وضعت الحرب الأخيرة على غزة أوزارها، بما شهدته في أنحاء القطاع والضفة الغربية والقدس الشرقية من اعتداءات وتراشق صواريخ، وتبادل غارات بين قوات المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، وتدمرت فيها المدينة؛ فتشردت عائلاتها وسقط ضحاياها بالمئات وتعدت إصاباتها حاجز الألف.
الحالة التي يُرثى لها والأوضاع التي باتت عليها غزة، دفعت الحكومة المصرية لفتح معبر رفح البري لعلاج المصابين ونقل المعونات وإرسال المساعدات، وتبرعت الرئاسة بملايين الدولارات لإعادة إعمار غزة، ليسير على خطاهم الشباب المصري، وتنطلق بعض المبادرات الفردية والجماعية لمساعدة أشقائهم الفلسطينيين.
بعض الشباب المصري قرر إطلاق مبادرة جديدة من نوعها لإرسال المساعدات وإطعام سكان غزة، الذين ما زالوا في مرحلة التعافي من الدمار الذي لحق بهم، فدشنوا مشروع "مطبخ الخير" لإطعام أهل غزة، من خلال تجميع الأموال والمساعدات والمواد والسلع الغذائية بمختلف أنواعها وتجهيز وجبات جاهزة للتوزيع لإرسالها إلى القطاع الفلسطيني المتضرر.
تقول هدى عيد، أحد مسؤولي المبادرة، في حوارها لـ"الشروق"، إنهم أطلقوا المبادرة بهدف مساعدة أشقائهم الفلسطينيين، بعد وقوع الدمار الذي أصاب غزة، خاصة الجرحى والمصابين الذين وصلوا، والموجودين في البلاد، من خلال مطابخ الخير القريبة منهم والموجودة في مدينة العريش بشمال سيناء.
وتابعت هدى أن شباب "مطبخ الخير" بدأوا بالفعل في مساعدة الفلسطينيين بالمستشفيات المصرية، وما زالوا يعملون في تجميع كميات كبيرة من السلع الغذائية، لإطعام الفلسطينيين من أهالي غزة، سواء عن طريق وجبات "مطبوخة أو جافة" بصورة دورية، مشيرة إلى أن المبادرة يشارك فيها عدد كبير من الشباب المصري بهدف مساندة إخوانهم الفلسطينيين وتخفيف أعباء الدمار الذي حل بهم.
وأوضحت هدى أن المبادرة الشبابية المصرية تعمل على توفير وتحضير وجبات للأهالي الفلسطينيين المصابين الذين نقلوا إلى البلاد عن طريق معبر رفح، وطوال فترة تواجدهم في المستشفيات المصرية، من خلال مطابخ مؤسسة سواعد الإطعام، التي يتبعها المطبخ والمبادرة، سواء الموجودة بالعريش أو أي مكان آخر داخل البلاد سيتم نقل المصابين الفلسطينيين إليه.
فيما أوضح المهندس أشرف حراز، مؤسس مطعم الخير، أن المبادرة تتابع عملها أيضا عن طريق عمل قافلة مواد غذائية مصرية لقطاع غزة الفلسطيني، بالتعاون والتنسيق مع الهلال الأحمر المصري والفلسطيني، وسيتم تسليم القافلة للهلال الأحمر المصري داخل مصر لتسليمها للهلال الأحمر الفلسطيني.
وأضاف المهندس المصري، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، أن المبادرة لا زالت تنسق مع الجهات الحكومية والهلال الأحمر، وتنتظر قائمة المواد المطلوبة والمصرح دخولها إلى قطاع غزة من مواد وسلع غذائية وحبوب أو ملابس للأطفال.