عمران دقنيش.. وجه الحياة الجريح - بوابة الشروق
الأربعاء 14 مايو 2025 11:59 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

عمران دقنيش.. وجه الحياة الجريح

دقنيش
دقنيش
إسماعيل الأشول
نشر في: الجمعة 19 أغسطس 2016 - 7:44 م | آخر تحديث: الجمعة 19 أغسطس 2016 - 7:44 م
- الصورة صارت رمزًا لمعاناة المدنيين فى دوامة الحرب السورية

بوجه مخضب بالدم والتراب، وقَصّة شعر تليق بطفل وسيم فى الرابعة من عمره، وجد الطفل السورى عمران دقنيش، نفسه أمام عدسة كاميرا المصور محمود رسلان، أمس، على مقعد داخل سيارة إسعاف، بعد سقوط جدران بيت العائلة عليه وعلى شقيقه الذى يكبره بعام واحد، وشقيقتيه (8 و11 عاما)، والأم والأب، وخرج الجميع أحياء، فى غارة لقوات النظام السورى، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية اليوم.

مولد «دقنيش» فى حى القاطرجى شرق مدينة حلب السورية، التى تعد من أقدم مدن العالم، وضعه فى مرمى قصف القوات النظامية، فى حين يستقبل أمثاله من أطفال غرب المدينة، الملقبة بالشهباء، قذائف قوات الفصائل المسلحة، منذ تقسيم المدينة فى عام 2012 بين جزء شرقى تسيطر عليه الفصائل، وآخر غربى يخضع لسيطرة نظام الرئيس السورى بشار الأسد.

لم يبك ابن الأعوام الأربعة ولم يصرخ، إذ إن الفزع الذى اعتراه كان من النوع الذى يفوق قدرته كطفل على التعبير، بعد انتشال المسعفين له من تحت أنقاض البيت، قبل الوصول لبقية أفراد العائلة.

تحسس، بكفّه الصغيرة، الدم على خدّه الذى لطالما استقبل قُبلات الأهل، ومسحه بالمقعد كمن يتخلّص من أذى طاله بغتة، ثم نظر، فى ذهول، إلى عدسة رسلان، دون أن يفتح فمه بكلام أو تنفرج شفتاه عن بسمة يعتاد الأطفال إطلاقها فى مناسبات التقاط الصور.

ونقلت الوكالة الفرنسية عن المصور رسلان (27 عاما) قوله : «التقطت العديد من صور الأطفال القتلى أو الجرحى جراء الغارات اليومية»، معتبرا الطفل «يلخص معاناة الأطفال الذين يتعرضون يوميا للقصف حتى وهم داخل منازلهم».

أعادت صورة دقنيش إلى الأذهان صورة الطفل إيلان الكردى اللاجئ السورى، ابن الأعوام الثلاثة، الذى جرفته مياه البحر، إلى أحد الشواطئ التركية فى سبتمبر من العام الماضى، حتى إن موقع «روسيا اليوم» نشر تقريرا اختار له عنوانا يقول : «أطفال سوريا.. عمران إن بقيت، إيلان إن غادرت».

وأبكت الصورة نفسها، مذيعة محطة سى إن إن، كاتى بولدوان، على الشاشة، وهى تقول عن الطفل الصغير: «لم يبك ولو لمرة واحدة، إنه فى صدمة.. خسر عائلته فى سلسلة من الحروب والفوضى»، وأضافت: «هذا هو عمران.. مازال على قيد الحياة.. أردنا منكم أن تعرفوا».

الصورة التى صارت رمزا لمعاناة المدنيين فى دوامة الحرب السورية، لن تحكى المزيد عن صاحبها، والمؤكد أن العالم سينتظر لسنوات قبل أن يعود عمران دقنيش بذاكرته إليها، ليروى ما وراءها مما لم ترصده عدسة الكاميرا.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك