مصارعة ورماية وهوكي وكرة يد.. «الشروق» في المعرض الرياضي بالمتحف المصري - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 7:56 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصارعة ورماية وهوكي وكرة يد.. «الشروق» في المعرض الرياضي بالمتحف المصري

منال الوراقي وميار مختار:
نشر في: الأربعاء 26 يونيو 2019 - 1:17 م | آخر تحديث: الأربعاء 26 يونيو 2019 - 1:17 م

لافتة كبيرة تحمل شعار «الرياضة عبر العصور» هي دليلك إلى المعرض الأثري الرياضي بالمتحف المصري بميدان التحرير، الذي افتتح الخميس الماضي، تزامناً مع استضافة مصر لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في نسختها الثانية والثلاثون.

فداخل القاعة 44 بالطابق الأول من المتحف المصري، تعرض 96 قطعة أثرية تحمل الكثير من التفاصيل حول الرياضة في مصر القديمة، مؤرخة للعديد من الرياضات التي عرفها المصري القديم، ومطلعه العالم علي روعة وجمال وصدارة المصريين القدماء في ممارسة الألعاب الرياضية قبيل آلاف السنين.

وتوثق العديد من رسوم المعابد والمقابر، التي شيدها ملوك ونبلاء الفراعنة فى الأقصر وأسوان والجيزة، معرفة الفراعنة بالمصارعة وكرة القدم ورمى الرمح والتحطيب وغيرها من الألعاب الرياضية التي تمارس حتى اليوم، كما كان صيد الحيوان والأسماك من الرياضات المسلية والنشطة والصحية في مصر القديمة.

فدائماً ما تصور النقوش المصرية القديمة الملك بأنه صاحب ذراعين قويين ويتمتع بخطوات واسعة، ورامي نبال بارع ومجدفُ قوىً، وراكب عربات ماهر، ومصارع جبار، كما تظهر التماثيل القديمة بخواصر نحيفة ومناكب عريضة، لتوحى بأن صاحب التمثال كان شخصا رشيقا خفيف الحركة قوى العضلات.

يظهر ذلك من خلال تمثالي المعبودان أيروس وميوكورى الممسكين بشعلة دورة الألعاب، وقارب الملك توت عنخ أمون مع المجاديف، والنقش الصخرى للسباحين بهضبة الجلف الكبير فى العصر الحجري الحديث، ولوحة لـ220 زوجاً من المصارعين مقسمين على ستة صفوف، لكل زوج وضعيه تختلف عن غيره، فضلاً عن التمثال الذي يظهر براعة أمنحوتب الثانى في تصويب السهام نحو اللوح النحاسى، والنقش التشريفى الذى يحمل أسماء الفائزين في الألعاب الملكية عام 267 ق.م.

في يوم اكتظ فيه المتحف بالسائحين من الأجانب والعرب، كان متحف «الرياضة عبر العصور» لافتاً للأنظار وجاذباً لزوار المتحف المصري، مثيراً لدهشة الكثيرين حول تواجد كل تلك الرياضات في مصر القديمة.

فتاة تبلغ من العمر 22 عاماً، سمعت عن المتحف الرياضي بمحض الصدفة، مقررة أن تعبر المسافات، وتأتي لزيارته من قريتها بمحافظة دمياط، شغفاً منها للتعرف على سمة جديدة من سمات المصريين القدماء.

هل عرف الفراعنة الرياضات خاصةً كرة القدم حقاً؟ سؤال أثار فضول الزهراء أشرف شطا، الطالبة بقسم الزخرفة بكلية الفنون التطبيقية بجامعة دمياط، لتقرر عند وصولها لباب المتحف المصري البحث عن القاعة 44 لترضي فضولها عن المعرض الرياضي: "لفت انتباهي إقامة معرض رياضى قديم عند الفراعنة، قررت أجي أشوفه".

خبر إقامة المتحف الرياضي لفت نظر الزهراء وتعجبها، لكن الحقيقة أدهشتها أكثر: "اكتشفت إن كان فى رياضات كتير عند الفراعنة والعصور القديمة مكنتش أعرف إنها كانت موجودة أيامهم، مكنتش متخيلة أنهم متطورين للدرجه دي!".

أثارت الزخارف والنقوش الموجودة على بعض القطع الأثرية بالمتحف إعجاب الفتاة العشرينية، التي وصفت المصريون القدماء بالفنانين حتى في تأريخهم لأدواتهم الرياضية.

جاءت الزهراء المهتمة بمعرفة التاريخ المصري القديم ومشاهدة الأثار التاريخية، والمعتادة علي زيارة المتحف المصري، في زيارتها تلك المرة هى الأخرى بمفردها: "أنا جيت لوحدى، عشان مفيش حد من أصحابى عنده نفس اهتماماتي، فبخطف نفسى سريعا وأرجع".

وأمام إحدى القطع الأثرية المعروضة وقف الشابان المصريان عباس هشام ومحمد عبدالعليم، الطلاب بالفرقة الثانية بكليتي العلوم والهندسة بجامعة القاهرة، مظهرين إعجابهم بالقطع واندهاشهم من وجود الكرات في العصور الفرعونية، وسط تساؤلهم إلى أين ستذهب تلك القطع الأثرية بعد إنتهاء المتحف الرياضي؟

وأثناء وقوفه أمام تمثال هيركليس العائد للعصر اليوناني الروماني، يشير عباس، البالغ من العمر 18 عاماً، إلى حبه وتفضيله للأشخاص في العصور الرومانية واليونانية بمصر القديمة، خاصةً في اهتمامهم بالرياضة وأجسادهم القوية التي تظهرها تماثيلهم.

لم يختلف الوضع كثيراً بالنسبة للطفل المصري عبدالرحمن حسين، الشغوف بشده لمتابعة آثار مصر خاصةً الرياضية منها، لذلك أراد مشاهدة التماثيل الرياضية خلال حضوره مع والده في زيارة للمتحف المصري، مبدياً إعجابه وحبه للمتحف الرياضي: "أنا بحب الفراعنة، وأول مرة أعرف إنهم كانوا بيلعبوا ألعاب مختلفة بالكورة زي الهوكي وكرة اليد".

مصري مقيم بإلامارات أحضر ابنه لزيارة المتحف والتعرف على تاريخ بلاده، خلال تواجدهم بمصر لمتابعة فاعليات كأس الأمم الأفريقية وتشجيع المنتخب الوطني المصري.

يوان السائح الفرنسي، 28 سنة، الذي قادته تقسيمات المتحف المصري إلى الجزء الرياضي منه دون سابق ترتيب، حتى أنه لم يفاجأ كثيراً بممارسة المصريين القدماء للأنواع المختلفة من الرياضات، لما كان يعتقده دائماً حول أن قوة عقول الفراعنة وبنيتهم الجسدية التي تظهر في عضلاتهم البارزة بتماثيلهم يجب أن تعود لممارستهم الرياضة.

عبر يوان، الذي وصل إلى مصر لمتابعة عمله كمصور بكأس الأمم الأفريقية، عن حبه وشغفه بمعرفة المزيد عن الفراعنة من خلال آثارهم التاريخية، ذلك الشغف الذي قاده خلال تواجده بمصر لزيارة أهراماتها بالأمس ومتاحفها اليوم، آملا معرفة المزيد عن الحضارة الفرعونية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك