قال خبراء اقتصاد إن الاقتصاد الألماني سيواصل انكماشه خلال الربع الثالث من العام الحالي، مع احتمال استمرار الأداء الضعيف خلال الربع الأخير من العام.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن المحلل الاقتصادي جامي روش القول "الآن نرى خطرا رئيسيا لانكماش الاقتصاد مجددا خلال الربع الثالث، وسيستمر الضعف خلال الربع الأِخير من العام وربما إلى ما بعد ذلك".
وأشارت بلومبرج إلى أنه رغم انكماش الاقتصاد الألماني خلال الربع الثاني من العام الحالي، فمازالت هناك نقاط مضيئة في ألمانيا، حيث انخفض معدل البطالة إلى مستوى قياسي تقريبا، وواصل قطاع الخدمات النمو.
في الوقت نفسه أشار تقرير صادر عن معهد إيفو للدراسات الاقتصادية إلى تحسن الثقة في ألمانيا خلال الشهر الحالي، حيث تشعر الشركات "بالمزيد من الرضا عن أوضاع أعمالها الراهنة".
وقال كيليمنت فوست رئيس "إيفو" إن هذا ربما يكون السبب في عدم تحرك الحكومة الألمانية بإطلاق حزمة مالية لتحفيز الاقتصاد حتى الآن.
وقد ارتفع مؤشر ثقة المستثمر الذي يعده معهد "إيفو" الألماني، بنسبة 3ر0 نقطة إلى 6ر94 نقطة، حسبما أعلن المعهد اليوم الثلاثاء في ميونخ.
يشار إلى أن هذا هو أول ارتفاع للمؤشر بعد خمس مرات تراجع متتالية.
وكان أهم مؤشر لرصد النمو الاقتصادي في ألمانيا انخفض في أغسطس الماضي، إلى أدنى مستوى له منذ تشرين ثان/نوفمبر عام 2012.
وعلق فوست، على هذا الارتفاع بالقول "تباطؤ النمو الاقتصادي دخل في استراحة"، وفسر الارتفاع الذي شهده المؤشر في سبتمبر بتحسن تقييم المستثمر للوضع الحالي، ولكنه أشار إلى استمرار انخفاض مؤشر الاستثمارات المستقبلية.
في الوقت نفسه تراجع مؤشر توقعات الشركات من 3ر91 إلى 8ر90 نقطة.
وظل الوضع في القطاع الصناعي في ألمانيا حرجا، حيث رصد مؤشر مناخ الاستثمار استمرار تراجع الطلبات للشركات الألمانية.
وفي تعليقه على ذلك، قال فوست: "لا يبشر التطور الحالي للطلبيات لدى الشركات الصناعية وخطط الإنتاج بوجود تحسن في الأشهر المقبلة".
ولكن خبراء المعهد رصدوا تطورا إيجابيا في قطاع الخدمات، حيث نجح مؤشر الاستثمارات في التعافي بوضوح عقب الانتكاسة التي مني بها الشهر الماضي.
ومازالت شركات قطاع الإعمار تقيم وضعها بشكل إيجابي، ولكن ليس بنفس الدرجة التي كانت في شهر أغسطس الماضي.
ويعتمد مؤشر "إيفو" لمناخ الاستثمار في ألمانيا على استطلاع آراء نحو 9000 شركة، ويعد مرجعا موثوقا به لرصد حجم النمو الاقتصادي المتوقع في ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا.