علي التفكير في ذلك الآن".

وأشارت إلى أن اللقاء اختُتم بأجواء ودية لافتة، حيث مازح بوتين نظيره الأمريكي قائلاً بالإنجليزية: "المرة القادمة في موسكو"، ليرد ترامب مبتسماً: "أعتقد أن ذلك قد يحدث".

هذه الودية، بحسب المحطة، منحت بوتين فرصة العودة بقوة إلى الساحة الدبلوماسية العالمية، رغم استمرار النزاع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وختمت القناة بأن مشهد الاستقبال كان بدوره لافتاً، إذ صفق ترامب لبوتين عند وصوله إلى القاعدة الجوية، قبل أن يتبادلا المصافحات أمام عدسات الإعلام وسط استعراض للقوة العسكرية الأمريكية عبر الطائرات المقاتلة والموكب الرسمي. ثم صعد الزعيمان معاً إلى السيارة المصفحة لترامب لإجراء محادثة قصيرة، قبل الدخول في الجلسة الرسمية بمشاركة بعض المستشارين.

- لوفيجارو: القمة منحت بوتين مكسباً سياسياً واضحاً

بدورها، رأت صحيفة لوفيجارو الفرنسية أن القمة بين ترامب وبوتين منحت الأخير مكسباً سياسياً واضحاً، إذ خرج من عزلته الدولية وفرض نفسه مجدداً على الساحة العالمية، فيما فشل الرئيس الأمريكي في تحقيق أي اختراق حقيقي في ملف الحرب الأوكرانية.

واعتبرت الصحيفة أن ترامب، الذي يقدم نفسه كـ"سيد فن الصفقات"، لم يدرك أن بوتين لا يبرم اتفاقات بل يسعى دوماً لانتزاع المزيد حتى يواجه بالقوة، مؤكدة أن الطموح الروسي في أوكرانيا ليس تكتيكياً أو تفاوضياً بل يحمل بعداً رسالياً ومصيرياً، وهو ما جعل بوتين يعود من ألاسكا وفي جعبته "انتصار سياسي" ولو لم يكن ساحقاً، يتمثل خصوصاً في تخلّصه من صورته كزعيم منبوذ رغم مذكرات الملاحقة الدولية بحقه.

ورصدت الصحيفة الفرنسية، أن القمة التي جمعت ترامب وبوتين في ألاسكا، أثارت موجة واسعة من التعليقات في الصحافة العالمية، حيث رأت وسائل الإعلام الأمريكية والأوكرانية أن بوتين خرج منها منتصراً بعدما تمكن من كسر عزلته الدولية، فيما فشل ترامب في إبرام أي اتفاق ينهي الحرب في أوكرانيا.

وقد لخّصت بعض العناوين الأمر بقولها: "فلاديمير بوتين 1 – دونالد ترامب 0".

وفي المقابل، رحبت الصحافة الروسية، خصوصاً المقربة من الكرملين، باللقاء من دون التطرق إلى مستقبل المفاوضات أو مسار الحرب.

ووصفت صحيفة "كييف إندبندنت" القمة بأنها "مقززة ومخزية وفي النهاية عديمة الجدوى"، معتبرة أن بوتين، "المجرم الحربي الملطخة يداه بالدماء"، تلقى استقبالاً ملكياً في "بلاد الحرية" بينما تواصل طائراته الدرون قصف المدن الأوكرانية.

الصحيفة الأوكرانية نددت بـ"التباين الفاضح" بين الحفاوة التي قوبل بها بوتين، عبر السجاد الأحمر والتحية العسكرية وركوب الليموزين مع ترامب، وبين الإذلال العلني الذي تعرّض له زيلينسكي في واشنطن قبل أشهر قليلة.

وأكدت الصحيفة أن ترامب لم يستوعب بعد أن بوتين "لا يبرم صفقات بل يأخذ ما يُعرض عليه ثم يستولي على المزيد حتى يتم ردعه بالقوة"، مشيرة إلى أن طموح الرئيس الروسي ليس تفاوضياً بل "رسالة قدرية" تتمثل في السيطرة على أوكرانيا.

- القمة بعيون أمريكية

أما في الولايات المتحدة، فقد رأت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ترامب "فرش السجادة الحمراء لبوتين من دون أن يحصل على اتفاق سلام"، مشيرة إلى العرض العسكري الأمريكي الذي رافق القمة، بما في ذلك تحليق القاذفة الشبح B-2 واستعراض مقاتلات F-22 أمام الزعيمين.

كما لفتت الصحيفة إلى "بادرة خضوع غير معتادة" من ترامب حين سمح لبوتين بالكلمة الأولى في ختام لقائهما.

واعتبر كاتبها المخضرم سيرج شميمان أن القمة "واحدة من أكثر اللقاءات غموضاً في التاريخ الحديث، إذ لم تتمخض عن أي وضوح سياسي، بينما بدا بوتين راضياً تماماً عن نتائجها".

من جهتها، رأت صحيفة: وول ستريت جورنال: أن "الجوهر الحقيقي للقمة" يكمن في رفض بوتين إنهاء الحرب أو حتى القبول بوقف مؤقت لإطلاق النار، ما يعني أن "المجازر التي يندد بها ترامب ستستمر على ما يبدو"، في وقت شعر فيه الأوروبيون والأوكرانيون بشيء من الارتياح لأن القمة لم تُفضِ إلى تنازلات أمريكية كبرى في ملف الأراضي الأوكرانية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك