الاهتمام البالغ بالبيئة والمهاجرين والمتضررين من الفقر والحروب، والتغييرات المهمة على الهيكل البطريركي للكنيسة الكاثوليكية، قضايا ارتبطت بمسيرة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان الذي رحل عن عالمنا اليوم الاثنين عن عمر ناهز الـ88 عاما.
تقليد المرأة مناصب قيادية في الفاتيكان
خلال فترة حبريته التي امتدت 12عاماً، سلط البابا فرانسيس الضوء على معاناة المرأة في المجتمع. واتخذ خطوات مهمة لتوسيع فرصها في الكنيسة ومعالجة هيكلها الأبوي. وتجلى ذلك من خلال إشراكه للنساء في سينودس عام 2024 (ملتقى فكري فاتيكاني يضم أساقفة وكاردينالات من مختلف دول العالم)، ومنح حق التصويت لـ 57 امرأة من أصل 368 مشاركا، وفقا لموقع "ذا كونفرذيشن" الإخباري.
ويُعد تعيينه لحوالي 20 امرأة في مناصب قيادية في الفاتيكان حدثاً غير مسبوق. ويشمل ذلك تعيين الراهبة الإيطالية سيمونا برامبيلا مؤخراً لقيادة إحدى دوائر الفاتيكان.
كما دعم البابا فرانسيس بقوة مشاركة المرأة في المناصب القيادية في الكوريا الرومانية (الهيئة الحاكمة للكنيسة) وعلى المستوى المحلي في الأبرشيات. وأتاح تعيين النساء في مناصب دينية كانت في السابق حكراً على الرجال. كما أكد على ضرورة إشراك المزيد من النساء في دراسة اللاهوت وتدريسه.
كما صرح البابا فرانسيس بأن النساء ما زلن يواجهن عقبات، وأن الكنائس المحلية لا تستغل فرص مشاركتهن بالشكل الكافي.
** رؤيته لتمكين المرأة في سيرته الذاتية
وفي سيرته الذاتية، التي نُشرت في يناير الماضي تحت عنوان "الأمل: السيرة الذاتية للبابا فرانسيس"، كتب عن "التحدي المُلح" المتمثل في إشراك النساء في أدوار محورية على جميع مستويات الكنيسة. ورأى أن هذه الخطوة ضرورية "لنزع الطابع الذكوري" عن الكنيسة.
ورغم انتقاده للتمييز ضد المرأة في المجتمع الأوسع، إلا أنه أعرب عن معارضته للنسوية المعاصرة، التي وصفها بـ"أيديولوجية النوع الاجتماعي" و"الذكورية المُفرطة".
ورداً على مطالب النساء بالسماح لهن بأن يصبحن كهنة، قال البابا فرانسيس لطلاب جامعة لوفان الكاثوليكية في بلجيكا خريف العام الماضي، إن "المرأة أهم من الرجل. ولكن من المرعب أن ترغب المرأة في أن تكون رجلاً".
واحتجاجا على ذلك، أصدرت الكلية بياناً صحفياً استنكرت فيه تعليقات بابا الفاتيكان ووصفتها بأنها "محافظة" لكنه رد بأنه لطالما أشاد بـ"كرامة" المرأة، قائلا إن "إضفاء طابع الذكورة على المرأة ليس من شيم البشر". وتابع: "أقول دائما إن النساء أهم من الرجال".
** صدام مع عمه الثري بسبب إيفا بيرون
وقد شغلت المرأة حيزاً كبيراً من تفكير البابا فرنسيس (خورخي ماريو بيرجوليو) منذ طفولته، فقد أحب أماليا دامونتي، زميلته في المدرسة الإبتدائية. وكتب لها رسالة يقترح فيها الزواج. وكان عرضه مصحوباً برسمة جميلة لمنزلهما المستقبلي.
وفي غداء بمنزل جديه، عندما كان في الخامسة عشرة من عمره تقريباً، واجه عمه الثري لوصفه إيفا بيرون بأنها "امرأة سيئة السمعة" لأنها كانت ممثلة. ورد المراهق خورخي قائلا: "لكنها تساعد الفقراء. ماذا تفعل أنت للفقراء؟". واحتدم النقاش حتى خمد أخيراً عندما أمسك خورخي بقارورة صودا من على الطاولة ورشها في وجه عمه، بحسب صحيفة "إريش تايمز" الأيرلندية.