عودة المسرح القومى فى عيون مديريه - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 3:34 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عودة المسرح القومى فى عيون مديريه

المسرح القومى
المسرح القومى
تحقيق ــــــ أحمد السنهورى
نشر في: الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 9:37 ص | آخر تحديث: الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 9:38 ص

محمود ياسين: لن أرفض العودة لخشبته بعرض قوى 

سميحة أيوب: عودته تمثل عودة الروح لنا جميعا 

توفيق عبدالحميد: هويته العالمية تدفعنا لتقديم فنًا راقيًا 

خالد الذهبى: أفتخر بأننى أول مدير منتخب فى تاريخ عملاق الفن

ولد گبيرًا وسيظل گبيرًا..

الفنان توفيق عبدالحميد الذى تولى إدارة القومى عام 2009، فضل الحديث عن تاريخ هذا المسرح العتيق قائلا: بدأ المسرح القومى نشاطه بتكوين فرقتين مسرحيتين هما الفرقة القومية المصرية وفرقة المسرح المصرى الحديث، فى وقت شهد فيه المسرح رواجا غير مسبوق بفضل كوكبة من الكتاب المسرحيين والمبدعين الذين دشنوا مرحلة جادة وجديدة فى تاريخ المسرح المصرى، أبدعها زخم الخمسينيات والحلم الثورى الذى عاشه المصريون فى هذا التوقيت.

وتابع: كان من بين رواد المسرح فى هذه الآونة يوسف إدريس ونعمان عاشور وسعد الدين وهبة وألفريد فرج ولطفى الخولى، ومن المخرجين عبدالرحيم الزرقانى وسعد أردش ونبيل الألفى وكرم مطاوع. كما تألق عمالقة تمثيل المسرح على خشبته وفى مقدمتهم سيدة المسرح العربى الفنانة سميحة أيوب وعبدالله غيث وحمدى غيث وشفيق نور الدين وحمدى أحمد وغيرهم.

وفى حديثه عن المسرح فى سنواته الأخيرة قال عبدالحميد: شهدت تلك السنوات عروضا نالت إقبالا جماهيريا ملحوظا عبر مشاركة كبار الفنانين فى عروضه الهامة مثل مسرحية «أهلا يا بكوات» بطولة حسين فهمى وعزت العلايلى، ومسرحية «الملك لير» بطولة الفنان يحيى الفخرانى وأخيرا «خالتى صفية والدير» للفنانة صابرين و«المحاكمة» لأشرف عبدالغفور. لذلك تحظى عروض القومى بالقوة دائما لأن هويته العالمية تجبر كل من يعمل من أجله أو على خشبته أن يقدم فنا راقيا لا يقل عن تلك المكانة أبدا. فقد ولد القومى كبيرا وسيظل كبيرا.

حلم محمود ياسين

الفنان محمود ياسين أحد مديرى القومى حمل فى حقيبة ذكرياته أحداثا هامة جمعته بأروقة القومى منذ تلك التصفيات وحتى الآن. ياسين قال لـ«الشروق»: كنت الوحيد المتخرج من كلية الحقوق فى ذلك الوقت ومع ذلك حصلت على المركز الأول فى تلك الاختبارات، وفى الوقت نفسه تسلمت من القوى العاملة قرارا بتعيينى في بورسعيد بشهادة الحقوق التى حصلت عليها، ورغم حبى الشديد لبورسعيد العظيمة إلا أننى لم أتصور قط فكرة الابتعاد عن المسرح، لذلك رفضت التعيين الحكومى وعشت فى انتظار تحقيق الأمل حتى وقعت حرب 1967، وكانت بمثابة انكسار فكرى وروحى لنا جميعا خاصة كشباب.

وتابع: قام عبدالقادر حاتم وزير الإعلام فى ذلك التوقيت بضم هيئة المسرح إلى وزارة الاعلام وهو ما أخر تعييننا فى القومى، لأنه اهتم بإنشاء الفرق الجديدة وبالفعل أسس 10 فرق فى مسرح التليفزيون. بعد ذلك تم تعيينى بالمسرح القومى، فبدأت رحلتى فى البطولة من خلال مسرحية « الحلم» أول أعمالى المسرحية على القومى وهى المسرحية التى حققت لى «حلم عمري» وهى من تأليف محمد سالم وإخراج عبدالرحيم الزرقانى، بعد ذلك بدأت رحلتى الحقيقية على خشبة القومى وقدمت على خشبته أكثر من 20 مسرحية أبرزها: «وطنى عكا» و«عودة الغائب» و «واقدساه» و«سليمان الحلبي» و«الخديوي» و«الزير سالم» و«ليلة مصرع جيفارا»، الذى كان عرضا مسرحيا كبيرا عرضناه كفريق عمل فى كل الدول العربية، وحقق نجاحا كبيرا ثم قدمت بطولة مسرحية «ليلى والمجنون». ولفت ياسين إلى أنه تولى خلال هذه الفترة إدارة المسرح القومى. قائلا: كنت مديرا متميزا لأبعد الحدود، ولكن بعد مرور سنة وستة أشهر اختلافات فى الرؤى مع قياديى البيت المسرحى التابع لوزارة الإعلام ففضلت الانسحاب بهدوء وتفرغت للتمثيل المسرحى ثم السينمائى، حيث كنت بطلا لعدد من الأفلام السينمائية المهمة ورغم ذلك لم تستطع السينما أن تأخذنى من المسرح لأنه كان يجرى فى عروقى مجرى الدم.

وبعيدا عن ذكرياته فى القومى تحدث ياسين عن حال المسرح فى الوقت الراهن قائلا: أتمنى أن يكون لافتتاح القومى أثرا إيجابيا فى عودة روح التفاؤل بين المسرحيين لأنه يعد البيت الكبير الذى يجمع شتاتهم، وأنا شخصيا لدى قدر كبير من ذلك التفاؤل، خاصة بعدما جلست مع الفنان فتوح أحمد ووجدته يحمل فى أجندته افكارا جيدة ستؤدى إلى عودة المسرح القوى فى مصر إذا ما نفذت تلك الأفكار بطريقة صحيحة، إلى جانب أنه لابد أن تلعب الدولة دورها فى المسرح بتنفيذ منهج كامل يجعل من المسرح متنفسا شبابيا هاما كما كان فى السابق، فنحن فى مصر لدينا عناصر جادة كثيرة لابد أن نحسن استغلالها بطريقة تعود على المسرح والجمهور بالنفع.

تكلف ترميم المسرح القومى ما يقرب من 100 مليون جنيه تحت إشراف لجنة مشتركة من وزارتى الآثار والثقافة، وأكثر من 600 عامل وفنى ومهندس شاركوا معالجة الحريق الذى دمر أجزاء من المبنى، إلى جانب أعمال الترميم التى توقفت 3 سنوات نظرا للظروف السياسية التى شهدتها مصر.

مدير المشروع أحمد فودة قال لـ«الشروق»: نسعى لأن يعود المسرح منارة ثقافية لكل الفنون المسرحية بشكله التاريخى والعالمى الرائع الذى سيتفاجأ به الجميع، خاصة التحف واللوحات التى تزين بها المبنى ومنها النجفة الرئيسية بمدخل المسرح التى تزن 720 كيلو بطول 5 أمتار وتضم 80 ألف كريستالة. 

وأضاف فودة: لإعادة الطابع الأثرى للمبنى تعمدنا أن تكون للخشبيات نصيب الأسد فى مواد البناء، وراعينا التصميم الداخلى الديكور الذى لا يزال يحتفظ برونقه. خاصة القاعة الكبيرة التى تحمل اسم جورج أبيض رائد المسرح المصرى فى الأربعينيات، والقاعة الصغيرة التى تحمل اسم المخرج عبدالرحيم الزرقانى، إلى جانب قاعة صغيرة أخرى خاصة بالملابس وأجهزة الإضاءة، ومكاتب إدارية خاصة بهيئة رئاسة المسرح، ومسرح الشباب.

14عامًا من الإدارة لسيدة المسرح

170 عرضا مسرحيا أهلت الفنانة سميحة أيوب لأن تنفرد بلقب سيدة المسرح العربى بلا منازع بعد تاريخ طويل من العمل المسرحى، أبرز ما به توليها إدارة المسرح القومى 14 عاما متتالية فى الفترة من 1975 وحتى 1988. وهى الفترة التى أهلتها للقب «سيدة المسرح العربي» عقب تكريم الرئيس السورى الراحل حافظ الأسد لها.

سميحة أيوب تحدثت عن القومى بشغف وقالت: « إذا كان المسرح هو درة جبين الفن فإن القومى هو درة جبين المسرح المصرى بلا منازع وهو قلبه الذى ينبض، وعودته هذه تمثل عودة الروح لنا جميعا كمسرحيين. وقد قدمت فى المسرح أعمالا عديدة كفنانة أذكر منها مسرحيات «رابعة العدوية» و«سكة السلامة» و«دماء على أستار الكعبة» و«أجاممنون» و«دائرة الطباشير القوقازية»، وهى ضمن الأعمال التى أهلتنى أن أحصل على العديد من التكريمات من عدة رؤساء، منهم جمال عبدالناصر وأنور السادات، والسورى حافظ الأسد، والفرنسى جيسكار ديستان وغيرهم. وعبرت سميحة عن سعادتها بعودة القومى قائلة: أشعر بالفرحة الكبيرة بعد سماعى خبر قرب الافتتاح، وأعترض بشدة على كل من يردد نغمة أن أبا الفنون مريض ويمر بوعكة فنية، فالمسرح المصرى بخير ما دامت عناصر التأليف والإخراج والتمثيل بخير، فكل عناصر المسرح متوافرة لدينا كمصريين وستظل متوافرة لأننا شعب يحب الإبداع والرقى على مر العصور وعلى درجة كبيرة من الاحتراف والمهنية، لذلك فإنى على يقين أننا قادرون على تقديم أعمال رائعة فى الفترة القادمة.  وأضافت: المشكلة الأساسية تكمن فى عدم وجود جمهور، ففى ظل زحمة المرور وتكدس الشوارع بهذا الشكل غير المعقول أصبح الفنانون أنفسهم غير قادرين على الالتزام بموعد عرض المسرحية وكذلك الجمهور، كما أننى أتمنى أن تحل أزمة الباعة الجائلين التى صرفت الجمهور عن مسارح وسط المدينة.  سميحة استعادت ذكرياتها منذ أول وقوف لها على خشبة المسرح وقالت: كنت تلميذة صغيرة حينما قدمت أولى مسرحياتى «البخيل» للكاتب العالمى «موليير»، وكانت تلك المسرحية بطولة الفنانة فاتن حمامة والراحل شكرى سرحان ونعيمة وصفى وعدلى كاسب وإخراج على الزرقانى، كانت لدى فرحة لا أستطيع أن أصفها خاصة فى لحظة نهاية العرض وتصفيق الجمهور لنا بحرارة، كما أننا فى ذلك التوقيت كنا نتباهى بمكانة مصر عالميا فى مجال الفن عندما كنا نعرض أعمالنا خارج البلاد ونشاهد انبهار جميع الجنسيات فى العالم بنا كمصريين.

العصر الذهبى

الفنان خالد الذهبى مدير المسرح الحالى قال: بعد الثورة قام بعض الفنانين بمسيرات ووقفات احتجاجية، طالبوا فيها وزير الثقافة بتصحيح قيادات المسرح، فقرر الوزير د. عماد أبو غازى بناء على رغبة الفنانين أن يكون مدير الفرق المسرحية بالانتخاب، وبالفعل تقدمت ورشحت نفسى، وشاءت الأقدار أن أحصل على أعلى الأصوات وأفخر بأنى أول مدير منتخب فى تاريخ المسرح القومى. كما أننى مديره فى الوقت الذى يشهد عودته للعمل بتلك العظمة والإمكانيات العالمية.

وتابع: شعرت بالمسئولية التى رميت على عاتقى فكانت خطتى موجهة للنهوض بالمسرح وتقديم أعمال تليق بتلك الفترة، فسعيت لأن أن أعالج ظاهرة انصراف الجمهور عن المسرح، باختيار أعمال تتماشى مع ظروف الناس واختيار عناصر جذب مختلفة وخلق نوع من المتع البصرية ليشاهد الجمهور تجربة ممتعة غير مباشرة.

الذهبى تحدث عن المشكلات التى يواجهها المسرح بشكل عام فى مصر قائلا: نحن كمسرحيين لا نملك من يغطى تكاليف المسرحيات بشكل وافر، لأنه عمل تنويرى فى الأساس خاصة مع هروب القطاع الخاص، إلى جانب غياب الدعاية الكافية لعروض البيت بشكل عام فضلا عن أن التسويق والعلاقات العامة قد تكون معدومة وقد حاولنا كمديرين تنشيطها عن طريق التواصل مع الشركات والسفارات والأندية والجامعات والبنوك بهدف إعادة جمهور المسرح. ولفت الذهبى إلى أن العصور الذهبية التى شهدها القومى كانت فى فترة الستينيات وما تبعها من السبعينيات والثمانينيات حتى أوائل التسعينيات، إلى أن ظهر مسرح التوجيه والابتزاز، ثم عادت بعد ذلك الرواية الكلاسيكية مرة أخرى بعد انحدار المسرح لأن الجمهور متعطش للقيمة الفنية الحقيقية للمسرح ولاحترام العقليات فكانت مسرحية «الملك لير» ليحيى الفخرانى.  وواصل: لا يمكن إغفال أن التقنيات الحديثة أثرت بشكل سلبى على توافد الحضور إلى المسرح، ولكن على الرغم من ذلك سيظل للمسرح جمهوره وسحره الخاص مهما حدث.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك