اللجان الخاوية تفرض نفسها على صحافة العالم - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:03 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اللجان الخاوية تفرض نفسها على صحافة العالم


نشر في: الأربعاء 21 أكتوبر 2015 - 9:04 ص | آخر تحديث: الأربعاء 21 أكتوبر 2015 - 9:04 ص

• واشنطن بوست: نسبة مشاركة محبطة.. بلومبرج: الانتخابات بداية الشتاء العربى.. والطبقة المتوسطة تواطأت فى إفشال الديمقراطية.. نيويورك تايمز: انتخابات بلا إثارة

• صحف إيطالية: صعود السيسى القوى صاحبه فراغ فى الحياة العامة.. والمصريون يشعرون بأنهم يدورون فى حلقة مفرغة

سلطت الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية الضوء على المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب لعام 2015، حيث وصفت بعضها إقبال الناخبين بـ«الضعيف»، وذهبت آخرى أبعد من ذلك للقول إن هذا الإقبال المتراجع يمثل بداية لـ«شتاء عربى».

وتحت عنوان «دليل قصير (جدا) لانتخابات مصر»، قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن الحكومة المصرية اجتهدت، أمس الأول ــ ثانى أيام الاقتراع ــ لزيادة نسبة المشاركة فى الانتخابات البرلمانية»، والتى وصفتها بـ«المحبطة».

وأشارت الصحيفة إلى صرف موظفى الدولة مبكرا من أعمالهم وتوفير وسائل نقل عام مجانى بالإسكندرية والسماح لأصحاب بطاقات تحقيق الشخصية المنتهية بالتصويت، لافتة إلى أن ذلك جاء بعد الانخفاض الذى ظهر فى أعداد الناخبين فى اليوم الأول.

وعرضت الصحيفة 3 ملاحظات حول الانتخابات، أولها كون تلك الانتخابات البرلمانية هى الأولى للمصريين منذ قيام المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان عام 2012.

والملاحظة الثانية أنه لا وجود لمعارضة حقيقية فى تلك الانتخابات، الأمر الذى فسرته بعمل السلطات على إقصاء القوى المعارضة للرئيس عبدالفتاح السيسى، وتفكك شبكات جماعة الإخوان المسلمين التى كانت الأكثر تنظيما، الأمر الذى أفضى إلى تألف الائتلافات التى تخوض الانتخابات من أحزاب وشخصيات كلها مؤيدة للسيسى.

فيما كانت الملاحظة الثالثة أن معظم المقاعد مخصصة للفردى وليس القوائم، موضحة أن الانتقادات الموجهة لذلك النظام تكمن فى أنه من شأنه منح الأفضلية لرجال الأعمال أو الأثرياء ذوى العلاقات مع الدولة، أو الولاءات السياسية أو القبلية، وهو ما ينتهى بمنح القوة للرئيس فقط.

بدورها، أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إلى أن نتائج الانتخابات البرلمانية افتقدت للإثارة، مرجعة ذلك إلى أن نظام التصويت بدا وكأنه يهدف إلى القضاء فعليا على الجدل السياسى والمنافسة الأيديولوجية.

وذكرت الصحيفة فى تقرير لها، أمس الأول، أن معظم المرشحين من الأثرياء وبدون أيدولوجيات معروفة، والعديد منهم أعضاء سابقون فى الحزب الوطنى، فيما كان مرشحون آخرون من العسكريين السابقين.

ولفتت الصحيفة إلى أن العديد من مراكز الاقتراع فى المناطق المكتظة بالسكان بالقرب من القاهرة كانت فارغة تماما تقريبا، باستثناء عدد قليل من الناخبين كبار السن، مشيرة إلى أن نسبة المشاركة فى انتخابات عام 2011 بلغت نحو 62%، فى أول انتخابات برلمانية حرة فى مصر منذ عقود، على حد تعبيرها.

وأشارت «نيويورك تايمز» أيضا إلى تداول المواطنين للنكات عبر مواقع التوصل الاجتماعى حول ضعف الإقبال على التصويت، كما عرضت تصريحات رئيس نادى القضاة المستشار عبدالله فتحى لدى سؤاله فى مقابلة تليفزيونية عن الانتهاكات والمخالفات التى قد تكون اعترت العملية الانتخابية، لكنه أجاب ضاحكا بأنه: «لا توجد أى انتهاكات، ولا التجاوزات ولا حتى ناخبين».

وتحت عنوان «انتخابات مصر باردة تمهد لشتاء عربى»، قالت وكالة «بلومبرج» الإعلامية الأمريكية إن الشتاء قادم للعالم العربى بلا نهاية واضحة فى الأفق، وكانت بدايته من الانتخابات التشريعية المصرية عديمة المعنى.

وأضافت الوكالة أنه بعد حظر المعارضة الوحيدة الحقيقية واعتقال قادتها، باتت الانتخابات مطابقة هيكليا للشئون المزرية فى النظام الديكتاتورى، الذى سبق ثورات الربيع العربى، موضحة أن الهدف من إجراء عملية انتخابية هو إظهار مشاركة الحكومة فى «تمثيلية الديمقراطية».

وأشارت الوكالة إلى أن هذه المهزلة المألوفة تؤكد فشل التجربة الديمقراطية فى مصر، متسائلة إذا كانت الشعوب العربية الأخرى تأمل بصدق فى تحسن مستقبلهم، مضيفة «يبدو أن بلادهم ستبقى استثناء عالميا من التطور الديمقراطى».

وعن الأسباب وراء استدامة النظام الديكتاتورى فى الدول العربية، قالت الوكالة: «البعض يرى أن السبب يعود إلى ضعف المجتمع المدنى والطبقة المتوسطة، ولكن السبب الآخر هو فشل تجربة التوجه الديمقراطى للإسلام السياسى»، لافتة إلى فشل جماعة الإخوان المسلمين فى تطبيق وعودهم عن الديمقراطية الإسلامية فى مصر.

وأرجعت الوكالة سبب ضعف المجتمع المدنى إلى اختراق الأنظمة الحاكمة ثم سيطرتها على منظمات المجتمع المدنى، لافتة إلى أن مصر خلال نصف قرن ماضى، خلت من وجود كيان يتحدث بمصداقية بالنيابة عن الشعب، وذلك بالإضافة إلى غياب طبقة متوسطة عريضة ومترسخة وتتمتع بالثقة.

وأوضحت الوكالة أن الطبقة المتوسطة فى مصر لم يكن لديها الثقة الكافية فى دورها المجتمعى، لتتولى السلطة بعد سقوط حسنى مبارك، مضيفة: «الإخوان المسلمين رأوا أنفسهم حركة حقيقية من الطبقة المتوسطة، ولكن النخبة المصرية رفضت إسلاميتهم واعتبرتها متخلفة اجتماعيا، ومن ثم انضمت للقوات المسلحة ورحبت بسقوط الإخوان المسلمين»، مؤكدة أنه من هذا المنطلق فأن الطبقة المتوسطة فى مصر متواطئة فى فشل تطبيق الديمقراطية.

وتابعت «بلومبرج»: «وهذا سبب رئيسى فى الشتاء العربى»، مفسرة أن الحركة الوحيدة البديلة للأنظمة الديكتاتورية فى العالم العربى، كانت الديمقراطية الإسلامية، ولكن توقفت على مدى حكم الإسلاميين بديمقراطية فعلية، ومدى تقبلهم فى فضاء المجتمع السياسى لمنافسة النخبة السياسية.

من جانبها، قالت صحيفة «إيل مانيفيستو» الإيطالية، أمس، إن الصعود القوى الذى تميز به نظام الرئيس السيسى صاحبه فراغ كبير فى الحياة السياسية العامة، مضيفة أن غياب الوعى الشعبى بالحملات الانتخابية جاء خوفا من ولادة نظام قمعى جديد، كما أن غياب المساحات المخصصة للسياسة خاصة بعد ثورة يناير أحدث نوعا من الفراغ العام.

وأكدت الصحيفة أن البلد الحقيقى لا يمثل فقط من خلال البرلمان ولكن هناك مقومات أخرى، لافتة إلى أن قطاعا كبيرا من الشعب المصرى سيستمر فى دعم السيسى ولكن هذا الدعم لن يستمر طويلاً ما لم يجد الرئيس حلولاً عاجلة لمشكلة الإرهاب والأمن والاستجابة للمطالب السابقة، التى نادى بها المتظاهرون فى ميدان التحرير.

من ناحيته، قال المتخصص فى الشئون الإسلامية بالجامعة الكاثوليكية فى «ميلانو» بإيطاليا، باولو برانكا، فى تصريحات لـ«الشروق»، أمس إن «مكافحة الفساد والتعجيل بالاستثمارات فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة كان سيشجع على المشاركة فى العملية الانتخابية بصورة أكبر ولكن المصريين لم يجدوا أمامهم إلا نوعا واحدا من السياسة ولم يعدوا يؤمنون بإمكانية التغيير، فشعب مصر لديه تطلعات كثيرة تنتظر الإجابة».

وتحت عنوان «مصر تتجة لصناديق الاقتراع للمرة الثامنة.. والمعارضة تقاطع»، قالت صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية، إن المصريين متعبون للغاية وغير راضين عن المسار السياسى الجديد، لأنهم كانوا قد وهبوا «أرواحهم وأجسادهم» للاستقرار الذى وعدهم به السيسى، ولكن «هاجس» عودة نظام قمعى جديد لا يزال يساورهم ويشعرون أنهم يدورون فى حلقة مفرغة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك