قبل عام فقط، لم يكن أحد يتوقع أن يقف عثمان ديمبيلي على مسرح "شاتليه" في باريس، حاملًا للكرة الذهبية، فالفرنسي، الذي لطالما ارتبط اسمه بالإصابات واللامبالاة، كان أقرب لأن يُصنف ضمن المواهب المهدورة، لكن مساء الإثنين 22 سبتمبر 2022، وتُوّج رسميًا كأفضل لاعب في العالم.
بداية مخيبة في برشلونة
رحلة صعود ديمبيلي إلى لم تكن سهلة، بل كانت مليئة بالشكوك، منذ انتقاله إلى برشلونة قادمًا من دورتموند في صفقة ضخمة بلغت 123 مليون جنيه إسترليني عام 2017، حيث كان يعد في ذلك الوقت ضمن أغلى الصفقات في تاريخ كرة القدم، مما وضع عليه عبئاً كبيراً.
توالت الإصابات، وتكررت الانتقادات حول انضباطه واحترافيته، بل وبلغ الأمر حد الاتهام بعدم معرفته بقدمه الأقوى، ومع انتقاله إلى باريس سان جيرمان في صيف 2023 مقابل 43.3 مليون جنيه استرليني فقط، وظهر للجميع أن أسهمه في السوق قد انهارت.
التحول تحت قيادة لويس إنريكي
بداية ديمبيلي في باريس لم تكن مبشرة، حيث أن مدربه لويس إنريكي استبعده من مواجهة آرسنال في دوري الأبطال، المدرب الإسباني قرر منحه دورًا جديدًا، أقحمه في قلب الهجوم بدلًا من الجناح، ومن هنا بدأت الحكاية تتغير.
وقال ديبيلي في أحد اللقاءات الصحفية: "لقد تغيرت كثيرًا، خاصة من ناحية مركزي وطريقة لعبي، وأصبح مركزي الآن أقرب للمرمى، وهذا يتيح لي التسجيل، وأنا غالبًا ما أكون في المكان المناسب".
الموسم الذهبي
في موسم المنصرم 2024/2025، سجل 35 هدفًا، وقدّم 16 تمريرة حاسمة في 53 مباراة، وكان أحد الأسباب الرئيسية لتتويج باريس سان جيرمان بلقب دوري أبطال أوروبا، بعد إقصائهم لأربعة من ممثلي الدوري الإنجليزي الممتاز على التوالي.
لحظة التتويج
رفع ديمبيلي الكرة الذهبية، لم يكن ذلك مجرد تتويج فردي، بل كان صفعة مدوية لكل من شكك في موهبته، أو وصفه بـ"اللاعب الزجاجي"، كان إعلانًا بأن الموهبة وحدها لا تكفي، من لاعب منبوذ وزجاجي في برشلونة، إلى نجم يصنع التاريخ في باريس.