بعد مرور أكثر من شهر على كارثة جسر «جنوة» .. إلى أين تتجه جهود إعادة بناؤه؟ - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 9:21 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد مرور أكثر من شهر على كارثة جسر «جنوة» .. إلى أين تتجه جهود إعادة بناؤه؟

جنوة (د ب أ)
نشر في: الإثنين 17 سبتمبر 2018 - 12:21 م | آخر تحديث: الإثنين 17 سبتمبر 2018 - 12:21 م

إن مشهد جسر ينتهي إلى لا شيء يثير شعورا بالصدمة، فلا تزال هناك كتلتان كبيرتان من الخرسانة فقط في وضع رأسي في موقع انهيار الجسر فى جنوة بعد شهر تقريبا من وقوع الكارثة، والكلمات التي تتردد على ألسنة الجميع تتمثل فى "أمر لا يصدق .. مستحيل .. غير مفهوم".

إن أجواء من الصمت باتت تخيم على منطقة الجسر، فقد اختفى ضجيج حركة المرور عليه، منذ أن تفكك وانهار ذلك الجسر البالغ طوله 180 مترا من ارتفاع 45 مترا يوم الثلاثاء 14أغسطس ودمر معه عشرات من المركبات. وحصدت تلك الكارثة أرواح 43 شخصًا ودمرت روتينًا يوميًا لمدينة بأكملها.

وما زالت معظم الأنقاض تقبع في مكان سقوطها ، وما زالت بقية الجسر تراوح مكانها. ويعتزم ماركو بوتشي، عمدة جنوة أن يبدأ العمل الشهر المقبل في هدم القسمين المتبقيين ، وسيتم بناء الجسر الجديد بحلول نهاية عام 2019.

وكانت إيريس بونتشي ، واحدة من الذين تضرروا من الكارثة بشكل غير مباشر بعد فترة من انهيار الجسر حيث إنها واحدة من أكثر من 550 من السكان المحليين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم.

ولم يعد لدى بونتشي الرغبة في الالتقاء بأحد فى موقع المأساة ، لكنها بالتأكيد مستعدة للتحدث. وحقيقة أن منزلها يقع مباشرة تحت الجسر يعني أنها لن تعود على الأرجح إلى العقار الذي تبلغ مساحته 103 أمتار مربعة ، والذي انتقلت إليه قبل ثمانية أشهر فقط.

وتقول: "لكن ذكريات حياة بأكملها حاضرة هناك ". وأبدت بونتشي التي تعمل معلمة، غضبها من عدم السماح لها حتى بالعودة إلى المنزل لفترة وجيزة لجمع بعض ممتلكاتها العزيزة عليها . لكن المهندسين يقولون إن بقاء جانبي الجسر قائمين، يحمل فى طياته أخطارا محتملة .

وكانت المنازل كائنة هناك قبل فترة طويلة من بناء الجسر. وقد اعتبر الجسر حينذاك الحل المثالي لمشاكل المرور في المدينة الساحلية ، التي يحيط بها البحر والجبال.

وافتتح الجسر الذي صممه المهندس المعماري ريكاردو موراندي، في عام 1967 ، وربط المدينة بالبحر وميناءها ، وهو واحد من أهم الموانئ في جنوبى أوروبا ، وبجنوبى فرنسا والمناطق الإيطالية المتاخمة .

وربما يكون المواطن العادي في جنوة قد استخدم ذلك الجسر آلاف المرات. وكلما ازداد عمر الجسر ، كلما تعين على الكوابل الفولاذية المغطاة بالخرسانة أن تتحمل وبصورة أكبر الجهد الخاص بالأعمدة الثلاثة.

ولا تتجنب مواطنة أخرى تدعى "مارييلا" الجسر المنهار ، بل تعود مرارًا وتكرارا إلى منزلها الكائن بشارع " وولتر فيلاك " الذي تضرر من تلك الكارثة حيث لم تعد قادرة على العيش به، ولكن لا تزال ترى وجوهًا مألوفة.

تقول مارييلا التي عاشت في منزلها منذ 38 سنة: "خلال الأيام الأولى التي تلت الكارثة ، كان هذا الصمت هو أسوأ شيء". وتضيف: "لم تسمع فقط حركة المرور ، ولكن أيضا أصوات أجهزة التلفاز التى كانت مستمرة طوال اليوم ، والأطفال الذين كانوا يصيحون في الشارع.. ثم (فجأة) مات كل شيء".

وأقيمت يوم الجمعة الماضى مراسم تأبين للضحايا الثلاثة والأربعين الذين لقوا حتفهم جراء الكارثة .والآن فإن قائمة المشكلات التي يتعين حلها هى قائمة طويلة . ويتم الآن إغلاق عدد من طرق الربط المهمة التي تقود إلى المنطقة التى كانت واقعة أسفل الجسر.

ووجه رئيس البلدية بشكل متحفظ ، الحكومة الوطنية الشعبوية بروما بأن النزاع بشأن إعادة البناء غير مفيد.

ولا ترغب حركة الخمس نجوم بتكليف شركة "أوتوسترادى بير لإيطاليا" المعنية بإنشاءات الطرق السريعة، بعملية بناء الجسر الجديد بعد إلقاء اللوم عليها فيما يتعلق بالكارثة .

ويرى عمدة المدينة نفسه حائرا بين هذا وذاك. ويقول: "أنا أعمل من أجل الجسر وليس من أجل السياسيين". والهدف هو أن يقوم المهندس المعماري رينزو بيانو بتصميم الهيكل الجديد.

لا يزال سكان جنوة يتشككون في إمكانية إكمال المشروع بنهاية العام المقبل. يقول جوزيبي كوستا ، الذي يدير حديقة للأسماك في الميناء: "إيطاليا جيدة للغاية في ضمان استحالة أن تسير الأمور بسرعة".

وأضاف: "الأشخاص من الخارج يعتقدون أن جنوة لم يعد بالإمكان الذهاب إليها"، وذلك فى معرض النظر إلى الطريقة التي انخفض بها عدد الزائرين إلى حديقة الأسماك بنسبة تصل إلى 50 في المائة مقارنة بالعام الماضي، ويعلق قائلا: "جنوة الآن في حالة حداد – اقتصاديًا".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك