ضغوط أمريكية متزايدة على الأمم المتحدة في عهد ترامب.. أبرز المحطات في 2018 - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 12:54 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ضغوط أمريكية متزايدة على الأمم المتحدة في عهد ترامب.. أبرز المحطات في 2018

أحمد عبيدة
نشر في: الخميس 17 يناير 2019 - 4:26 م | آخر تحديث: الخميس 17 يناير 2019 - 4:34 م

تقلصت ميزانية إدارة الأمم المتحدة للعام المالي 2018/2019 إلى 5.4 مليار دولار بسبب الضغوط الأمريكية، بعد سلسلة من تخفيضات التمويل الأمريكي الذي يؤمّن قرابة 22% من ميزانية الهيئة، ويشمل ذلك التخفيض اقتطاع 600 مليون دولار من المساهمة الأمريكية بنسبة 28% من الميزانية السنوية لقوات حفظ السلام الدولية البالغة 7.8 مليارات دولار، وتخفيض آخر بلغت قيمته 16% من تمويل منظمة الطفولة "يونيسيف".

لكن الاقتطاع الأبرز هذا العام بلغت قيمته 285 مليون دولار فقط، وهو الأبرز كونه عقابيا بشكل فج، فعندما أعلنت 120 دولة من أعضاء الجمعية العامة احتجاجها على قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، رد ترامب مباشرة بإعلان هذا التخفيض.

إلغاء الشراكة مع دول المحيط الهادئ
في 2015 وقعت 12 دولة هي أستراليا وبروناي وكندا وشيلي واليابان وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا وبيرو وسنغافورة وفيتنام والولايات المتحدة، ما يمثل 40% من الاقتصاد العالمي، اتفاقية للشراكة والتبادل التجاري.

اعتبرت إدارة أوباما هذه الاتفاقية بمثابة ثقل موازن للنفوذ الاقتصادي المتنامي للصين، لكن ترامب أبلغ الأمم المتحدة العام المنصرم بإلغائها، وبداية التفاوض على اتفاقية تجارية عمرها 10 سنوات تعرف باسم "نافتا" وتربط الولايات المتحدة تجاريا بكندا والمكسيك.

ووصفت منظمة العمل الدولية الاتفاقية التي ألغاها ترامب بـ"الأفضل من نوعها" لأنها تذهب لأبعد من مجرد إزالة الحواجز الجمركية ، بل تزيل حواجز أخرى بالإضافة إلى ذلك، وتفتح باب المشاركة في استدراج عروض من قبل الدول الأعضاء أمام شركات أجنبية دون إعطاء الأفضلية لشركاتها العامة، مع احترام قانون العمل وفقا لمعايير المنظمة.

الانسحاب من اتفاقية المناخ
تتحمل الولايات المتحدة مسئولية 15% من مجموع الانبعاثات الكربونية عالميا، وترى منظمة الأمم المتحدة للأرصاد الجوية إن الولايات المتحدة قد تضيف 0.3 درجة حرارية إلى المستوى العالمي بحلول نهاية القرن.
وتلزم اتفاقية باريس لمكافحة التغييرات المناخية الولايات المتحدة و187 دولة أخرى بالإبقاء على ارتفاع معدلات الحرارة عند 2 مئوية فوق مستوى ما قبل الثورة الصناعية، ومحاولة خفض هذا المستوى إلى معدل 1.5.

ورفض قطاع المال والأعمال الأمريكي انسحاب ترامب من الاتفاقية، وانتقد مديرو شركات عالمية، مثل جوجل وأبل وشركات نفطية كبرى كإكسون موبيل وشل ومئات الشركات الأخرى، الانسحاب الأمريكي وحثوا إدارة ترامب على البقاء في الاتفاقية والالتزام ببنودها.

رفض ميثاق الهجرة المنظمة
صادقت حوالي 164 دولة عبر العالم على الاتفاق العالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة في مؤتمر للأمم المتحدة بمدينة مراكش المغربية، وغابت عن المؤتمر الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا والدومينيكان وهنغاريا، وعللت الخارجية الأمريكية رفضها للميثاق بأن بنوده "ماسة بسيادتها".

تستند وثيقة مراكش إلى ميثاق الأمم المتحدة وميثاق حقوق الإنسان وإعلان نيويورك للاجئين والمهاجرين الذي تعهدت فيه الدول باعتماد هذا الاتفاق بشأن الهجرة، وهو بمثابة تعبير عن الالتزام المشترك للدول بتحسين التعاون في مجال الهجرة الدولية.

تقويض عمل وكالة «أونروا»
أسست الأمم المتحدة أول منظمة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في نوفمبر 1948 لتقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين وتنسيق الخدمات التي تقدم لهم من طرف المنظمات غير الحكومية وبعض منظمات الأمم المتحدة الأخرى، وفي 8 ديسمبر 1949 وبموجب قرار الجمعية العامة رقم 302، تأسست وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وهي وكالة إغاثة وتنمية بشرية تعمل على تقديم الدعم والحماية لحوالي 4.7 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين لديها إلى أن يتم إيجاد حل لمعاناتهم.

ويقول المتحدث الرسمي باسم الوكالة، سامي مشعشع: "في يناير 2018 أبلغتنا الولايات المتحدة عن تخفيض قدره 300 مليون دولار في الدعم الذي تقدمه لميزانية الأونروا"، جاء الإعلان بعد أسبوع واحد من قطع واشنطن مساعدات للحكومة الفلسطينية بقيمة 200 مليون دولار.

الخروج من الاتفاق النووي الإيراني

قدمت إيران في 16 يوليو 2018 شكوى أمام محكمة العدل الدولية ضد الولايات المتحدة احتجاجا على إعادة فرض عقوبات أميركية عليها بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، ونظرت المحكمة في 27 أغسطس 2018 الدعوى واستمرت الجلسات الشفهية 4 أيام، وفي 3 أكتوبر 2018 أصدرت المحكمة قرارها وأمرت الولايات المتحدة برفع العقوبات التي تستهدف السلع ذات الغايات الإنسانية المفروضة على إيران، كما أمرت ألا تؤثر العقوبات على المساعدات الإنسانية أو سلامة الطيران المدني.

وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت، في 8 مايو 2018، من خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة بـ"الاتفاق النووي الإيراني"، وهي اتفاقية دولية حول البرنامج النووي الإيراني تم التوصل إليها في يوليو 2015 بين إيران والأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن، الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، بالإضافة إلى ألمانيا، واعتبر قادة هذه الدول أن الانسحاب الأميركي يمثل انتهاكا لقواعد مجلس الأمن.
وترى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن الاتفاق الذي أبرم بين إيران والقوى الكبرى في 2015 "لا يزال إطارا قانونيا دوليا ملزما لحل النزاع، وأفضل طريقة لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية، ونحن ملتزمون بالحفاظ على الاتفاق رغم انسحاب واشنطن منه".

التنازل عن عضوية اليونسكو
أوقفت واشنطن تمويلها لليونسكو عام 2011، عندما قبلت المنظمة فلسطين عضوا كاملا، وكانت الولايات المتحدة ضمن 14 دولة من أعضاء اليونسكو، البالغ عددهم 194 دولة، صوتت ضد قبول الفلسطينيين، وتتجاوز الآن المبالغ المتأخرة المستحقة على رسوم عضوية واشنطن السنوية 500 مليون دولار.
وأبلغت إدارة ترامب اليونسكو بإلغاء عضويتها اعتبارا من 31 ديسمبر 2018، وكانت الولايات المتحدة قد غادرت المنظمة 19 عاما من قبل، لتعود إليها في 2003، واتهمت اليونسكو حينذلك بمعاداة أمريكا والعمل لمصالح الاتحاد السوفياتي.

تدعم اليونسكو العديد من المشاريع كمحو الأمية والتدريب التقني وبرامج تأهيل وتدريب المعلمين، وبرامج العلوم العالمية، والمشاريع الثقافية والتاريخية، واتفاقيات التعاون العالمي للحفاظ على الحضارة العالمية والتراث الطبيعي وحماية حقوق الإنسان، بالإضافة لبرامج أخرى في تطوير التربية والتعليم والعلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية والاجتماعية والثقافة والاتصالات والإعلام.

الاستقالة من مجلس حقوق الإنسان
في منتصف العام 2018، أعلنت مندوبة الولايات المتحدة نيكي هيلي استقالة بلادها من مجلس حقوق الإنسان، لأنه "منافق ومتحيز وله مآرب خاصة"، لتعود بهذا القرار إلى مقعدها الأصلي على يسار المجلس المشكل في 2006 ولم تنضم إليه الولايات المتحدة إلا في 2009 ولم تنتخب لعضويته ضمن 47 دولة أخرى إلا في 2012.

لا يعكس الخروج الأمريكي من مجلس حقوق الإنسان سياسات خاصة بإدارة ترامب بقدر ما يعكس مواقف المجلس من الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، فمع جوهرية الخلاف التاريخي حول "إسرائيل"، هناك أيضا انتقادات المجلس المستمرة لاستخدام القوة على الحدود المكسيكية تجاه المهاجرين وفصل الأطفال عن عائلاتهم، بالإضافة لتعاون ترامب مع إدارة "كيم يونج-أون" والضرب بانتهاكات الديكتاتورية العسكرية لحقوق الإنسان في كوريا الجنوبية عرض الحائط.

اقرأ أيضا:
بين السودان المنقسم والأمم المتحدة.. دارفور ونورا حسين وحقوق الإنسان

حصاد الأمم المتحدة لعام 2018| القضايا الإقليمية والقصص الإنسانية الأكثر تداولا في المنصات الإعلامية



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك