ضحك متواصل خلال العرض وتصفيق مع تتر النهاية.. ويسرا وليلى علوي وشيرين رضا في مقدمة الحضور
أحمد عبد الله: أخرجت «ليل خارجي» في ظروف صعبة.. وأهديه لروح الناقد الراحل سمير فريد

شهد العرض الأول للفيلم المصري "ليل خارجي" بالمسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي، حضوراً جماهيريا وفنيا كبيرا، حيث كان المسرح الكبير بدرا الأوبرا المصرية كاملا العدد.

وخلال عرض الفيلم، لم يتوقف المشاهدين من الضحك على المواقف الكوميدية التي مر بها أبطال الفيلم الثلاثة، منى هلا وكريم قاسم وشريف الدسوقي، الذين يجسدون شخصيات ""توتو بائعة الهوى، ومو مخرج سينمائي، ومصطفى السائق"، حيث تجمعهم ليلة واحدة في تاكسي يجوبون به شوارع القاهرة، ويتعرضون خلال الليلة للعديد من المواقف والمفارقات.

ورغم أن الأفلام المصرية في المهرجانات المصرية تلقى إقبالا شديدا، إلا أن المشاهدين بدأ عليهم تقبل التجربة، مع نزول تتر النهاية، حيث استمر الحضور في التصفيق لدقائق.

وعقب عرض الفيلم، أقيمت ندوة أدارها الناقد أحمد شوقي، قال خلالها المخرج أحمد عبد الله، إن هذا العمل خرج إلى النور بعد ظروف صعبة للغاية واجهتهم أثناء عمله، ولكن المنتجة هالة لطفي شجعته على عمل الفيلم بالطريق التي خرج عليها رغم صعوبة ظروف الإنتاج، مؤكدا: "عملت هذا المشروع خصيصاً كي أثبت أننا مازلنا كسينما مستقلة قادرون على صنع أفلام وبشكل جميل يجذب الناس، بعيداً عن سطوة وسيطرة المؤسسات الإنتاجية الكبيرة، ولم نحصل على أي دعم أثناء تصوير الفيلم فيما عدا بعض الدعم العيني من مؤسسات بعينها، أما الدعم الوحيد الذي تلقيناه كان بعد انتهاء التصوير من مهرجان دبي فيما يعرف بمنحة إنجاز".

وعن أسباب استخدامه أصوات الأغاني المتنوعة كخلفية موسيقية للفيلم، قال المخرج: "عملت على أصوات مدينة القاهرة، فعندما نمشي في الشارع أو نركب تاكسي نسمع دوماً أصوات متنوعة ومختلفة تصدر من عدة أماكن، وقد أردت إظهار أقرب صوت لما نسمعه في القاهرة دائماً، لدرجة أنني فكرت في عمل هذا الفيلم باستخدام كاميرا الموبايل، وبصراحة من ساعدني في هذه الأغاني كانت إذاعة نجوم إف إم التي أهدتنا الأغاني الموجودة وكل المقاطع الصوتية المستخدمة".

من جانبه مدح الفنان الشاب كريم قاسم، التجربة والتعاون مع المخرج أحمد عبد الله، في هذا العمل، قائلا: "تجربة التصوير الخارجي كانت من أمتع وأحب التجارب التي عشتها في حياتها، وكانت مرضية جداً بالنسبة لي روحياً ونفسياً، وبصراحة أحمد عبد الله مخرج مرن كان يسمح لنا ببعض الارتجال، وهذا أعطانا مساحات جميلة للتعبير وخلق أجواءً إيجابية، وهي تجربة اتمنى تكرارها".

ورغم شكواها من صعوبة إنتاج الفيلم، إلا أن الفنانة منى هلا العائدة للسينما بعد غياب قالت في كلمتها بالندوة؛ "هالة لطفي منتجة ممتازة كنت تحاول دوماً أن تريحنا، مثل المخرج تمام الذي تمتع بمرونة كبيرة وسمح لنا بالارتجال، وهي كانت تجرب جديدة عليّ كلياً".

وعن انتقاد وجه إلى الفنان شريف الدسوقي المشارك في الفيلم، بأنه تعمد تقليد طريقة الفنان الراحل محمد شرف، رد قائلاً: "مع الأسف نحن لدينا موروثاً ثقافياً أن أي فنان جديد نقوم بتقريب أداءه لفنان بعينه، وأعتقد أن هذا ما حدث معي، ولكني لم أقصد تقليد أي فنان آخر بل إنها طريقتي الخاصة"، وهنا تدخل المخرج أحمد عبد الله بقوله: "شريف الدسوقي ممثل استثنائي وليس استنساخاً لأي فنان آخر".

ومن ناحيتها، مدحت الفنانة سلوى محمد علي-التي حضرت لمشاهدة الفيلم- المخرج، قائلة: "أشكركم على هذا الفيلم الذي أعاد الروح للفنانين، فقد جاء في وقت مهم جداً، حيث توجد رؤية ضبابية وغير مكتملة لوضع أو مستقبل الفن حالياً، فجاء هذا الفيلم ليرد إلينا الروح ويقول لنا أنه باستطاعتنا العمل رغم الظروف الصعبة، ودائماً أحمد عبد الله ما يستطيع إدخالنا في عوالم جديدة ومختلفة مثلما فعل من قبل في ميكروفون وديكور وهليوبوليس"، ووجهت كلامها لاحقاً إلى منى هلا، قائلة لها: "ارجعي مصر واعملي من جديد، وكفاية قعدة في أوربا".

أما ختام الندوة فكان بكلمة للفنان الشاب أحمد مالك الذي أثنى على المخرج أحمد عبد الله، وقال إن العمل معه يعطي مساحات من الحرية للمثل وهذا بالطبع يؤثر في نفسية الفنان، ويجعله يعمل بنفس صافية ورضا.

كانت الأمطار قد تسببت في إلغاء السجادة الحمراء لفيلم "ليل خارجي" الذي يمثل مصر بالمسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة الدولي، حيث كان من المقرر أن يسبق عرضه مرور نجومه على السجادة الحمراء والتسجيل مع الفضائيات والتقاط الصور، قبل أن يبدأ عرضه في السابعة من مساء أمس، ولكن ما حدث أنه قبل أن يصل النجوم ساءت أحوال الطقس هطلت الأمطار، مما اضطر إدارة الاوبرا لإطفاء أنوار السجادة الحمراء، كما اضطر مراسلو الفضائيات أن يهربوا بكاميراتهم للاختباء من المطر.

ورغم أن الأمطار توقفت قبل بداية عرض الفيلم، إلا إن ادارة الأوبرا لم تعيد إضاءة السجادة الحمراء خوفا من حدوث ماس كهربي، واضطر نجوم الفيلم لالتقاط صورة جماعية على إضاءة الكاميرات.

يُذكر أن الفيلم حضره، صناع الفيلم يتقدمهم المخرج أحمد عبد الله والمنتجة هالة لطفي، والأبطال منى هلا، وكريم قاسم، وأحمد مجدي، وأحمد مالك، وشريف الدسوقي، وعمرو عابد، والمؤلف شريف الألفي، كما حضر أيضا عدد كبير من نجوم الفن، منهم يسرا، وليلى علوي، وشيرين رضا، وأمينة خليل، ولقاء الخميسي، والمنتج محمد العدل، والمؤلف تامر حبيب، وآخرين، بالإضافة إلى إدارة مهرجان القاهرة متمثلة في محمد حفظي رئيس المهرجان، ومديره الفني يوسف شريف رزق الله.