فى مذكراته لرجاء النقاش.. نجيب محفوظ قلت لأول من سألنى عمن يستحق نوبل من الأدباء العرب: إنه يحيى حقي - بوابة الشروق
الخميس 4 سبتمبر 2025 7:46 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

فى مذكراته لرجاء النقاش.. نجيب محفوظ قلت لأول من سألنى عمن يستحق نوبل من الأدباء العرب: إنه يحيى حقي


نشر في: الجمعة 24 نوفمبر 2023 - 8:04 م | آخر تحديث: الجمعة 24 نوفمبر 2023 - 8:04 م

الكاتب الكبير «نجيب محفوظ» رفض بإصرار أن يكتب سيرته الذاتية، لكن نجح الناقد الكبير «رجاء النقاش» فى إقناعه بأن يحكيها له بدلا من كتابتها. وعلى مرّ 18 شهرًا من أغسطس 1991 روى محفوظ سيرة حياته للنقّاش مسلّطًا الضوء على جوانب عديدة من شخصيته كان أغلبها بمثابة مفاجآت لقرائه ومحبيه.

وفى هذا الكتاب «مذكرات نجيب محفوظ» الصادر عن دار الشروق، يدلى الكاتب الكبير برأيه فى كل صغيرة وكبيرة عن الأدب والسينما والسياسة فى مصر، فيصف مراحل طفولته وتجارب شبابه، ثم يتناول رواياته التى أثارت أزمات صحفية وسياسية، كما يدلى بآراء صريحة فى زعماء مصر منذ سعد زغلول إلى الآن، وكذا قصته مع جائزة نوبل وأثرها فى حياته.

قبل أن يختتم «النقّاش» كتابه باستعراض محاولة اغتيال «محفوظ» وملابسات الحادث والقضية، هذا وغيره الكثير من الأسرار التى نشرت لأول مرة تجده فى الكتاب الذى يمثل سيرة ذاتية غير رسمية لـ«نجيب محفوظ».

ومن حكايات الكتاب البديعة ما ذكره محفوظ قائلا: عرفت الأستاذ يحيى حقى فى الوظيفة، فقد أنشأ وزير الإرشاد فتحى رضوان «مصلحة الفنون» واستمرت هذه المصلحة خلال الفترة الممتدة من ١٩٥٥ إلى ١٩٥٩، وتم تعيين يحيى حقى فى منصب مدير المصلحة، وطلب حقى إثنين من المساعدين أنا وعلى أحمد باكثير وعملت مديرا لمكتبه.

كان حقى هو أول وآخر من تولى إدارة مصلحة الفنون، وبسبب علاقتى الوظيفية معه اقتربت منه أكثر.

كنت قرأت له رواية «قنديل أم هاشم» سنة ١٩٤٥، ووجدت فيها عذوبة وفنا رفيعين، وتعرفت على «حقى» أول مرة فى نادى القصة، ثم حضرت دعوات فى بيته بالزمالك ضمن آخرين.

البساطة التى وجدتها فى أدب يحيى حقى كانت هى نفسها ما يميزه فى الوظيفة، فقد كان صديقا لمرءوسيه، أما صداقتنا الخاصة فقد ازدادت بمرور الأيام عن طريق الحوار والمؤانسة، وكنت نمضى اليوم معا فى مصلحة الفنون، ثم يصطحبنى فى سيارته لتوصيلى إلى بيتى فى العباسية، قبل أن ينطلق إلى مسكنه الجديد بحى مصر الجديدة.

كان «حقى» يقضى يوم العمل كله تقريبا فى مكتبى الملاصق لحجرة مكتبه وقد استنكر منى القيام لتحيته إذا أقبل فى الصباح، قائلا لى: «أنت أديب كبير»، ولكننى كنت موظفا، وهو المدير، وهذا الوضع الأدبى الذى يقدره لى يحيى حقى لا يجيز لى التجاوز فى علاقتى الوظيفية معه، نعم كنا اصدقاء ولدينا ما نتواصل فيه إنسانيا، ولكننى دائما كنت أعطى الوظيفة حقها.

وبعد إغلاق مصلحة الفنون، لم تعد الوظيفة تجمعنى مع يحيى حقى، ولكن صلاتنا الإنسانية لم تنقطع، وكان كل منا دائم السؤال عن الآخر عبر التليفون وعن طريق أصدقاء مشتركين، ولقد تذكرت يحيى حقى بقوة عندما فوزت بجائزة نوبل فى الأدب عام ١٩٨٨، وقلت لأول من سألنى عمن يستحق نوبل من الأدباء العرب، فوضعت اسم «حقى» فى المقدمة، كما أننى أهديت له الجائزة باعتباره واحدا من الأدباء العرب الكبار الذين يستحقونها عن جدارة.

لقد أسس «حقى» للقصة القصيرة فى مصر والعالم العربى قاعدة قوية، وأخلص لهذا الفن طوال حياته، وقدم فى هذا النوع من الأدب أجمل ما كتب وأعذبه، وبخلاف القصة القصيرة فإننى استمتعت من كتابات «حقى» فى فن المقال وفى النقد«.

يذكر أن «رجاء النقاش» (2008 ــ 1934) واحد من أهم النقاد فى العالم العربى، اكتشف العديد من المواهب والأسماء التى أصبحت أعلامًا فى الثقافة العربية مثل «محمود درويش» والطيب صالح وغيرهما.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك