قالت رئيسة المجلس القومي للمرأة "مايا مرسي"، إذا جاءت الصورة الذهنية عن المرأة سلبية في الأعمال الدرامية، تنطبع تلك الصورة في أذهان الرجال والنساء، بل والشباب والأطفال الذين ينشأون وهم يرونّ ويألفونّ هذه الصورة، وتكون النتيجة هي خلق أجيال تنظر للمرأة نظرة دونية، مشيرة إلى أن الدراما ذات دور شديد الخطورة في تغيير فكر، وإتجاهات وسلوك الجمهور نحو المرأة، لأنهم ببساطة يقتنعون أن الدراما تعكس الواقع الفعلي للمرأة.

وأضافت "مرسي"، خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمه المجلس القومي للمرأة؛ لعرض نتائج الرصد الذي قامت به "لجنة رصد وتحليل دراما رمضان 2016 المنبثقة عن لجنة الإعلام في المجلس"، "أننا نقدر تماماً حرية الإبداع لدى القائمين على صناعة الأعمال الفنية"، مؤكدة فى الوقت ذاته على أهمية وجود الشعور بالمسئولية الاجتماعية لدى جميع المبدعين؛ إنطلاقاً من تأثيرهم البالغ الخطورة على المجتمع، متابعة: "لا يمكننا إحداث تغيرات ايجابية في سلوك المجتمع نحو المرأة دون أن تدعم الدراما ذلك التوجه".

وأشارت "مرسي" إلى أن المجلس يهيب بالدولة القيام بمسئوليتها في إنتاج أعمال ذات قيمة فنية عالية راقية، فضلا عن أنه يهيب بالقائمين على صناع الدراما العمل على تبنى القيم الأصيلة للمجتمع المصري، والإرتقاء بمستوى الأعمال الدرامية التي تُقدم، ومحاولة إبراز النماذج النسائية الايجابية في المجتمع.

وطالبت "مرسي" بضرورة أن تسعى الأعمال الدرامية إلى الارتقاء بصورة المرأة المصرية لا للتشويه المتعمد لها بدون أي معايير سليمة، وأن تعمل على إبراز ما تعاني منه المرأة من عوائق ومشكلات تحول دون الحصول على حقوقها، مع مراعاة عدم إظهار الصور المسيئة التي تقلل من شأن المرأة ومن دورها، والإبتعاد عن السوقية والإسفاف في لغة الدراما، مضيفة: "أننا نأمل أن يعود الفن المصري نموذجاً للرقي مثلما كان".

وقامت لجنة "رصد وتحليل دراما رمضان 2016" برصد صورة المرأة في 28 مسلسل رمضاني، من المسلسلات الأكثر عرضا على الشاشات.

وفيما يتعلق بصورة المرأة خلال دراما رمضان 2016، قالت مرسي إن "هناك انتشارا مبالغ فيه لمشاهد الرقص المبتذل والتعري واستخدام الإيحاءات الجنسية الصريحة والشتائم والألفاظ المبتذلة، إلى جانب ظهور المرأة كثيرا في أدوار الراقصة وفتاة الليل واستغلال جسد المرأة في المشاهد الجريئة والمثيرة، وإبراز نموذج المرأة العاملة غير الناجحة في حياتها الأسرية".

المسلسلات والمرأة

فيما قالت سوزان القليني رئيس لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة والمشرف الرئيسي على التقرير الصادر عن المجلس، إن المجلس عمل على الإطار المختص به ألا وهو صورة المرأة في الأعمال الدرامية، ولم يتطرق إطلاقا إلى الجزء الفني، وأكدت تقديرها للدور الذي تؤديه الدراما التلفزيونية في مناقشة قضايا المرأة وتقديم الحلول لها.

وعرضت سوزان القليني المؤشرات والنتائج العامة للتحليل دراما رمضان 2016، والتي رصدت أن المشاكل الأسرية شغلت المرتبة الأولى بين أبرز القضايا والموضوعات التي تم تناولها في المسلسلات، يليها العنف ضد المرأة في المرتبة الثانية، ثم تربية الأبناء في المرتبة الثالثة، أما عمل المرأة فاتحل المرتبة الرابعة، وفي المرتبة الخامسة جاءت المشاكل القانونية.

وأشار التقرير إلى أن المرأة تعرضت في المسلسلات للعديد من مظاهر العنف سواء كان مادي أو معنوي، ومن أبرز المسلسلات التي ركزت على العنف المعنوي ضد المرأة (كلمة سر، فوق مستوى الشبهات، هبة رجل الغراب، يوميات زوجة مفروسة، الكيف، وعد، أزمة نسب، جراند أوتيل، الخروج، الأسطورة، أبوالبنات)، أما المسلسلات التي طهر بها العنف المادي فكانت (بنات سوبر مان، الأسطورة).

وأوضح التقرير أن إجمالي الصورة السلبية التي ظهرت بها المرأة في المسلسلات (2073 مشهدا) ومن أكثر المسلسلات تركيزا على الصورة السلبية للمرأة (كلمة سر، فوق مستوى الشبهات، الخروج، جراند أوتيل، الميزان، بنات سوبر مان، أفراح القبة).

كما أفاد التقرير أن غالبية المسلسلات اهتمت بالمرأة في الحضر وعدم الهتمام بالريف في كل المسلسلات، باستثناء (يونس ولد فضة)، كما ظهرت مشاهد قليلة للريف ببعض المسلسلات من أبرزها (الكيف، والمغني، والخانكة، وليالي الحلمية، والأسطورة)، وأشار التقرير إلى أن مسلسل "يونس ولد فضة" قام بتزييف صورة المرأة الحقيقية في صعيد مصر.

وفند التقرير الصادر عن "القومي للمرأة"، المظاهر السلبية التي تم رصدها بالمسلسلات؛ والتي جاءت متمثلة في استخدام الألفاظ غير اللائقة التي تهين المرأة مثل مسلسلات (أفراح القبة، بنات سوبر مان، الكيف، رأس الغول، ونوس)، وتعددت مظاهر التحرر لدى الشابات سواء في الملابس أو التصرفات وعدم احترام الوالدين بشكل عام مثل مسلسل (فوق مستوى الشبهات، وعد، بنات سوبر مان، الخانكة، أفراح القبة).

وأضاف التقرير أن المرأة ظهرت كثيرا في أدوار (الراقصة وفتاة الليل، الزوجة الخائنة، المطلقة التي تخطف الزوج من زوجته)، بالإضافة إلى وجود بعض المشاهد المثيرة وغير المقبولة مجتمعيا وهو ما اعتبره التقرير "غير مناسب لشهر رمضان"، وذلك مثل مشاهد "العري والسلوكيات غير اللائقة والعلاقات غير الشرعية".

وأضاف التقرير أنه من ضمن المظاهر السلبية أيضا تعدد المشاهد التي تظهر المرأة على أنها متحررة ولا تحترم العادات والتقاليد المجتمعية، والتركيز على نظرة المجتمع السلبية للمرأة العاملة وأنها غير ناجحة في حياتها الأسرية.

المسلسلات المرصودة

المسلسلات الـ28 التي تم تحليل مضمونها هي: (المغني، نيللي وشريهان، فوق مستوى الشبهات، الميزان، ليالي الحلمية، هي ودافنشي، يوميات زوجة مفروسة، أزمة نسب، القيصر، شهادة ميلاد، مأمون وشركاه، الأسطورة، أبوالبنات، الكيف، وعد، صد رد، يونس ولد فضة، بنات سوبر مان، رأس الغول، الخانكة، أفراح القبة، الخروج، في بيتنا ونوس، جراند أوتيل، سقوط حر، هبة رجل الغراب، كلمة سر، حبيب الله).