في منزل الوحي (9).. تأديب رباني للمؤمنين بخفض أصواتهم في مجلس النبي - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 10:01 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في منزل الوحي (9).. تأديب رباني للمؤمنين بخفض أصواتهم في مجلس النبي

محمد حسين
نشر في: الثلاثاء 19 مارس 2024 - 9:29 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 19 مارس 2024 - 9:29 ص
اختص الله شهر رمضان المبارك، بفضائل عدة دون غيره من شهور السنة، حيث شهد ابتداء نزول القرآن الكريم على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في ليلة القدر جملة واحدة؛ إيذانا ببدء بعثة النبي وتكليفه بالرسالة.

وبعد نزول القرآن جملة واحدة في ليلة القدر، تفرّق نزول آياته بعد ذلك على امتداد سنوات البعثة النبوية بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وارتبط نزول كل آية قرآنية بفرض حكم، أو تفسير أمر أو العبر والعظات من تاريخ الأنبياء والأمم السابقة.

نعايش ونستحضر روح القرآن مع قرّاءنا، من خلال حلقات مسلسلة على مدار النصف الأول من شهر رمضان تحت عنوان "في منزل الوحي"، ونتناول خلالها مواقف نزول الآيات وأبرز ما ورد عنها بكتب التفسير والسيرة النبوية.

الحلقة التاسعة:

نواصل في حلقة اليوم مع قوله تعالى في سورة الحجرات: "يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي"، وهي أحد الآيات التي حثّت على آداب المجالس بما لا يؤذي حاضريها، وتمثل ذلك في أمر رباني للصحابة بألا يرفعوا أصواتهم في مجلسهم عند رسول الله.

* ثابت بن قيس

عن أنس بن مالك قال: لما نزلت هذه الآية: "يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي"، جلس ثابت بن قيس في بيته وقال: أنا من أهل النار واحتبس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - سعد بن معاذ فقال: يا أبا عمرو ما شأن ثابت اشتكى؟ فقال سعد: إنه لجاري وما علمت له شكوى، قال: فأتاه سعد فذكر له قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال ثابت: أنزلت هذه الآية، ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بل هو من أهل الجنة".

* بشرى بالجنة

وروي أنه لما نزلت هذه الآية قعد ثابت في الطريق يبكي، فمر به عاصم بن عدي فقال: ما يبكيك يا ثابت؟ فقال: هذه الآية أتخوف أن تكون نزلت في، وأنا رفيع الصوت أخاف أن يحبط عملي، وأن أكون من أهل النار، فمضى عاصم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وغلب ثابتا البكاء، فأتى امرأته جميلة بنت عبد الله بن أبي ابن سلول، فقال لها: إذا دخلت بيت فرسي فشدي علي الضبة بمسمار، وقال: لا أخرج حتى يتوفاني الله أو يرضى عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

فأتى عاصم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره خبره فقال له: اذهب فادعه، فجاء عاصم إلى المكان الذي رآه فلم يجده، فجاء إلى أهله فوجده في بيت الفرس، فقال له: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوك ، فقال: اكسر الضبة فكسرها، فأتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما يبكيك يا ثابت؟ فقال: أنا صيت وأتخوف أن تكون هذه الآية نزلت في، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة؟ فقال: رضيت ببشرى الله ورسوله، ولا أرفع صوتي أبدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله: (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله)، وفقا لما ورد بتفسير البغوي.
أقرأ أيضاً:


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك