السينما وصورة العرب (8).. One Day in September فيلم تسجيلي يستجدي التعاطف مع الإسرائيليين - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 7:48 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السينما وصورة العرب (8).. One Day in September فيلم تسجيلي يستجدي التعاطف مع الإسرائيليين

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الإثنين 18 مارس 2024 - 6:58 م | آخر تحديث: الإثنين 18 مارس 2024 - 6:58 م
تستعرض «الشروق» على مدار سلسلة تمتد 15 يومًا، حلقات تتضمن حديثا عن السينما الأمريكية وعلاقتها بتكوين صورة مشوهة عن العرب بعد أحداث 11 سبتمبر، وكيف تنهار هذه الصورة وتتفتت بسبب منصات التواصل الاجتماعي، من خلال كشف مدى مساهمة الحكومات الأمريكية في قهر الشعب الفلسطيني والمساعدة على إبادته على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

فتبدأ تلك الحلقات من الجندي الذي أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، إلى الشباب الذين أعادوا اسم أسامة بلادن إلى التريند على منصات التواصل الاجتماعي لقراءة رسالته إلى أمريكا، ومحاولة فهم لماذا يكره هذه الدولة، إلى جانب المئات من الاحتجاجات السلمية والوقفات الصامتة التي تُجرى على أرض الولايات المتحدة دعما لفلسطين منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن، وعشرات التوقيعات على رسائل تطالب بوقف إطلاق النار، ووقف الحرب في غزة من مشاهير هوليود مثل "جون ستيوارت، وخواكين فينيكس، ومارك روفالو، ورامي يوسف، وريز أحمد وغيرهم"، كما شارك البعض بشكل مباشر في مظاهرات في الشارع مثل سوزان ساندرون.

وقد كانت حرب غزة هي الحجر الضخم الذي حرك المياه الراكدة بعد سنوات من تكريس صورة معينة عن العرب كإرهابيين، في عشرات الأفلام، ذات الإنتاجات الضخمة، ولكن في عصر منصات التواصل الاجتماعي يرى العالم ما يحدث من قتل وإبادة مباشرة، ويستطيع كل فرد الحكم بنفسه وتحديد موقفه.

* يوم واحد في سبتمبر "One Day in September"

يروي فيلم كيفن ماكدونالد التسجيلي، الحائز على جائزة الأوسكار، ساعة بساعة القصة المعروفة تاريخيا لمحاولة التفاوض مع المجموعة الفلسطينية التي نفذت عملية ميونخ الشهيرة، ومحاولة إنقاذ الرياضيين، ففي 5 سبتمبر 1972، شق مقاتلون ينتمون إلى فصيل أيلول الأسود الفلسطيني طريقهم إلى القرية الأولمبية في ميونيخ، واختطفوا 12 رياضيًا إسرائيليًا واحتجزوهم.

وتسبب الفيلم في ضجة كبيرة، وقد هاجمه المفكر العربي إدوارد سعيد، وقال إنه يظهر الفلسطيني وكأنه شخص مٌجرد من الإنسانية، وإرهابي، متجاهلًا الفظائع الإسرائيلية التي تنفذها في فلسطين.

وأكد سعيد، أن الفيلم لا يحتوي على معلومات جديدة ولا يخدم أي غرض سوى "الدعاية الصهيونية"، وحاول مخرج الفيلم الدفاع عن نفسه ضد هجوم سعيد بمقال نشر في صحيفة الجارديان، وقال فيه: "سعيد محق في أن العديد من الفظائع التي ارتكبتها الحكومة الإسرائيلية يمكن أن تكون أيضًا موضوعًا لفيلم لكنها ليست موضوع هذا الفيلم، يتناول هذا الفيلم حدثًا واحدًا، يوم واحد من شهر سبتمبر، وليس 50 عامًا من الصراع العربي الإسرائيلي".

يركز الفيلم أيضا على إلقاء اللوم على القوات الألمانية المسئولة عن تأمين أولمبياد ميونخ عام 1972، حيث لم تجد المجموعة الفلسطينية أي صعوبة في التسلل إلى المكان، حيث يلمح الفيلم إلى أن المسئولين الألمان اختاروا التساهل الشديد فيما يتعلق بالأمن أثناء الألعاب، لإعطاء الانطباع بأن الدولة الألمانية أصبحت أقل عسكرية مما كان لا يزال موجودًا في أذهان الجمهور.

الفيلم من إنتاج آرثر كوهن وإخراج كيفن ماكدونالد، صدر عام 1999، وعرض لأول مرة في الولايات المتحدة على HBO عام 2000، وهو فيلم تسجيلي مدته 90 دقيقة.

ويظهر في الفيلم الناجي الوحيد من المجموعة التي نفذت عملية ميونخ، ويدعى جميل الجاشي، ووافق على المشاركة في الفيلم، ولكنه ظهر بصوته فقط مع صورة مظللة على وجهه، ومن بين الجمل التي قالها في الفيلم: "أنا فخور بما فعلته في ميونيخ، لقد شعرت بالفخر الشديد لحصولي على فرصة لمواجهة الإسرائيليين".

ويضم الفيلم لقاءات مصورة مع صحفيين غطوا الأحداث حينها، وجنرالات من دولة الاحتلال لتحليل الحدث عسكريا، وأيضا ضباط شرطة ألمان، وخبراء عسكريون، وأفراد من أسر الرياضيين القتلى.

وكانت أولمبياد ميونيخ أول عودة للألعاب الأولمبية إلى مدينة ألمانية منذ دورة الألعاب الأولمبية عام 1936 في برلين، التي استخدامها أدولف هتلر كمنصة لنشر الأيديولوجية النازية، واتسمت هذه الدورة بمعاداة السامية والعنصرية.

وقد نفذ الكيان الصهيوني سلسلة من عمليات الاغتيال بعد هذا الحادث، في عدد من مدن العالم، للانتقام لمقتل 11 رياضيًا إسرائيليًا في أحداث ميونخ، حيث تشكلت لجنة إسرائيلية سرية برئاسة رئيسة الوزراء الإسرائيلية، جولدا مائير، ووزير الدفاع موشيه دايان، للرد على مقتل الرياضيين الإسرائيليين الـ11، ويقال إن هذه اللجنة أقرت اغتيال كل مَن له علاقة بصورة مباشرة أو غير مباشرة بمنظمة "أيلول الأسود" بحسب دائرة المعارف البريطانية.

وقتلت فرقة الاغتيال في البداية وائل زعيتر، ممثل منظمة التحرير في إيطاليا، ثم استُهدف محمود الهمشري، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في باريس، وخلال الأشهر التالية تم اغتيال 4 آخرين هم باسل الكبيسي وحسين البشير وزياد مونشاسي ومحمد بودية، ولم يتعرض الفيلم التسجيلي إلى هذا الجانب من قصة ميونخ.

اقرأ أيضا
السينما وصورة العرب (7).. الموت قبل العار فيلم يصور الفلسطينيين إرهابيين وليسوا ضحايا للاحتلال


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك