قال مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة الدكتور محمد أبو سلمية، إن أعداد الوفيات بسبب سوء التغذية والمجاعة تزداد يوميًا، مشيرًا إلى استشهاد طفلين صباح اليوم.
وأضاف خلال تصريحات لشاشة «تلفزيون العربي»، صباح الثلاثاء: «في ضوء ظروف صعبة وتجويع ومجاعة حقيقة تعدينا مرحلة الكارثة والخطر وكل الكلمات، حتى المفردات الآن لا تسعفنا في موضوع المجاعة».
وذكر أن «هناك 2 مليون فلسطيني يتضورون جوعًا؛ يمشون في الشوارع هائمون على وجوههم، ويسقطون في الطرقات والمستشفيات».
وحذر من أن «غزة تجاوزت مرحلة الخطر وكل الحدود، كما أنها مُقبلة على دمار شامل وأرقام مخيفة من الوفيات والجوع، بخلاف الشهداء والجرحى الذين يسقطون بسبب عدوان الاحتلال».
وأشار إلى أن الأطقم الطبية فقدت القدرة على التعامل مع الحالات التي تتوافد على المستشفيات، معقبًا: «نقولها بكل مرارة، فقدنا القدرة الآن، لا يمكننا التعامل مع الأعداد الكبيرة من الموجعين وممن يعانون من سوء وانعدام التغذية».
وذكر أن هناك 900 ألف طفل يعانون الجوع؛ أكثر من 70% منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية الحاد، محذرًا من أن 17 ألف طفل دخلوا مراحل متقدمة ومهددون بالموت الوشيك.
ولفت إلى معاناة 55 ألف امرأة حامل من سوء التغذية وفقر الدم، وحاجة أكثر من 12 ألف مريض سرطان إلى العلاجات والتغذية، مشددًا على أن «وضع أكثر من 650 مريض غسيل كلى على المحك».
وواصل: «مرضى السكر بحاجة إلى علاج وتغذية، وأقسام الطوارئ تعج بهم؛ لأنهم لم يأكلوا منذ أيام ودخلوا في نوبات نقص السكر بشكل كبير».
وأوضح أن كل الفئات العمرية في غزة تعاني، والأكثر تضررًا هم الأطفال والمرضى والنساء الحوامل، مضيفًا: «دخلنا منعطفات حادة لا يمكن تجاوزها، ونطالب بوقف حرب الإبادة وفتح المعابر وإدخال المساعدات الغذائية والطبية، لا يعقل وجود مئات الآلاف من الأطنان على بعد أمتار قليلة من قطاع غزة ولا يمكن السماح لها بالدخول».
واختتم تصريحاته، محذرًا: «الناس تموت في غزة على مرأى ومسمع العالم.. الأزمة تعدت كل القوانين الدولية والشرائع الإنسانية، ومهما شرحت فالواقع الموجود والصورة أخطر بكثير».