"مرحب شهر الصوم مرحب.. لياليك عادت فى أمان" عادات وتقاليد ارتبطت بمظاهر الاحتفال بشهر رمضان المبارك وتناقلتها الأجيال، منها فانوس رمضان الذى يعد أحد المظاهر الشّعبيّة الأصلية في الإسكندرية، وتختلف استخداماته واصبح قطعة جميلة من الدّيكور العربي، ولعبة فى ايدى الاطفال فى المنازل، وزينة فى الشوارع مع اختلفت أشكاله وأحجامه.

وبرغم من انتشار فيروس كورونا وتأثر العالم بالسلب تنتشر شوادر الفوانيس و زينة رمضان في مختلف أسواق محافظة الإسكندرية، وترصد "الشروق " فى جولة داخل الأسواق للوقوف على أسعار أشكال الفوانيس الجديد ومدى تأثر التجار بانتشار فيروس كورونا، وقد تراجعت أسعار الفوانيس بداخل سوق المنشية بنسبة 40 %، ليبدأ سعر الفانوس الخشبي من 25 حتى 65 جنيها وأكثر، والفانوس الحديد من 25 حتى 400 جنيها، أما الفانوس البلاستيك ويتراوح سعره ما بين 25 حتى 110 جنيها.

ويقول محمود حسن، أحد تجار الفوانيس بمنطقة المنشية وسط الإسكندرية، أن نسب الشراء تراجعت عن العام الماضي بشكل ملحوظ نظرا للأزمة الصحية التي يشهدها العالم والبلاد المصرية تباعا، وأصبحت الأولوية للطعام والشراب، وهذا ما جعل التجارة تتأثر بشكل ملحوظ وترتب عليه تأخر توقيت تجهيزنا لفرش البيع من منتصف شهر رجب حتى أول شعبان.

وأضاف حسن، أن المعروضات في الأسواق هذا العام مصري الصناعة نظرا لتوقف الاستيراد، مكملا أن تجار الفوانيس بالأسواق أصبح همهم هذا العام ليس تحقيق مكسب مالي، ولكن أصبحت الأولوية للتخلص من كميات البضائع لديه، حتى لا تتراكم للعام المقبل.

وقال ايمن على، بائع فوانيس رمضان، أنه منذ إيقاف استيراد الفوانيس وتوجهات أنظار تجار الفوانيس إلى إنشاء ورش صناعة الفانوس بأشكاله وأنواعه المختلفة ليصبح الإنتاج مصري 100%، وظهرت أنواع جديدة تصنع من الخرز، صناعة يدوى واسعاره متفاوته، ويوجد أيضا الفوانيس الخيمية التي تصنع من الحديد والقماش الخيمية.

وأشار على، إلى أن أغلب ما يعرض من فوانيس شغل يدوي او بماكينة الليزر، كما يصمم فوانيس على أشكال متعددة منها على شكل عربية الفول وعربة القطايف، وعربة الكنافة والترمس، وهناك شخصيات تاريخيه يتم وضع صورتها على الفوانيس، وكل عام تختلف الأشكال ولكن هذا العام لم يحدث تطوير.

وأكد خالد سعد، تاجر فوانيس، أن الإقبال هذا العام على شراء فوانيس الأشكال القديمة، والأخشاب بسبب رخص أسعارها، وقد عزف عدد من الأهالي عن شراء الفانوس الصيني لما أثير حول المنتجات الصينية بعد انتشار فيروس كورونا، مؤكدا أن سعر الفوانيس حسب شكله وحجمه والنوع وتبداء الأسعار من 10 إلى 200 جنيه وقد يصل إلى 500 جنيه.

وفيما يخص الصناعة اليدوية، قال سمير يوسف، أحد بائعى الفوانيس، أن مازالت الأسر المصرية المنتجة، والفتيات العاملات مستمرين في صناعة معروضات رمضان بالقماش الخيامية والخرز ولكن هن أيضا تأثرن بأزمة كورونا الصحية وأصبح إجمالي إنتاجهم بنصف الكمية مقارنة بالأعوام الماضية.

وأوضحت هالة سعيد، أحدى صانعات الفوانيس المنزلية، أن صناعة الفانوس تأثرت بقرار الحظر، وكنا نستعد بالفوانيس قبل بداية رمضان بشهرين لكثرة الطلبات، ولكن هذا العام تأثرنا كثير بسبب انتشار الفيروس فى العالم، وأشارات إلى أن استمرار أزمة كورونا ضربت أسواق بيع الفانوس والأسعار أقل عن العام الماضى، موضحا أن توقف الأسواق عن البيع سيؤدى إلى خسائر كبيرة فى الورش والتجار وجميع العاملين.

وقال أحمد السيد، أحد المترددين على سوق الإسكندرية، أنه كل عام قبل بداية شهر رمضان يقوم باصطحاب أطفاله لشراء الفوانيس، لكن هذا العام تركتهم في المنزل خوفا عليهم من العدوى بفيروس كورونا، لأنه توقع أن تكون الأسواق مزدحمة، والأسعار أقل من العام السابق.

وأضاف السيد، أنه سوف يشتري فانوسا واحدا كبيرا فقط نضعه في المنزل، بدلا من فانوس لكل طفل وزينة للبيت بأكمله، وهذا العام الأوضاع المادية ليست مستقرة لكني أردت شرائها أيضا حتى يفرح بها أولادي.

وقالت أسماء مراد، أحد المترددين على سوق الفوانيس وسط الإسكندرية، برغم من انتشار فيروس كورونا وتحذيرات الحكومة المستمرة بعدم التزاحم، إلى إن الاحتفال بشهر رمضان المبارك مرتبط بعادات وتقاليد منها الزينة وفانوس رمضان الذي يعد من الأشياء الجميلة التي تفرح الأطفال في الشهر الكريم والكبار أيضا، تبعث في نفوسهم الفرحة.

وإشارات أسماء، إلى أن هذا العام انخفضت الأسعار عن العام الماضي بشكل كبير ولم تكن هناك أشكال جديدة، كما يحدث كل عام من ظهور فانوس باسم شخصية مشهورة، والفوانيس الخشب هى الاكثر انتشارا وأقل سعر هذا العام.