أعلنت محافظة شمال سيناء، أعلى درجات الاستنفار والتأهب في إثر الهجوم الإرهابي المدبر لكمين متحرك لقوات الشرطة داخل أحد أحياء مدينة العريش الذي أسفر عن استشهاد 5 أفراد شرطة وإصابة 3 آخرين، وإصابة مواطنين مدنيين.

وأصدرت قيادات الأمن تعليماتها لجميع الأفراد بتوخي أقصى درجات الحذر والتعامل الفوري مع أي تهديدات محتملة.

وبدأت نيابة شمال سيناء التحقيق في ملابسات الهجوم الإرهابي الذي وقع منتصف ليل أمس الأربعاء، ضد ارتكاز متنقل مكون من مدرعتين للشرطة بميدان العتلاوي في حي الفواخرية بالعريش، وبدأ فريق النيابة العامة برئاسة المستشار عماد الدهشان، المستشار العام الأول لنيابات شمال سيناء، إجراءات التحقيقات.

وأصدرت النيابة قرارها بندب الأدلة الجنائية لعمل معاينة تصويرية لمكان الهجوم لمعرفة أسبابه وبدايته ونهايته، والأسلحة المستخدمة، وسؤال الشهود المتواجدين أثناء الواقعة وطلبت النيابة تحريات إدارتي الأمن الوطنس والبحث الجنائي حول واقعة الهجوم، وطالبت الأجهزة الأمنية بسرعة ضبط واحضار الجناة.

أعلنت الداخلية، أسماء شهداء كمين العتلاوي بحي الفواخرية دائرة قسم شرطة ثالث العريش، مشيرة إلى أن مجهولين، أطلقوا الأعيرة النارية تجاه القوة الأمنية المعينة لملاحظة الحالة الأمنية، وتبادلوا النيران مع الإرهابيين.

وأسفر الهجوم عن استشهاد كلٍ من المقدم تامر تحسين أحمد زكي العشماوي من قوة مديرية أمن شمال، والنقيب محمد نادر السيد ديناصوري، من قوة قطاع الأمن المركزي، والنقيب محمد فؤاد شحاتة، من قوة قطاع الأمن المركزي، والعريف محمود عبد الواحد السيد، من قوة مديرية أمن شمال سيناء، والمجند رجب إبراهيم، من قوة قطاع الأمن المركزي.

كما أسفر التعامل عن إصابة 3 مجندين من قوة قطاع الأمن المركزي، وكشف بيان صادر من مستشفى العريش العام بشمال سيناء، أن المستشفى استقبل مدنيين اثنين مصابين في الهجوم الإرهابي على كمين شرطة في ميدان العتلاوي.

وأوضح المصدر أن المصابين المدنيين هما (وليد . ا ) - 29 عامًا، مصاب بطلق ناري بالفخذ الأيسر، و(حسام. س) 31 عامًا، مصاب بطلق ناري بالكتف الأيمن، وجارٍ حاليا إسعاف المصابين وتم اخطار الجهات المعنية.

وروى شهود العيان أن مجموعات مسلحة يرجح أنهم أربع مجموعات من الملثمين لا تقل عن 15 فردا، كانوا يرتدون ملابس شبه عسكرية ويحملون أسلحة رشاشة كلاشينكوف، ومتعدد 250 ملم «بيكا» تسللوا من 3 شوارع فرعية بجوار ميدان العتلاوي وسط حي الفواخرية، وباغتوا الكمين بإطلاق الرصاص وانسحبوا في شوارع فرعية بسرعة فائقة، ونفى الأهالي اختطاف مدرعة الشرطة، مشيرين إلى أن الجندي سائق المدرعة إنطلق بها في شارع فرعي وهو مصاب بالرصاص حتى توقف قرب مسجد الشيخ عيد، وقام الأهالي بإبلاغ سيارة إسعاف حضرت للمكان ونقلت المجند المصاب إلى المستشفى.

كما قام الأهالي بعد لحظات من فرار المسلحين، بتغطية جثث القتلى من أفراد الشرطة، وتجميع المصابين والمساهمة في نقلهم بسيارات الإسعاف التي وصلت للمكان، حتى وصلت مدرعات الشرطة من أكثر من اتجاه وقام أفراد المدرعات باطلاق أعيرة نارية تحذيرية بكثافة في الهواء، حتى خلت المنطقة من الأفراد، وحل موعد حظر التجوال الساعة 1 صباحا، لتبدأ تحركات أمنية واسعة النطاق في الأحياء بحثا عن المتورطين في الهجوم.

و ذكر مصدر أمني أن المجموعة التى استهدفت كمين «العتلاوي» هي نفس المجموعات التي احرقت شركة نظافة العريش «كير سيرفس» الفترة الماضية، وهم يشكلون خلايا زرع العبوات الناسفة في شوارع العريش واستهداف المدرعات.

وفي سياق متصل انتشرت الآليات الشرطية وآليات القوات المسلحة في الكثير من المحاور بالعريش والطريق الدولي الساحلي، وحلقت طائرات حربية في سماء الشيخ زويد ورفح، وشهدت مناطق جنوب الشيخ زويد قصفا جويا وعمليات برية وإطلاق قذائف وأعيرة نارية على مدار الساعة.

وكان 3 أفراد من قوات الأمن قد أصيبوا أمس الأربعاء، جراء انفجار عبوة ناسفة قرب طريق مؤدي لارتكاز كرم القواديس، والمصابين هم ملازم أول طارق (ع. س) 22 عامًا، والرقيب (فريد. ح) 29 عامًا، والمجند (محمد. م) 21 عامًا، من قوات الأمن، جراء التفجير وتم نقلهم إلى مستشفى العريش العسكري.

فيما أصيب جنديين إثر انفجار عبوة ناسفة قرب مدرعة أثناء عمليات تمشيط بالطريق الدولي الساحلي غرب العريش، وأن أحد الجنديين يدعى (جمعة. م)21 عاما، وأصيب بشظايا في الرأس وحالته حرجة بينما أصيب المجند الأخر بإصابات طفيفة وتم علاجه بموقع الإنفجار.