سادت حالة من الغضب بين أهالي مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، عقب تداول قرار منسوب لوزارتي التربية والتعليم الفني والتعليم العالي، يقضي بتحويل مدرسة "السلطان عويس" للتعليم الفني المزدوج إلى معهد التعليم التكنولوجي المتقدم، مع وقف قبول دفعات جديدة من الطلاب، وتوزيع الطلاب المقيدين على مدارس أخرى.
وأعرب أولياء أمور عن استيائهم من القرار المفاجئ، مشيرين إلى أن المدرسة تُعد من أنجح مؤسسات التعليم الفني في المدينة، وخرجت على مدار السنوات الماضية عددًا من أوائل الجمهورية.
وقال محمد أشرف، ولي أمر، إن نجله المتفوق في المرحلة الإعدادية رُفض طلب التحاقه بالمدرسة دون إبداء أسباب واضحة، قبل أن يُبلّغ بأن المدرسة توقفت عن القبول لتحويلها إلى معهد تكنولوجي.
وفي السياق ذاته، اعتبرت هانم محمد، ولية أمر، أن ما يحدث "ليس تطويرًا بل نقل وإلغاء للمدرسة" لصالح ما وصفته بـ"كيان ياباني خاص"، مشددة على أن "المدرسة وقف خيري" وأن قرار الإلغاء يتجاهل نجاحها وتاريخها في خدمة التعليم الفني.
وتساءلت: "ليه نييجي على حاجة ناجحة ونلغيها؟ ما نشوف مكان تاني ونسيب المدرسة تكمل زي ما هي؟"، معربة عن تخوفها من أن يتحول المعهد إلى جهة تعليمية بمقابل مادي لا يستطيع كثير من الأهالي تحمّله.
من جانبها، عبّرت الطالبة بسنت أشرف عن قلقها من تأثير القرار على مستقبلها ومئات الطلاب، مؤكدة أن مستوى التجهيزات والورش والتدريب في المدرسة يصعب تعويضه، وهو ما يهدد المسار التعليمي القائم.
وفي السياق ذاته، قال أحد أعضاء هيئة التدريس، إن "مدرسة السلطان عويس وقف خيري"، معتبرًا أن قرار التحويل يمثل "استيلاءً غير مبرر على مؤسسة ناجحة"، مضيفًا: "من الممكن إنشاء المعهد الجديد في موقع آخر دون المساس بالمدرسة".
في المقابل، كشف مصدر مسؤول بمديرية التربية والتعليم بالشرقية، في تصريح خاص لـ"الشروق"، أن القرار الوزاري صدر لتحويل المدرسة إلى معهد تكنولوجي متقدم ضمن بروتوكول تعاون مع الجانب الياباني، مؤكدًا أن المعهد الجديد "سيُحدث طفرة حقيقية" في المدينة، وسيتضمن قبول 450 طالبًا كدفعة أولى، مع تدريبهم على أعلى مستوى وتسفيرهم لليابان لتلقي الخبرات.
ونفى المصدر ما تردد حول بيع المدرسة، مؤكدًا أن التحويل يأتي في إطار تطوير التعليم الفني ورفع كفاءة مخرجاته بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل الحديثة.