حكايات من إفريقيا.. وجوه شابة لفتيات يحاولن تغيير مجتمعاتهن - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:48 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكايات من إفريقيا.. وجوه شابة لفتيات يحاولن تغيير مجتمعاتهن

اعمال عنف في احدى المجتمعات الافريقية - ارشيفية
اعمال عنف في احدى المجتمعات الافريقية - ارشيفية
الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الخميس 18 مارس 2021 - 6:45 م | آخر تحديث: الجمعة 19 مارس 2021 - 3:58 م
إفريقيا على مدار العصور كانت منبعا لكثير من العقول التي حققت نجاحات واسعة على مستوى العالم، ومستوى مجتمعاتهم وتطورها، في مجالات مختلفة سياسية وعلمية واجتماعية وخدمية، وكانت للمرأة الإفريقية مساهماتها في كل ذلك عبر السنين للمساعدة في نهضة مجتمعها.

وفي ضوء ذلك نقترب من بعض القصص لشابات إفريقيات يحاولن تنمية مجتمعاتهن النامية في مجالات مختلفة، والبداية مع إليهور توماس، وهي رائدة أعمال في مجال التكنولوجيا، تستهدف تنمية الأعمال التجارية الكبرى في دولتها، من خلال ربط المبرمجين الشباب بأصحاب العمل، وهي أكثر من 10 سنوات خبرة في مجال تكنولوجيا المعلومات والمبيعات والتوظيف، كما أسست منصة خاصة تساعد الشباب في العثور على عمل وهي أيضًا ومدربة لعشاق التكنولوجيا، دربت أكثر من 1000 شخص في تطوير البرمجيات.

في مدينة لاغوس، بولاية دلتا النيجيرية، ولدت إليهور توماس، وسط ثلاث فتيات، حاول والدهن تشجيعهن طول الوقت على الدراسة وحب النجاح والتفوق، كما ساهمت مدينتها في تنمية روح العمل والتجارة داخلها منذ الصغر، لأنها مكان نشط تجاريا ويحوي 17 مليون مواطن.


وقالت توماس لـ"الشروق": "كان والدي دائما يقول لا أرى مستحيلا أبدا على الفرد أن يحقق ما يريد، وهذه الكلمات كانت الدافع القوي لكي استمر، ووالدي كان يحب التعليم كثيرا، وكان يدعمنا بشراء الكتب، اعتقادا منه أن التعليم هو مفتاح النجاح، لذلك لم يتنازل أبدا عن هذه الخطوة في حياتنا، حتى في أشد الأوقات وصعوبة دفع الرسوم المدرسية أحيانا بسبب الظروف المالية".

درست توماس الهندسة ولكنها كانت تشعر دائما أن مكانها سيكون "سيدة أعمال" لا مجرد موظفة في شركة، وفي عام 2017، قررت المزج بين دراستها وبين أحلامها، فأسست شركة تقنية "كودلين"، لمساعدة مهندسي البرمجيات الأفارقة في الوصول إلى الوظائف المناسبة لهم والتي يحلمون بها، على حد قولها.

وقررت توماس، أن تبدأ مشروعا كهذا لأنها كافحت للعثور على وظيفة مريحة بالنسبة لها، وواجهت العديد من التحديات الصعبة، وواجهت ظروف عمل صعبة أثناء عملها كمهندسة برمجيات في شركات مختلفة، لذلك فكرت في حل هذه المشكلة من خلال شركتها، لتأهيل ومساندة الشباب.

وعن سبب اختيارها هذا المجال تحديدا للعمل فيه قالت توماس: "نحن في عصر التكنولوجيا، التي تنمو بسرعة في مجتمعاتنا، وتتزايد الحاجة إلى الأشخاص ذوي المهارات الرقمية، وتشير تقديرات ميكروسوفت إلى أنه سيكون هناك 149 مليون وظيفة تقنية جديدة في عام 2025، ولم تتخلف إفريقيا ونيجيريا عن الركب في هذا التقدم الرقمي، ففي عام 2020، كان قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هو القطاع الأسرع نموًا في نيجيريا، وازدادت الحاجة إلى مهندسي البرمجيات خاصة بعد إغلاق الذي سببه الوباء، نظرًا لأننا في مجال توظيف مهندسي برمجيات عالي الجودة للشركات، فإننا نخلق فرص عمل ونقود الابتكار في البلاد".

وتحاول توماس مساندة الفتيات في مجتمعها، من خلال إرشاد رائدات أعمال في مراحل مبكرة من عملهن، ودعم برامج اكتساب المهارات الرقمية للفتيات، وذلك إيمانا منها بدور المرأة في ميدان العمل، وإرداة لمحو العادات القديمة التي كانت تضع المرأة في المطبخ، على حد وصفها.

وقالت إن بعض المناطق في نيجيريا لا تسمح للطفلة بالتعلم، ويتم تزويجهن في سن مبكرة، وهذه الخلفية الثقافية تلعب دورا في تخلي النساء عن أحلامهن سريعا، وتعتقد أن الافتقار إلى الحافز والحيز المجتمعي يؤثران أيضا على قدرات النجاح لدى الفتيات.




ومن نيجيريا إلى السودان، حيث تحدثنا مع إحدى رائدات الأعمال الشابات، هديل عثمان، والتي تم اختيارها ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في إفريقيا لعام 2020، في جوائز الشباب الإفريقي، والتي تحدثت إلى "الشروق" عن مشروعها وأحلامها.

ولدت هديل، في الإمارات العربية المتحدة لأبوين سودانيين، وسط عائلة محبة للفن والموسيقى والتعبير الإبداعي عن الذات، لذا منذ صغرها تعرضت لمجموعة متنوعة من الأشكال الفنية، وأتيحت لها الفرصة لتجربتها كهوايات.

في عام 2018 قررت هديل أن تقيم مشروع في بدلها السودان، وهو "دافو ستوديو"، استوديو إبداعي متعدد التخصصات يعتمد على مفهوم دمج الهوية المرئية مع التصميم والفن والاستدامة والتوجيه الإبداعي، وشركة تقدم مجموعة متنوعة من الخدمات المرئية للعملاء داخل القارة الأفريقية، تشمل هذه الخدمات الاستشارات الإبداعية، التوجيه الإبداعي، التطوير، والتصميم الجرافيكي، وتصميم الأزياء، والتوجيه الفني وبحوث الاستدامة وإعادة التدوير لخلق نظام بيئي حيوي.


تحكي هديل عن طفولتها، أنها كانت متعلقة بشدة بمجال العلوم، وتركيزها منصب باتجاهه، ولم تشعر بانجذاب تجاه أي من الفنون، وكانت تظن أنها ستلتحق بمجال العلوم في الجامعة ويكون ذلك مجال عملها، ولكن المنزل وما وفره لها جعلها تسلك طريق مختلف.

تقول هديل: "درست الاتصال المرئي والتسويق لأنني أردت دراسة الإعلام العام والدراسات الفنية دون تخصص، كل ذلك مع فهم الجانب التجاري للأشياء في نفس الوقت، وأعطتني القدرة على دراسة كليهما في نفس الوقت إرشادات واضحة جدًا حول كيفية إدارة الصناعة، ولقد شجعني إخوتي ووالدي على متابعة الدراسة في الفنون لأنهم رأوا إمكاناتي العديدة في هذا المجال".

وتابعت: "دعمهم وتشجيعهم سهل العملية عليّ ولم أشعر بالحاجة إلى الاستمرار في مجال العلوم، فأنا بحاجة إلى القيام بما يناسبني وشخصيتي وموهبتي".

وأكملت: "لقد اخترت مهنتي الحالية لأنه بصرف النظر عن كونها ما حلمت به، فهي أكثر ما يناسبني لأكون قادرة على العمل في المجال الإبداع فإنني أستفيد من مجموعة متنوعة من الأسواق ومع نمو اهتماماتي كل يوم يمكنني التوسع والتطور".

وترى هديل، أن المجتمع السوداني يحتاج إلى الفنون بمختلف مجالاتها، لا سيما خلال التغيرات التي طرأت بعد ثورة ديسمبر 2018، والتي حظى الفن باحترام كبير بعدها، حيث اعتمدت بشكل كبير على الفن المرئي كشكل من أشكال التقريب بين الناس، على حد قولها.

وأضافت: "بلدنا مليء بالقصص والأشخاص والإمكانيات التي يجب عرضها بأفضل جودة ممكنة، أنا فخوره جدًا بالتطورات التي نشهدها في المجالات الإبداعية ويمكن أن تكون مصدرًا كبيرًا للتمكين الاقتصادي لنا وكذلك الصلة الإقليمية والدولية".

ولا تفلت هديل فرصة لمساندة النساء في بلدها، سواء في شكل العمل معا في مشاريع إبداعية أو دعم أفكارهن وأعمالهن، أو بالاستماع وتوفير فرص عمل، وتبذل قصارى جهدها لرفع أصوات النساء في مجال عملها، لأن هذا يساعد على بناء شراكات نسائية.

وتطرقت بالحديث إلى نظرة مجتمعها للمرأة، قائلة: "عادة ما يُنظر إليّ، كامرأة، على أني عاطفية وكأنه شيء سلبي، أو عيب، بينما اعتقد أن هذا أحد نقاط قوتي، أحيانًا استفيد من الجانب العاطفي عند إنشاء مشروع لأنه يضيف بالفعل لعملي، ولا تؤخذ النساء بشكل عام على محمل الجد، وأرى أن ذلك يحدث كثيرًا لي ولزميلاتي".

واستطردت: "نحن نعمل أيضًا في مجال يهيمن عليه الذكور ونحتاج إلى التأكد من أننا نتميز بطريقة ترفع من شأننا وأن عملنا يتحدث نيابة عنا، والأهم من ذلك، هو أننا لا نعيش دور الضحية ونثبت بالفعل قيمتنا، لكسر هذه الصور النمطية المعادية للمرأة وإحداث تغيرات يمكن بالفعل رؤيتها في المستقبل القريب".


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك