حلقت الطيور بالآلاف في سماء مدينة شرم الشيخ؛ لتبهر السائحين من مختلف جنسيات العالم بأشكالها وحركاتها البهلوانية خاصة في موسم الهجرة، نظرًا لانتشار ملايين منها بمنطقة بحيرات الأكسدة التي تقع بمنطقة السفاري والتي تعد نقطة لتجمع آلاف السائحين يوميًا للاستمتاع برحلات السفاري، ومشاهدة الطيور الحوامة "المهاجرة".

وقال الدكتور أسامة الجبالي مدير مشروع الطيور الحوامة، إن الطيور المهاجرة تأتي من قارات أوروبا وآسيا إلى قارة أفريقيا لتأخذ مسار هجرة البحر الأحمر الذي يعد ثاني أهم مسار للطيور الحوامة على مستوى العالم.

وبين أن هذه الطيور تضم نحو أكثر من مليوني نوع طائر، ويهاجرون في موسم الخريف بداية من شهر أغسطس من كل عام، ثم يعدون إلى بلادهم الأصلية في أوروبا وآسيا خلال موسم الربيع الذي يبدأ من شهر فبراير ويستمر حتى شهر مايو.

وأوضح مدير مشروع الطيور الحوامة، أن الطيور تتجمع في أول محطة لها بمصر في مدينة شرم الشيخ بأعداد وأنواع كبيرة ومختلفة، وأهمها اللقلق الأبيض الذي يتجمع بأعداد تصل إلى عشرات الآلاف في منطقة بحيرات الأكسدة لكونها تعد استراحة هامة جدًا للطيور الحوامة، نظرًا لتوافر المياه والغذاء بها.

وأكد أنه يجرم ويحرم صيد هذه الطيور عالميًا، وتتعاون محافظة جنوب سيناء مع وزارة البيئة، اهتمامًا خاصة بتجمعات طيور اللقلق الأبيض، لكونها تسهم في تنشيط السياحة بمنطقة السفاري؛ لذا جرى إنشاء منطقة لترصد ومشاهدة هذه الطيور، مع الاهتمام بمنع الروائح الكريهة التي تنبعث من البحيرات بطرق علمية لا تؤثر على البيئة.

وأضاف أن منطقة بحيرات الأكسدة تعد محطة رئيسية لطيور اللقلق الأبيض بعد عبورهم منطقة صحراوية شاسعة، وتتيح لهم البقاء بها لعدة أيام لاستعادة حيوتها وطاقتها حتى يستطيعوا مواصلة رحلة الهجرة إلى دول جنوب أفريقيا للاستمتاع بدفئها خلال فصل الشتاء.

جدير بالذكر أنه يطلق على طائر اللقلق الأبيض في مصر اسم "العنز"؛ نظرًا لكبر حجمه، ويتراوح وزنه ما بين 3 إلى 4 كيلوجرامات، وطوله يصل إلى نحو متر تقريبًا، وأرجله طويلة، ولون ريشه أجنحته أبيض، ونهاية أطراف أجنحته سوداء، بينما منقاره أحمر اللون وهو من الطيور القوية، ولا يمر هذا الطائر بالبحر المتوسط خلال رحلة هجرته من أوروبا، لكونه يحتاج إلى تيارات حرارية لا تتكون من خلال البحر.

وخلال طيور اللقلق الأبيض في البر يمشون ببطء، وتستمر الرحلة نحو 50 يوما، وتضم أسرابها نحو 10 آلاف طائر في كل سرب، وتعد محمية رأس محمد وبحيرات الأكسدة من أهم المحطات بالنسبة لها، لكونهم يتغذون فيها على السرطانات الصغيرة التي توجد عند حول الأشجار.