محمد راسم.. فنان جزائري أثرى فن المنمنمات البصري - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 5:39 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محمد راسم.. فنان جزائري أثرى فن المنمنمات البصري

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الخميس 24 يونيو 2021 - 4:06 م | آخر تحديث: الخميس 24 يونيو 2021 - 4:06 م

احتفل محرك البحث العالمي جوجل، الخميس 24 يونيو، بذكرى ميلاد الرسام الجزائري محمد راسم، الذي يعد أحد أبرز فناني الزخرفة "المنمنمات"، ووضع جوجل على وجهة صفحته الرئيسية رسماً يظهر فيه الراحل وهو ممسك بريشته في إطار لوحة تبدو وكأنها صنعت عن طريق فن المنمنمات، وقد توفي عام 1971، في ظروف غامضة.

ولد محمد راسم عام 1896 من أسرة تسكن العاصمة الجزائرية وكان أخوه عمر فنانا ومناضلا سجن لمطالبته ببعض الحقوق الاجتماعية في بداية القرن العشرين، عندما كان طالبا في مدرسة الفنون أثناء الحكم الاستعماري، ولاحظ عليه أساتذته نبوغه في الرسم، وكان مطلعا منذ صغره على الكتب المختلفة التي تتحدث عن فنون التصوير والرسم.

بدأ مبكرا في تزيين أغلفة الكتب ورسم الزخارف والمنمنمات، مثل كتاب "الإسلام تحت الرماد"، و"باربروس حياة البحار الجزائري"، و"بستان سعدي"، و"عمر الخيام" وفي عام 1921 حصل على منحة للتفرغ وأقام في أسبانيا لبعض الوقت، وخلال جولة موسعة زار قرطبة وغرناطة لإعادة اتصاله الروحي بأجواء الفنون الإسلامية الزاهية، وفي عام 1924 منح وسام المستشرقين في باريس، وفق ما ذكر في مقال للناقد السوري نديم خشفة، تحت عنوان "فنان عربي أدهش العالم"، الصادر في عدد مجلة الدوحة عام 1982.

أثناء بقاء راسم في فرنسان، أقام لمدة 8 سنوات، أنجز أفضل أعماله الفنية، منها تزيينه كتاب "ألف ليلة وليلة" من ترجمة مادروس، وتولى تزيين أكثر من 100 منمنمنة لكل مجلد، وكان يحتوي الكتاب على 12 مجلدا، وذلك بالتعاون مع الفنان الفرنسي ليون كاريه، بالإضافة إلى عدد من اللوحات منها، نساء عند النبع، وعرس جزائري، وخير الدين باربروس، والخطوبة.

عرض محمد راسم لوحاته عبر العالم الغربي كله: باريس، بوخاريست، فيينا، ستوكهولم، وفي عاصمة السويد، التي تعرف فيها على زوجته، التي عاش معها حتى حادث موته الغامض والذي لم يعرف مجرموه حتى الآن.

وفن المنمنمات عمل شاق مرهق يتطلب ثبات شديد في اليد ودقة في تحديد الخط، ومهارة في اختيار الألوان ومزجها، والعمل الأهم هو التذهيب لذلك يستعمل الرسام مكبرة تساعده على رؤية واضحة الخطوط وانعكاس النور على الطبقات اللونية، وتتداخل في المنمنمة عدة عناصر فنية، أولها الموضوع والزخارف، والخطوط العربية، ويتحكم في هذا كله قدرة الفنان وذوقه وحساسيته في توزيع الألوان وتناسب موقعها داخل العمل الفني ككل.

ويرجع إلى محمد راسم، فضل بعث هذا النوع من الرسم وإثرائه ومتابعته، فلولاه لاندثر في العالم العربي، وهو الفنان العربي الوحيد الذي وهب فنه للوحات المنمنمة، وتابعه على ذلك جيل من الفنانين الجزائريين حتى قررت هذه المادة في برنامج كلية الفنون الجميلة في الجزائر.

يذكر أن فنون المنمنمات من الفنون التصويرية الإسلامية العربية الهجينة، والوافدة على الثقافة البصرية العربية في شبه الجزيرة العربية ومدينة مكة على وجه التحديد، باعتبارها ثقافة مقصاة للتصوير والتشخيص والمشابهة التشكيلية، وهي متناسلة من مجموعة حضارات متفاعلة في دول الشرق الأوسط والأدنى والأقصى القديمة، والممتدة من بلاد الصين والهند وإيران والشام، ويعود انطلاقها في سياقتها الأعجمية إلى ترجمات ابن المقفع لكتاب كليلة ودمنة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك