عبدالرحمن مقلد لـ«الشروق»: عملي بـ«النجارة» ساعدني في قصائدي.. والديوان القادم «صدمة» - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 3:08 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عبدالرحمن مقلد لـ«الشروق»: عملي بـ«النجارة» ساعدني في قصائدي.. والديوان القادم «صدمة»

حوار- منال الوراقي:
نشر في: الثلاثاء 25 يونيو 2019 - 3:48 م | آخر تحديث: الثلاثاء 25 يونيو 2019 - 3:48 م

• مدرس اللغة العربية اكتشف خطواتي الأولى.. وسرت على دربه
• الجوائز المادية لا تصنع شاعرا ولا تضيف لقيمته الفنية
• الشعر استفاد من تطور التكنولوجيا.. و«السوشيال ميديا» باتت ساحة النشر الأولى
• ديواني المقبل جريء ومغامر
«أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا»، بهذه الآية القرآنية الكريمة يفتتح الشاعر المصري الشاب عبدالرحمن مصطفى مقلد، ديوانه «مساكين يعملون في البحر» الفائز بجائزة الدولة التشجيعية لهذا العام، مُعلناً عن انحيازه الكامل للبسطاء، مؤكدا ذلك في قصيدته الثالثة التي جاءت بعنوان «أنا مثلكم أتألم».

وفي ديوانه الذي يضم 18 نصًا و4 افتتاحيات، يجمع ابن قرية «العنانية» بين طبيعة القصيدة النثرية الجديد مع طبيعة القصيدة التفعيلي، ويكشف موقفه من المجاز اللغوي والبلاغي الذي استنفد طاقاته، وانحيازه إلى ما أهمل في فضاء اللغة، فيقول: «وأما المجاز فألقوه، هذا الهلامي، للحوت، لا وقت للأبهاء الذي يفتن القلب، أو يأخذ القلب بتنهيدة، ويداوي الجروح».

وأجرت "الشروق" حوارا مع الشاعر الفائز بجائزة الدولة التشجيعية في مجال الآداب فرع ديوان شعر الفصحى.

• كيف أثرت نشأتك في كتاباتكِ الأدبية؟

ولدت في قرية تقع بين نهر وبحر وبحيرة، فمسقط رأسي «العنانية» بمحافظة دمياط، التي تقع على بحيرة المنزلة ويتخللها فرعا من النيل، كما أنها لا تبعد عن البحر سوى قليل.

التعدد المهني بين الفلاحة والصيد والنجارة -التي تشتهر بها المحافظة- جعلني أندمج في جميعها بشكل متفاوت، فقضيت عمراً طويلاً في مهنة «نجارة الموبيليا»، التي جعلتني أشد إيمانا بضرورة أن تأتي القصيدة متكاملة متناسقة الشكل والمعنى والموسيقى كقطعة الأثاث البديعة التي تدعو للإعجاب.

• كيف بدأت كتابة الشعر؟

محاولاتي الأولى كانت في المرحلة الإعدادية تحت رعاية مدرس اللغة العربية الدرعمي أحمد الهندي، الذي ألهب حماسي بحب الشعر والأدب بعد اكتشافه لخطواتي الأولى؛ ليحفزني على دخول كلية دار العلوم رغم مجموعي الكبير؛ لتعلم فنون اللغة والأدب. ومن يومها لم يخل جيبي من قصيدة جديدة أو أخرى أعمل عليها. فالشعر أصبح حياتي بكل ما تعنيه الكلمة.

أما عن قصائدي الأولى أذكر قصيدتي بعنوان «الأميرة والحاجب» والتي كانت أول نصوصي المضبوطة إيقاعا، قصيدة عامودية تحكي عن تجربة الحب الأولى لأميرة مع حاجب القصر الواقع في غرامها، لكنه لا يستطيع التصريح بذلك، ويقول أحد أبياتها: «جنون الحب يدفعني لأكلها». ولازلت أحتفظ بجميع نصوصي الأولى، بل وما قبلها من خواطر وكتابات المرحلة الثانوية والإعدادية.

• متى أصدرت ديوانك الشعري الأول؟

أصدرت ديواني الأول «نشيد للحفاظ على البطء» في عام 2011، بالتزامن مع اندلاع ثورة 25 يناير، ونشر الديوان في هيئة قصور الثقافة، التي كان لها الفضل في وصوله لجمهور القراء بكل ربوع مصر بثمن زهيد، وهو ما عاد وحدث في ديواني «مساكين يعملون في البحر» الفائز بجائزة الدولة التشجيعية هذا العام.

• ماذا عن طقوسك في كتابة الشعر؟

أحرص على ألا يتواجد أي مخلوق حولي أثناء الكتابة، ولا أفعل شيئا سوى تدوين ما يدور في رأسي من توالي اللغة والكلمات حتى تتشكل القصيدة، فأعود للعمل عليها وعرضها على الأصدقاء المقربين، حتى أخرج سعيدا للعالم محتفلا بمولد قصيدتي الجديدة.

• كيف ترى حال الشعر في مصر الآن؟

الشعر في كامل زهوته، لكن للأسف ينقصنا دارس الأدب الذي يقرأ ويصنف ويؤرخ الظواهر المعاصرة، والناقد الجريء الذي يصحح مسارات البعض ويشكل وعيا جماليا جديدا.

• هل ألقى التقدم التكنولوجي بظلاله على النشاط الأدبي وخاصة الشعر؟

نعم، فالشعر استفاد من «ثورة السوشيال ميديا» التي باتت ساحة النشر الأولى، خاصةً موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»؛ حيث ينشر الشعراء من جميع أنحاء وطننا العربي عليه قصائدهم الطازجة والحية والمعبرة عن اليوم والمشهد الحالي.

• كيف بدأت تأليف ديوانك الفائز؟

بدأت كتابة «مساكين يعملون في البحر» بالتزامن مع ثورة يناير، واستمريت على العمل فيه لأكثر من 6 سنوات، أردته ديوانا جماليا يحمل أفكاري وأيدولوجياتي حول توظيف الشعر في التعبير عن البشر وآلامهم وأمالهم، يظهر عواطفهم، ويواكب تطلعاتهم ويدون أحلامهم، ويواسيهم ويفرحهم ويذكرهم باللحظات الحية والملهمة في حياتهم؛ لذلك استلهمت عنوانه من الآية القرآنية «أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا».

• هل توقعتِ فوز ديوانك بجائزة الدولة التشجيعية لهذا العام؟

كنت متفائلا للغاية بفوزه بالجائزة، رغم إيماني أن الجوائز لا تصنع شاعرا ولا تضيف لقيمته الفنية، فجائزة الشاعر العليا تكمن في جمهوره، لكني مع ذلك كنت أريد الفوز بتلك الجائزة المغرية والكبيرة بالنسبة لي.

• كيف تقدمت للحصول على الجائزة؟

بعدما نال ديواني «مساكين يعملون في البحر» ثناءً نقدياً وجوائز خارجية، تلقيت نصائح عدة بالتقدم للمسابقة كونها فرصة كبيرة وعائدها المادي أكبر، ولكني أرفض مبدأ الكتابة لمجرد الفوز بالجوائز، فالقيمة المعنوية للجائزة أهم وأبقى. قيمة أن أفوز بأعرق جائزة تحمل اسم الدولة المصرية، الجائزة التي فاز بها كبار المبدعين والشعراء المصريين.

• ماذا عن ديوانك القادم؟

ديواني المقبل بعنوان «عواء مصحح اللغة» وسيصدر قريباً، وهو ديوان جريء ومغامر، وأراهن عليه في صناعة صدمة في تجربتي الإبداعية، فهو مختلف تماماً عن «مساكين يعملون في البحر»، فيه أدخل مغامرات جمالية وفكرية وأقدم فيه قصائد لم تكتب سابقا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك