مصادر بتحالف «أزرق ــ أبيض»: نتنياهو لم يبد تمسكا بكتلة الأحزاب اليمينية فى الحكومة الجديدة

أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، عن بدء مفاوضات بين طواقم حزبى الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلى المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو وتحالف «أزرق ــ أبيض» بزعامة رئيس الأركان السابق بينى جانتس لتشكيل حكومة وحدة.
وذكرت القناة «12» الإسرائيلية أن انطلاق المفاوضات الأولية سعيا لتشكيل حكومة وحدة، جاء بعد اللقاء الثلاثى الذى عقد بين نتنياهو وجانتس والرئيس الإسرائيلى رئوفين ريفلين، وأفضى لاتفاق على البدء بمشاورات لتشكيل تلك الحكومة، بحسب وكالة الصحافة الفلسطينية «صفا».
وأوضحت القناة الإسرائيلية أنه من المقرر أن يجتمع نتنياهو وجانتس مجددا، اليوم الأربعاء، فى مقر إقامة الرئيس الإسرائيلى لبحث ما توصل إليه فريقهما التفاوضى.
ونقلت القناة عن مصادر فى تحالف جانتس قولهم إن نتنياهو لم يُبدِ تمسكا بكتلة الأحزاب اليمينية التى يقودها، وإنه قد يدخل فى حكومة وحدة مع جانتس على أن يتم تداول رئاسة الحكومة بينهما بالتناوب.
وقالت مصادر فى أوساط الأحزاب اليمينية إن جانتس يحاول «تفكيك تحالف أحزاب اليمين والاستفراد مع نتنياهو فى تشكيل حكومة وحدة، وإن الرسائل التى خرجت من جانتس بعد اجتماعه مع نتنياهو تقول لأحزاب اليمين نتنياهو سيغدر بكم فبادروا أولا للغدر به قبل فوات الأوان».
وكان جانتس قد أشار فى بيان عقب الاجتماع، إلى أن «الوحدة نوقشت كثيرا»، وأن «المجتمع اختار التغيير، ولا نعتزم التخلى عن قيادة التحالف وعن قيمنا أو شركائنا الطبيعيين».
وحل التحالف الوسطى «أزرق ــ أبيض» فى المرتبة الأولى فى انتخابات الكنيست بفوزه بـ33 مقعدا من أصل 120 فى البرلمان، بينما حلّ الليكود ثانيا بفارق مقعدين. لكن كلا الطرفين يبقى عاجزا، حتى مع دعم حلفاء كل منهما، عن بلوغ عدد المقاعد الضرورية للحصول على غالبية مطلقة فى الكنيست (61 نائبا)، ويعود للرئيس الإسرائيلى تسمية رئيس الحكومة المكلّف بعد مشاورات نيابية.
وسيعلن ريفلين اسم المرشح لمهمة تشكيل حكومة إسرائيلية، عندما يتم تسليمه النتائج الرسمية النهائية للانتخابات، وسيكون لدى رئيس الوزراء المكلّف مهلة 28 يوما للقيام بذلك، مع إمكانية تمديد هذه المهلة أسبوعين إضافيين.
وخلال الاستشارات النيابية التى أجراها ريفلين حصل نتنياهو على 55 توصية مقابل 54 توصية لجانتس. وإذا انتهت المهلة من دون أن يتمكّن رئيس الوزراء المكلف تشكيل حكومة، عندها يمكن لريفلين نقل المهمة لشخصية أخرى، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وهذه المحادثات حساسة بالنسبة إلى نتنياهو لأنه يواجه تهما محتملة بالفساد قد توجه إليه رسميا فى الأسابيع المقبلة بناء على جلسة استماع ستعقد أوائل الشهر المقبل. ويعتمد نتنياهو على حصانة برلمانية فى حال اتهامه رسميا، لكن سيكون من الصعب أن يحصل على هذه الحصانة من النواب إذا لم يكن رئيسا للحكومة المقبلة.
إلى ذلك، أبلغ رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة الرئيس الإسرائيلى أنّ «أولوية القائمة هى إطاحة نتنياهو، ومن هنا يأتى دعمها لجانتس لتشكيل الحكومة المقبلة».
أما أفيجدور ليبرمان الذى لا يستطيع أى من نتنياهو أو جانتس تشكيل حكومة بدونه فقال فى مؤتمر صحفى قبيل لقائه ريفلين: «لا يمكننا أن نوصى جانتس الذى قد يشكّل حكومة مدعومة من اللائحة العربية»، مضيفا: «الحريديم (اليهود المتشددون) خصومنا السياسيون، لكن العرب (عرب 48) أعداؤنا».