يسعى الكثير منا للحصول على رائحة خالية من العرق وفي مقابل ذلك يستحم البعض يوميًا، أو أكثرمن مرة خلال اليوم الواحد؛ للتأكد من نظافة الجسم، فهل ذلك مفيد؟
يقول روبرت شميرلنج، الأستاذ المساعد في قسم أمراض الروماتيزم في كلية الطب بجامعة هارفارد، إن ما يقرب من ثلثي الأمريكيين يستحمون يوميًا وهذه النسبة أعلى في أستراليا، بينما يستحم نصف الصينيين مرتين فقط في الأسبوع، وتختلف مرات الاستحمام من ثقافة لأخرى.
وأضاف أن المعظم يلجأ للاستحمام اليومي؛ بسبب الخوف من رائحة الجسم، خاصةً حينما يذهبون إلى العمل، كما أن الاستحمام الصباحي يساعد في الاستيقاظ أو لأنه روتين يومي بعد الرياضة، لكن كل تلك المزايا لا تمنع تضرر الجسم- وفقًا لمدونة جامعة "هارفارد" الأمريكية البحثية.
وأكد أن كثرة الاستحمام تتسبب في جفاف الجلد وتهيج البشرة وحدوث الحكة لأنه يزيل طبقة الزيت الموجودة على الجلد ويقتل الكائنات الحية الدقيقة وينهي توازن البكتيريا الجيدة، وهذه الأضرار تتضاعف حينما يكون الماء ساخنًا.
وذكر أنه مع جفاف الجلد وتشققه، تدخل البكتيريا والمواد المسببة للحساسية لطبقات الجلد وهذا يحدث رد فعل تحسسي، كما يمكن للصابون المضاد للبكتيريا الذي يستخدمه البعض يوميًا أن يُحدث إخلال في توازن الكائنات الحية على الجلد وهذا سيؤدي لظهور كائنات أخرى أكثر صلابة وأقل صداقة للإنسان وأكثر مقاومة للمضادات الحيوية، بجانب أن الجهاز المناعي يحتاج إلى كائنات حية وأوساخ من وقتًا لآخر حتى يكون ذاكرة مناعية وأجسام مضادة وقائية، ومع الاستحمام اليومي يصبح الجسم ضعيفًا ويفقد جهاز المناعة قدرته على حماية الجسم.
وأوضح أن الضرر من الاستحمام اليومي يحدث أيضًا من تعرض الجسم للكثير من المياه الجارية التي تحتوي على أملاح ومعادن ثقيلة وكلور وفلوريدا ومبيدات حشرية ومواد كيميائية ومكونات أخرى خاصة بتنظيف المياه، وكل هذا يسبب مشكلات صحية للجلد، إضافة إلى الشامبو الذي يحتوي على عطور وزيوت ومواد كيميائية والبلسم مما يتسبب في إصابة الإنسان بالحساسية.
ونصح بالاستحمام عدة مرات أسبوعيًا ولكن ليس يوميًا إلا إذا كان الإنسان يعمل عملا شاقا يؤدي لتراكم العرق بغزارة على جسمه، وأكثر ما يجب تنظيفه خلال الاستحمام هو الإبطين والفخذين.